آخر الاخبار

دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني ودعم مسار استعادة الدولة.. ندوة نقاشية بمحافظة مأرب حيث الانسان يعيد البسمة للأطفال الملتحقين بمركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تريم بحضرموت.. تفاصيل الحكاية رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان'' عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية

رثاء أب ..
بقلم/ عبد الرحمن العشماوي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 12 يوماً
السبت 02 فبراير-شباط 2013 06:49 م

هزي جذوعك يا غصون اللوز

في وطني الحبيب

فلربما صار البعيد لنا قريب

ولربما غنت عصافير الصفاء

وغرد القمري

وابتسم الكئيب

هزي غصونك

وانثري في الأرض لوزك يا جذوع

ودعي النسيم يثير أشجان الفروع

ودعي شموخك يا جذوع اللوز

يهزأُ بالخضوع

هزي غصونك

ربما سمع الزمان صدى الحفيف

ولربما وصل الفقير إلى رغيف

ولربما لثم الربيع فم الخريف

هزي غصونك

ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا

بريدَهْ

ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى

ظل القصيدة

أنا يا جذوع اللوزِ

أغنيةٌ على ثغر اليقين

أنا طفلة نظرت إلى الأفاق

رافعة الجبين

أنا من ربا المرزوق

تعرفني ربوع بني كبير

أملي يغرد يا جذوع اللوز

في قلبي الصغير

وأبي الحبيب يكادُ بي

من فرط لهفته يطير

أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة

مركبةً صغيرة

أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام

ذاكرة البصيرة

لأرى خيال أبي وكان رعيتي

وأنا الأميرة

كم كنت أمشط رأسهُ

وأجر أطراف العمامةْ

وأريه من فرحي رُباً خضراً

ومن أملي غمامةْ

كم كنت أصنع من تجهمه

إذا غضب، ابتسامهْ

أنا ياجذوع اللوز

بنت فقيد واجبه مساعد

أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي

وصبري عن حمى قلبي

تباعدْ

أنا طفلة تُدعى عهود

أنا صرخةٌ للجرح

تلطم وجه من خان العهودْ

أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ

خالطها الألمْ

صوتي يردد في شمم

عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت

خيل الذكرياتْ

فهي التي تُدني إلى الأحياء

صورة من نأى عنهم

وماتْ

عفواً

إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس

واحترق الأملْ

فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ

وأنا أرددُ في وجلْ

يا ويل عباد الإمامة والإمامْ

أو ما يصونون الذِّمامْ

كم روعوا من طفلةٍ مثلي

وكم قتلوا غلامْ

ولكم جنوا باسم السلامِ

على قوانين السلامْ

ياويل عُبَّاد القبورْ

هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ

وفي وجه الكرامة كالبثور

هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا

وضيقٌ في الصدور

يا ويل أرباب الفتنْ

كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ

كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا

وكم قطعوا فَنَنْ

كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي

فإذا بهم

يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ

عفوا أبي الغالي

أراك تُشيح عني ناظريكْ

وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق

ساعيةً إليك

ألبستنا ثوب الوقار

ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ

إني لأطرب حين أسمع من يقول

هذا شهيد أمانته

بذل الحياة صيانةً لكرامته

أواهُ لو أبصرتَ

زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ

ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون

إحساس الأماجدْ

أواه لو أبصرت ما فعل الأسى

ببني كبير

كل القلوب بكتْ عليك

وأنت يا أبتي جدير

أنا يا أبي الغالي عهود

أنسيتَ يا أبتي عهود

أنا طفلةٌ عزفتْ على أوتار بسمتها

ترانيم الفرح

رسمتْ جدائلُها لعين الشمس

خارطة المرَحْ

كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ

فصفا فؤادي وانشرحْ

أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ

يسألنَ عنك رحاب قريتنا

وصوت الساقيهْ

أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟

كلُّ النجوم تسابقت نحوي

تزفُّ لي العزاءْ

والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ

والليل هزَّ ثيابه

فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء

تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب

ما بال عينِ الشمس ترمقنا

بأجفان الغروبْ

وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي

ومتى تؤوب؟؟

وإلى متى تجتثُّ فرحتنا

أعاصير الخطوب

هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا

لحن البكاءْ

هذي سواقي الماء في وديان قريتنا

على جنباتها انتحر الغُثاءْ

هذا المساءْ

يُفضي إلى آفاق قريتنا

بأسرار الشَّقاء

يتساءل الرمان يا أبتي

ودالية العنب

والخوخ والتفاح يسألُ

والرطبْ

وزهور وادينا تشارك في السؤالْ

ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ

تنمُّ عن انفعالْ

ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد

كيف غابْ؟

ومتى تحركت الذئابْ؟

ومتى اختفى صوتُ البلابلِ

وانتشى صوتُ الغراب؟

يا ويح قلبي من سؤالٍ

لا أطيق له جوابْ

ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي

وأسد ساقية الدموعْ

أهوى رجوعك يا أبي الغالي

ولكنْ

لا رجوعْ

إن مُتَّ يا أبتي

وفارقت الوجودْ

فالموتُ فاتحة الخلودْ

ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى

بل مت صوناً للعهود

يا حزنُ

لا تثبتْ على قدمٍ

ولا تهجر فؤادْ

فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ

إن ماتَ - يا حزني - أبي

فالله حيٌّ لايموتْ

الله حيٌّ لايموتْ