أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
الإنسان بفطرته إنسان، والإنسانية مزيج من مشاعر وأفعال شتى تشكل كنهها، وتتشكل الإنسانية خلال مراحل عمر المرء، وتتكون بناءاً على تلك المواقف والظروف التي مر بها، حتى لو أصبح الإنسان في لحظة ما ....، فإن الإنسان فيه يُعيده لرشده ما إن يأوي إليه.
رأينا الإنسان خلال ثورتنا اليمنية ورأينا ضده ، وسررنا من الأولى وصعقنا من الثانية، فالإنسان في الأولى هو من بادر بصدره وساعده ورأسه من أجل المظلومين، أما الآخر فاقتصرت مساعدته بالرصاص ولون الدم والكذب المأفون،الإنسان في الثورة أخبرنا عن أن اليمني إنسان بطبعه، فبمجرد أن سقط أبرياء في ساحات الاعتصام هبوا حتى وإن كانوا مخالفين لتلك الطريقة، ولكن لون الدم ينافي إنسانيتهم، أما اللاإنسان فجاهر بالتشدق (يسيروا مليون ...اثنين..ثلاثة) لأن لون الدم لا قيمة له في دفتر مصالحه.
في مراحل معينة من الثورة كنا نُذهل بأن من يقوم بذلك البطش هم يمنيون، من وفينا! كانت شاشات التلفاز تخبرنا عن أن من يتمترس وراء السلاح يحملون ملامح يمنية، وأن ذلك الدم المصبوب فوق الأرض يمتد إلى جواره شاب أعزل أو كهل أو طفل بسمرة مذهولة ، وبدأت أعيننا تعتاد لون الدم وصوت الرصاص بعد كل مسيرة، وصار لزاماً علينا أن نتخلص من ذهولنا الذي ملنا فجأة بعد أن تذوقنا مرارته، ولطالما تساءلنا: من أجل صالح! ولكنهم يجيبون بحماقة: من اجل اليمن! أي يمن ذلك الذي يقصدون! أم أن يمن صالح لا يجب أن يتدثر به إلا مناصروه ، ومن خالفهم فلا سبيل له إلا الموت! اللاإنسان في تلك المرحلة قتلنا ألف مرة بسكوته قبل رصاصه.
في فترة لاحقة رأيت منظراً آخر، أعاد لي ثقتي بالإنسان اليمني، في أحد المتاجر رأيت أم وطفليها يمعنون النظر في الأشياء ثم يتجاوزوها، وهكذا إلى أن مروا بنصف المتجر دون أن يقتنوا شيء محدد، ثم ذهبت تلك الأم إلى أحد أركان ذلك المتجر حيث كان أحدهم يبيع الحلاوة( الطحينية) ، وبقيت طويلاً، فسألها ذلك الواقف عن حاجتها فلم تتحدث، فقرأ جوعاً ما في عيون أطفالها فبادر بإعطائهم قطعة صغيرة مما يبيع، ذهبت تلك الأسرة وبقيت أحدق في المكان، قطع من تلك الحلاوة مرمية بإهمال حتى تنتهي مدتها ويتم التخلص منها، وأفواه جائعة لا هم لها سوى كسرة خبز، لا هم لها أن يتنحى محمد الأحمر أو يعود أحمد علي، الإنسان اليمني يفقد إنسانيته منذ أعوام ، وتنسحق كرامته في حدود الوطن ، ومع ذلك تتجسد إنسانيته في لحظات كثيرة لمن يتابعها، أما اللاإنسان الذي صنعه الجهل فإنسانيته مهدورة من أجل حفنة مال أو مصالح زائفة، أو وطنية كاذبة.
الإنسان في الثورة اليمنية قدم كل ما يملك ليرى الآخرين متحلين بإنسانيتهم، ودورنا أن نكمل دربه ونشد على يديه ليحقق مرامه، أما اللإنسان فقد قرأنا كل خياناته بدأً بالضمائر، ومروراً بالأرواح، وانتهاءاً بالوطن، ودورنا أن نوقفه عند حده لا أن نكرمه ونعظمه ونبجله.