عاجل : الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة
مأرب برس ـ خاص
تقوم حركة حماس بعد الزلزال الذي وقع في غزة في منتصف يونيو2007 جاهدة بتبرير موقفها ، والتعبير عن وجهة نظرها بشتى الطرق إزاء ما حدث في ذلك اليوم ، وهي تحاول الدفاع عن نفسها ، ونفي التهم التي وجهها أعداؤها وخصومة لها ، بكل قوة ، وبمختلف وسائل الدفاع والنفي الممكنة والمشروعة .
ويبدو القادة السياسيون لحركة حماس واثقين كل الثقة من أنفسهم ، وعلى قناعة تامة من سلامة موقفهم ، هذا على الرغم من ردود الأفعال الدولية والعربية والداخلية والخارجية ، والتي جلها بطبيعة الحال مناوئة لحركة حماس ومتفقة مع ردود أفعال ومواقف حركة فتح والسلطة الفلسطينية ، وبالتحديد ردود فعل ومواقف الفئة الباغية في فتح والرئاسة الفلسطينية المزعومة ، أو بكلمة أخرى ما يسمى بـ " التيار الانقلابي " على الشرعية - في حركة فتح - ضد حركة حماس ، والذي كان يتربع في قمته الملونير الشاب الجريء ، العقيد محمد دحلان ، وذلك طبعا قبل الذي جرى في غزة ،
والذي هوى بدحلان هذا وشلته إلى الدرك الأسفل من الخزي والعار والفضيحة ، بعد أن لا ذوا بالفرار من غزة ، لينجو بجلودهم تاركين أتباعهم من الأفراد العاديين في الميدان لمصيرهم ، ولستنجدوا بالموساد الإسرائيلي ليقوم بتهريبهم بالتالي إلى الحدود المصرية ، وذلك بمجرد أن اشتدت وطأت القتال في شوارع غزة بين القوات العسكرية التابعة لهم وبين كتائب الشهيد عز الدين القسام ، التابع لحركة حماس ، وذلك في تلك المعركة التي كانوا قد أشعلوها ضد حركة حماس ، والتي بالتالي خسرها محمد دحلان – باعتباره الشخصية الفتحاوية الأبرز التي كانت ترفع راية العداء ضد حركة حماس لصالح طرف ثالث ألا وهو مخابرات الكيان الصهيوني ( الموساد )
ولم يكن فيما حدث في غزة على أيدي كتائب القسام صفعة تأديبية قوية في خد العقيد محمد دحلان الوقح وخسارة شخصية له فقط ، بل ولم يكن صفعة لحركة فتح وخسارة فادحة لها بل وفضيحة مدوية عرت هذه الحركة وقادتها أمام الرأي العام العربي والعالمي وكشف مدى ضعفا وهشاشة قاعدتها في الواقع الفلسطيني ، وإلى أي مدى هي تستمد وجودها من علاقتها المشبوهة بمخابرات وحكومة الكيان الصهيوني وبالإدارة الأمريكية.
إنما كان أيضا صفعة للطرف الذي وضع ثقته في هذه الفئة الفتحاوية - وتحديدا في العقيد محمد دحلان – وهذا هو الطرف هو جهاز الموساد الصهيوني – كما سبق أن قلنا - فما حدث حقيقة كان خيبة أمل كبيرة لهذا الطرف ، والذي أمضى وقتا طويلا وبذل مجهودا كبيرا في تشكيل وتدريب ، وتهيئة العقيد دحلان - ورفاقه - للقيادة ذهنيا وجسديا وتعليميا وثقافيا ، ومظهرا ومخبرا ، وصاغوا أفكاره بالشكل الذي يريدون ، ودعموه بالمال وبالغالي والنفيس ، ولم يقصروا معه في أي شيء معتقدين – لسوء حظهم أو لخسارة نيتهم بالأحرى - أنه وأتباعه من الفئة الباغية المنشقة عن حركة فتح ، أحسن مطية يمكنهم أن يمتطوها للوصول إلى مبتغاهم ، وأحسن وسيلة يمكنهم من خلالها تحقيق أهدافهم الخطيرة والكبيرة – والتي طبعا تتمثل في القضاء على حركة حماس – الرقم الصعب وليد الضاربة الأكبر بين حركات المقاومة الفلسطينية والتي ذاق الكيان الصهيوني الوبال من جراء ضربات جناحها المسلح الموجعة في الأعوام السابقة – وكذا القضاء على كل حركة مقاومة إسلامية أو وطنية ، ولم يكن ذلك بطبيعة الحال بعيدا عن علم رئيس السلطة الفلسطينية المزعومة في رام الله ، السيد محمود عباس وشلة الأنس والعمالة من حوله من أمثال نبيل عمرو وياسر عبد ربه وصائب عريقات وغيرهم من الطفيليين على شعب مظلوم محاصر ويقتل يوميا وصاحب قضية مقدسة .
وبرغم خيبة الأمل هذه لحكومة الكيان الصهيوني إلا أن موقفها لازال يتمتع بالقوة والعنجهية المفرطة ، بل وسيظل كذلك ما دامت 99% من قواعد اللعبة لا تزال بيد الولايات المتحدة الراعية لدولة الكيان الصهيوني ، وأيضا مادام النظام العربي الرسمي في هذه الحالة المتردية من الخنوع والخضوع والاستسلام المهين للإملاءات الأمريكية والصهيونية .
وغير خافٍ أن العقيد دحلان كان يقوم بذلك الدور الانقلابي تحت سمع وبصر القيادة المصرية ، والتي يفهم من معطيات الواقع ومن انتقادات المعارضة المصرية الشريفة أنها كانت متواطئة مع دحلان وتياره الانقلابي ضد شرعية حركة حماس – فهي التي كانت تزود عصاباته المسلحة بالسلاح والعتاد الذخائر ، وذلك طبعا بإيعاز من حكومة الكيان الصهيوني التي تسهر القيادة المصرية بزعامة الرئيس حسني مبارك بكل ثقلها ، على أمنها ورعاية مصالحها وتذليل العقبات أمامها - مسخرة إمكانيات ومقدرات شعبها من أجلها - وذلك في الوقت الذي كانت فيه هذه القيادة المصرية – يا للخزي ويا للعار ويا للخيانة - كانت تتظاهر أمام الرأي العام المصري والعربي بأنها تقوم بدور الوساطة لإصلاح ذات البين بين حركتي فتح حماس ، ولذا فإن القيادة المصيرية بدورها قد تأثرت كثيرا نتيجة لما حدث في غزة .
فقد كان سقوط غزة بيد حركة حماس على ذلك النحو وبتلك السرعة صفعة مؤلمة للقيادة المصرية ، وشكل انتكاسة للجهود الحثيثة والمشبوهة التي قامت بها خلال الأشهر الماضية - ومن ذلك ما سربته من سلاح وذخائر بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني ، وذلك دعما لحركة فتح ، ومن أجل ترجيح كفة التيار الانقلابي في معركته الحاسمة والمتوقعة ضد حركة حماس وبدعم مصري ، والتي كان التخطيط والإعداد لها يتم في السر على قدم وساق . والتي كان سيقوم بها هذا التيار الفتحاوي لصالح الكيان الصهيوني ، تحت إشراف المخابرات المصرية وبدعم عسكري ميداني منها ، إذ يبدو أنها كانت قد تعهدت للطرف الأمريكي بلعب هذا الدور ، من أجل أن يتراجع عن ضغوطه عليها ويكف عن إثارة الزوابع الإعلامية ضد مسألة توريث الحكم لمبارك الصغير .
وربما أن هذا الفشل الذريع وغير المتوقع ، والذي منيت به هذه المؤامرة الخبيثة والتي راهنت عليها القيادة المصرية - لإسقاط حركة حماس كان هو السبب الأساسي وراء طابع الحدة والغضب الذي طبع رد الفعل المصري إزاء ما حدث ، حيث لم يتوقف ذلك عند حدود التصريحات الإعلامية للمسئولين السياسن المصريين فقط إنما تجاوز ذلك إلى المؤسسات التشريعية والنيابية حيث أن مجلس الشعب المصري أصدر بيانا شديد اللهجة - باسم أغلبية الحزب الوطني - والذين نجحوا بالهروات والعضلات كما هو معروف- هاجم فيه حركة حماس واتهمها بالعمالة والسعي نحو السلطة بأي ثمن - تصوروا حماس تتهم بالعمالة ؟ وممن ؟ من مجلس الشعب المصري ؟
بيد أن رد الفعل الغاضب من قبل السلطات المصرية لم يكن ضد حركة حماس فقط وإنما ضد أيضا التيار الانقلابي في فتح والذي خيب أمل السلطات المصرية والتي اكتشفت أنها راهنت على حمار أعرج.
وليس أدل على ذلك – كما كتب أحد الكتاب بناء على معلومات من مصادر مطلعة – من التوبيخ الشديد الذى ناله محمد دحلان ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وجميعهم تواجدوا في القاهرة طوال الأيام الصعبة الأخيرة التي واجهت مؤامرتهم في قطاع غزة.. عنفتهم سلطات القاهرة التى حملتهم مسؤولية الانفلات الأمني والهزيمة العسكرية في الميدان .. وكأنها هزيمة للقاهرة .. حيث تساءل المسؤل الكبير عن الكيفية التي هّزم فيها بضعة آلاف من مقاتلي حماس يشكلون القوة التنفيذية للحركة ما لا يقل عن ثلاثين ألف مقاتل فتحاوي كان العملاء الثلاثة يطالبون مصر بدعمهم بالمال والسلاح.أ.هـ
ومعنى ذلك أن بعض المواقف وردود الأفعال – وردود أفعال بعض القيادات العربية بالذات - لم تقتصر على تبني وجهة نظر ورد أفعال الفئة الباغية في حركة فتح ، بل إن من المواقف وردود الأفعال تلك ما أتخذ طابع التهور والفجاجة والتحريض ، وكشر بأنياب العداء والشر لحركة حماس - بعد أن أدانها وحملها وحدها مسئولية ماحدث بغض النظر فيما إذا كانت مظلومة أو ظالمة ، معتدية أم معتدى عليها - ومن أبرز من أتخذ هذا الموقف الغريب والعجيب والمتجاوز للحد ، القيادتان المصرية والأردنية .
ويمكن القول أن موقف كل من هاتين القيادتين منسجما تمام الانسجام ومتماثلا تمام التماثل ، مع موقف حكومة الكيان الصهيوني ، وموقف الإدارة الأمريكية المشابه له ، بل وربما ذهبت القيادتان المصرية والأردنية إلى ما هو أبعد وأنكي وأشد مضاضة من الموقفين الأمريكي والصهيوني ، من حيث التعبير عن العدائية ، والروح الانتقامية ، وتبييت سوء النية ضد حركة حماس وقياداتها ، بل وربما ضد مئات الآلاف من الفلسطينيين القاطنين في شريط غزة ، والذين يدعمون حركة حماس ، وتتشكل منهم قاعدتها الجماهيرية العريضة ، والذين باتت السلطات المصرية تمسك بخناقهم من خلال إغلاق معبر رفح في وجوههم رغم كونه البوابة الوحيدة المتبقية لهم للخروج من غزة وللدخول إليها ، ورغم كون كثير من احتياجات السكان في غزة تأتي من مصر ، عبر تلك البوابة ، وهذا ما تعلمه السلطات المصرية بل أنها تعلم ماهو أخطر من ذلك وهو أن معبر رفح هو الرئة التي يتنفس من خلالها قطاع غزة وبدونها سوف يختنق هذا القطاع ، لا سمح الله ، ومع ذلك فقد فعلتها السلطات المصرية وأغلقت المعبر ، كإجراء عقابي ضد حركة حماس ، وهذا في الحقيقة أسلوب من أخطر أساليب العقاب الجماعي ولا يبرره عرف ولا قانون فضلا عن الشرع والدين ، يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه القيادتان المصرية والأردنية مساعيهما التصعيدية ضد حركة حماس سواء من خلال القمة الرباعية المنعقدة في 25يونيو 2007 في شرم الشيخ ، والتي حضرها أيضا أيهود المرت رئيس حكومة الكيان الصهيوني والرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المزعومة أو من خلال التصريحات التي تتسم بطابع التحريض والتي نسمعها كل يوم . وحتى أنه يتهيأ للمرء أن حركة حماس - والتي لم تفعل شيئا سوى أنها دافعت نفسها – يتهيأ له وكأنها قد اقترفت شيئا منكرا وخطيرا بحق القيادتين المصرية والأردنية .
وهذا - في الواقع - ما لمسناه ونلمسه ، وما يستفزنا ويثير غضبنا أيضا كمواطنين عرب مسلمين ، غير بعيدين عما يجري ، وذلك نتيجة لصلة القرابة ، والمصلحة المشتركة ، ورابطة الدين واللغة والتاريخ المشتريك والقضية الواحدة ، وغير ذلك من الروابط والصلات التي تربط كل من هاتين القيادتين بحركة حماس ، وتربطهما ببعضهما في نفس الوقت. والتي ضربت بها القيادتان المصرية والأردنية عرض الحائط، وانحازتا كليا وبشكل مفرط فاضح إلى جانب الموقف الصهيوني والأمريكي ، بل أن كل قيادة منهما بدت - من خلال موقفها ذاك - عدائية أكثر من بوش ، وصهيونية أكثر من بني صهيون .