نهاية مأساوية لمدرس وزوجته وابنه .. وأخر يفشل في بيع إحدى كليتيه بصنعاء الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة
من المؤلم أن تصل الأمور في مصر إلى ما وصلت إليه من الدموية والعنف وما سيترتب على ذلك من تعميق للجرح الوطني إلى درجة صارت العودة فيها إلى ما قبل 30/ يونيو/ حلما يتمناه حتى الذي خرجوا ذلك اليوم للمطالبة بإقالة مرسي لكنهم لن ينالوه.
من المؤكد أن فترة حكم الإخوان لمصر وعمرها سنة لم تكن مثالية جدا وجرت فيها الكثير من الأخطاء المقصودة وغير المقصودة وهي تلك التي اختصرها معارضوهم بــ"أخونة الدولة" وهي تهمة ربما جرت المبالغة فيها، لكن لها من الحساسية الشديدة في مصر ما ليس لغيرها، ولربما كان من أخطر أخطاء الإخوان الاكتفاء بإعداد دستور لا يتفق معه كل الشركاء السياسيين وعلى وجه الخصوص شركاء ثورة يناير، ومع ذلك فإن كل هذه الأخطاء عندما نقارنها مع ما آلت إليه الأوضاع اليوم تعتبر هينة بل وتافهة، لأنه لا توجد أخطاء أكبر من القتل الذي هو عند المسلمين أشد من هدم الكعبة الشريفة، وهو عند المسيحيين قرين الشر والفتنة والسرقة والفساد والخيانة مثلما هو ممقوت في كل الديانات السماوية وغير السماوية.
يعلم الجميع أن الركام الضخم من مخلفات حكم مبارك لم يكن ممكنا التغلب عليه في سنة حتى لو كان الحاكم هو نيلسون ما نديلا أو المهاتما غاندي، أو حتى عمر ابن الخطاب، فما بالنا والحاكم رجل جاء من الوسط الجامعي ومن معتقلات مبارك وقد ووجه بأعمال تخريب أمنية ومالية واقتصادية وسياسية، كانت تستدعي عبقرية استثنائية للتصدي لها، ومن غير شك فإن الكثير من الأخطاء المحسوبة على فترة حكم الدكتور مرسي يعود بعضها إلى محدودية تجربة الإخوان في الحكم واعتقادهم (خطأ) بأن بإمكانهم وحدهم التصدي للمهمات الكبيرة والمعقدة دونما الاستعانة بشركاء ثورة 25 يناير الذين تحولوا في الغالب إلى خصوم ألداء لمجموعة الإخوان والتحالف حتى مع من قامت ثورة يناير ضدهم والذين يسمونهم بالفلول.
عندما أقدم عبد الفتاح السيسي على خطوة عزل الرئيس مرسي، كان المبرر أن الإخوان مزقوا المجتمع المصري وإنهم سيدفعون البلاد إلى الفتنة، وقال أنصار إقصاء مرسي إن هذه الخطوة كانت ضرورية لتجنيب مصر إراقة الدماء، . . .لا أستطيع أن أتصور ما حجم الضحايا التي كان يمكن أن تحصل فيما لو نشأت مثل هذه الفتنة التي تحدث عنها الانقلابيون، لكن ما جرى يوم 14 أغسطس هو فتنة بكل المعايير وإراقة دما بأبشع صورها، لأن مواجهة معتصمين سلميين بقوة السلاح وحصول ضحايا بالمئات (حسب بيان وزارة الداخلية 287 وأكثر من ألفين حسب بيانات تحالف دعم الشرعية)، وبلا شك فإن ما جرى لا بد أن يكون له ما بعده من التداعيات سواء ما سيترتب على فرض قانون الطوارئ من أعمال قمع وتنكيل وملاحقة وانتهاكات يبيحها القانون للأجهزة الأمنية التي هي بارعة في مثل هذه الأعمال حتى بدون قانون الطوارئ، أو ما سيلي كل ذلك من ردود أفعال لا نستطيع التكهن بها في هذه اللحظة الملتبسة، لكنها بكل تأكيد لن تكون ذات عواقب حميدة. . . .وهو ما سيقود المجتمع المصري إلى مزيد من الأزمات والتشظيات والانقسامات ونمو حالات التطرف والعنف وفقدان الاستقرار المفقود أصلا.
يتألم المرء وهو يسمع أنصار ثورة يناير أمثال د. حسن نافعة، وجورج إسحاق، ووحيد عبد المجيد، وعبد الله السناوي وخالد داوود وغيرهم، وهم يرددون مع أعداء ثورة يناير أمثال محمود زاهر، ونبيل شرف الدين ومجدي الدقاق وأحمد شفيق، وغيرهم نفس الألفاظ ونفس التوصيفات ونفس الخطاب السطحي والمحشو بالمغالطة والمبالغة والتضخيم والعدائية ويزداد الأمر مرارة عندما ينبري هؤلاء (أنصار ثورة يناير) للدفاع عن المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب المصري في رابع العدوية والنهضة ومصطفى محمود. وهو ما يشكل انتكاسة للفكر السياسي الليبرالي والعلماني الذي يقوم على تقديس الحرية واحترام كرامة الإنسان (فضلا عن روحه ودمه)، وانحيازا مفضوحا للقتل والقتلة.
لا يمكن بعد ما جرى يوم 14 أغسطس الحديث عن مستقبل للديمقراطية في مصر إلا إذا كانت ديمقراطية كتلك التي عرفها عصر مبارك وعلي عبد الله صالح وبشار وحافظ الأسد، ديمقراطية تصنع نتائجها في مطابخ المخابرات، ويتحكم فيها مخرجاتها حاملو الرشاشات وصانعو تقارير الاجهزة الاستخبارية والقتلة واللصوص.
دخول مصر مربع الدم يوسع الشرخ الوطني ويزيد الأمور تعقيدا، ويجعل المصالحة التي يتحدث عنها من أطاحوا بالرئيس مرسي أمرا بعيد المنال بل وربما استدعى من التبعات والتداعيات والتعقيدات ما لم تعرفه مصر قبل عقود، ذلك إن العنف لا ينتج إلا العنف، والتطرف لا ينتج إلا تطرفا مشابها، وعندما يكون الضحية هو من انتخبه الشعب بالأغلبية وأوصله إلى كرسي الحكم ويكون الطرف الآخر هو من جاء عن طريق الانقلاب وإراقة الدم فإن الحديث عن الديمقراطية والمصالحة والعدالة يصبح مجرد استغباء واستغفال وضحك على الدقون، وهو لا يختلف عن حديث اللص عن النزاهة وقاطع الطريق عن الأمن والأمان والاستقرار.
برقيات:
*من مفارقات الأحداث في مصر أن الانقلابيين برروا انقلابهم، بالقول بأن الشعب المصري خرج يوم 30 يونيو وقبله بأسابيع للمطالبة بإقالة مرسي وإنهم لم يفعلوا سوى الاستجابة لطلب الشعب، لكنهم يعتبرون أن الملايين في عشرات الميادين المصرية المطالبين بعودة الرئيس مرسي مشاغبين ومثيري فوضى ومعطلين للحياة العامة.
* شيخ الأزهر الذي طالب في آخر بياناته بعدم الزج بالأزهر في الشأن السياسي نسي أنه كان حاضرا في الاجتماع الذي قرر الإطاحة بالدكتور محمد مرسي ممن كرسي الرئاسة، ربما اعتقد فضيلته أن الإطاحة برئيس جمهورية منتخب ليس شأنا سياسيا.
* قال الشاعر العربي نزار قباني:
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم. . .
. . .أنعي لكم نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه