آخر الاخبار

ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ عاجل .. توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل عاجل : وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم

رسالة إلى قيادات الجنوب التاريخية
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 7 أيام
الجمعة 15 يوليو-تموز 2011 10:31 م

هذه الرسالة أوجهها إلى قيادات الجنوب التاريخية التي أعتبرها جزءًا أساسيًا من المشاكل والصعوبات التي يواجها الجنوب منذُ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ولا ندري إلى متى ستستمر.

رسالتي هذه موجهة تحديداً إلى الرؤساء الثلاثة: علي سالم البيض, وحيدر أبو بكر العطاس, وعلي ناصر محمد, وباقي القيادات التي كان لها دور في وصول الجنوب إلى ما وصل إليه اليوم.

أولا أنا شاب من شباب الجنوب أحملكم المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن الحال التي وصلنا إليها اليوم من ضياع للهوية والمستقبل؛ لأنه وباختصار ارتكبتم أخطاءً كارثية بحق الجنوب أفضت في مجملها إلى النتيجة التي وصلنا إليها اليوم وأعتقد الكل مدرك هذا ومتفهم له بما فيه انتم أيها القادة واعتقد أن هذا الوقت انسب وقت للمصارحة والمكاشفة.

وما يحز في النفس أنكم لم تتعلموا من أخطائكم, ومستمرون في نفس الأخطاء، رغم ما يمر فيه الجنوب من وضع صعب جداً وقد يضيع الجنوب مرة أخرى, وندخل في دوامة مخطط لها مسبقاً, وـنتم ما زلتم في خلافاتكم وتبايناتكم والبحث عن مقر تجتمعون فيه بعد القاهرة وبروكسل لينتقد كل طرف الآخر ويبرز عضلاته وحجم حضوره على الآخر، ولا ندري ما السبب في ذلك مع أن الشعب في الجنوب تقريباً موحد ومستعد أن يصفح عنكم ويفتح صفحة جديدة في حال لمس تغيير حقيقي تُكفرون فيه عن أخطائكم السابقة وتجعلون الجنوب همكم الأول.

لكن ما نلاحظه عكس ذلك تماماً, خلافاتكم تزداد, وتاريخكم هو من يرسم خطط المستقبل للجنوب, وهنا, والخطر الأكبر الذي لا يمكن إن نسمح به وخصوصاً نحن الجيل الشاب، لا يمكن إن نعيد المناطقية والتكتلات السياسية المتعصبة التي تفضي إلى حروب أهلية وفتن لا تنتهي.

لقد عانينا الكثير ودفعنا الغالي والنفيس خلال السنوات السابقة وآن الأوان أن تقفوا مع شعبكم ليس بالكلام, لكن بالأقوال والبيانات والتصريحات التي تتبعها الأعمال على الأرض.

واعتقد أن أول خطوة يجب أن تقوموا بها هي الاعتذار علنًا للشعب في الجنوب, ويتبع الاعتذار خطوات تصالح وتسامح حقيقية بين القيادات التاريخية تفضي إلى الخروج برؤية أو آراء متعددة لا تحمل حقدًا أو ضيمًا للآخر، وتبقى مجرد وجهات نظر تؤدي في نهايتها إلى خروج الجنوب من الوضع المأساوي والصعب الذي وضعتمونا فيه.

إن خلافاتكم, أيها السادة, تنعكس بشكل سلبي على الداخل وما شاهدناه في الفترة الأخيرة ما هو إلا دق لناقوس الخطر, حيث وصل الأمر بالبعض لسلخ قيادات شابة من الحراك بسبب موقف أو رأي معين, أو قيام قيادات باتهام من خالفهم بالعمالة وخيانة الجنوب، وهذا ما يجعلنا نخاف ونضع أيدينا على قلوبنا؛ خوفًا من العودة إلى نقطة الصفر؛ لأنكم ما زلتم وبحكم ما تملكونه من إمكانيات مادية وثقل سياسي أصحاب تأثير في الداخل وأي خلافات فيما بينكم تنعكس على الداخل وتؤثر سلبًا في مسيرة الحراك الجنوبي, وبالتالي زيادة معاناة أبناء الجنوب، وهذا ما لمسناه خلال الأربع السنوات الماضية, فخلافاتكم في الخارج تنعكس على الداخل وتعيق تقدم مسيرة الحراك الجنوبي.

فهل تكونوا هذه المرة عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم وتتصالحون مع أنفسكم أولًا ومع شعبكم ثانيًا وخصوصا أن العمر لم يعد فيه الكثير, والوقت أمامكم قصير جدًا, والشعب في الجنوب ينتظر ويترقب منكم موقف مشرف وحازم؟

اجلسوا مع أنفسكم قليلًا, واستعيدوا شريط الذكريات, وتذكروا الشهداء الذين سقطوا في الجنوب منذُ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم. فكروا في مصير الأجيال التي ضُيعت والأجيال التي ستُضيع بسببكم. تذكروا ضحايا 13 يناير وضحايا حرب 1994, وشهداء منصة ردفان, وضحايا مجزرة المعجلة، ومحرقة مصنع 7 أكتوبر، وغيرها من الدماء التي أريقت وتراق في كل منطقة من مناطق الجنوب؛ لأنه وباختصار كل ما حصل ويحصل هو بسبب أخطائكم التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم.

فهل ستتصالحون مع أنفسكم ومع ضميركم أولًا؟ ومن ثم مع شعبكم وحتى مع التاريخ حتى يحفظ لكم صفحة مشرقة تعيد الابتسامة والأمل إلى الأجيال في الجنوب؟ أم أنه ينطبق عليكم القول "فاقد الشيء لا يعطيه"؟ وبالتالي لن ننتظر منكم شيئًا وعندها الأفضل لكم ولنا أن تعتزلوا العمل السياسي وتدعوا شعب الجنوب - ومعه رب العالمين - أن يواجه الصعاب والمحن بعيداً عنكم وعن خلافاتكم وتاريخكم؟