آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تنفجر غضباً على قرار رفع العقوبات عن أحمد على عبدالله صالح ووالده ..بماذا توعدت ؟ ترمب يكشف عن موعد هجوم ايران المحتمل على إسرائيل الرئيس العليمي يتحدث عن معركة عسكرية واقتصادية مع المليشيات :اتخذنا القرار في مجلس القيادة بقناعة تامة هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين لوقف هجمات السفن؟.. تقرير منحت أبناء مشرفيها أعلى الدرجات..المليشيات تسقط نحو 8 آلاف طالب بغية مقايضتهم بهذا الأمر روسيا تبتعث أكبر مسؤول أمني روسي إلى طهران.. لهذه الأسباب؟ خسائر ضخمة ومهولة تضرب بورصات العالم.. الأسواق العالمية على حافة الهاوية ومؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته عاجل: السفير الأمريكي في اليمن يناقش مع السفير أحمد علي القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن وجهود احتواء الصراع والتسوية السياسية أحد ألوية الجيش الوطني ينظم مسيرًا عسكريًا لمسافة 20 كم شرق محافظة الجوف - صور مأرب .. وقفة احتجاجية تطالب الحكومة بوقف عبث مليشيا الحوثي بالقضاء وترهيب المختطفين.

بركاتك يا تونس !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 26 يناير-كانون الثاني 2011 05:22 م
لا زالت الثورة التونسية التي أسقطت واحداً من أصنام الدكتاتورية العربية هي الخبر الأبرز والحدث المتصدر لكل الأخبار والأحداث على مستوى العالم ، ولا زالت جماهير الثورة التونسية تناضل حتى إسقاط آخر كاهن من كهنة الصنم البائد (بن علي) فهي تأبى أن يكون انتصارها جزئياً وترفض أن يسرق نجاحها رموز النظام البائد حتى وإن أتوا تحت مسميات أخرى ، حتى وإن ادعوا براءتهم من كل ما يتصل بماضيهم الأسود الكئيب ، حتى وإن استقالوا من الحزب الذي تدثروا بمظلته عقوداً طويلة .

لقد أيقظت الثورة التونسية المباركة كل الشعوب الرازحة تحت سياط الدكتاتورية والطغيان ، وبثت الخوف في قلوب كل الأصنام العالقة بكراسي الحكم الجاثمة على صدور الشعوب المقهورة ، وعمت بركاتها كل الأرجاء فمنذ نجاح هذه الثورة في إسقاط الدكتاتورية لا زالت البركات تتوالى على الشعوب العربية والتي كان من أبرزها:

- تراجع الحكومة المصرية صبيحة الثورة التونسية عن كافة القرارات المدرجة ضمن خطة 2011م والمتعلقة بالرفع الجزئي لأسعار المشتقات النفطية والغاز والتخلي التدريجي عن دعم بعض السلع الغذائية الأساسية كالقمح والسكر .

- قرار وزير النفط المصري توظيف ما يقرب من ثمانمائة شاب من خريجي كليات الهندسة والبترول بعد مظاهرة لهم عقب الثورة التونسية .

- قرار الحكومة الجزائرية بخفض أسعار المواد الأساسية ، وإعادة هيكلة القطاعين العام والخاص وفرز الوظائف ، بغرض امتصاص البطالة أو جزء منها تهدئة لغضب الشعب الجزائري الذي كان أول الشعوب العربية تحركاً وتجاوباً مع الثورة التونسية .

- الرئيس السوري بدوره قرر رفع المنحة الخاصة ببدل التدفئة إلى ألف وخمسمائة ليرة سورية لكل موظف وهو ما يعادل (35) دولاراً أمريكياً .

- العاهل الكويتي قرر منح كل مواطن حتى الأجنة في بطون أمهاتها إكرامية هي الأولى من نوعها قدرها (ألف دينار كويتي) أي ما يعادل (3500) دولار أمريكي.

- قرار الحكومة الأردنية منح زيادة على رواتب جميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين قدرها (20) دينار أردني أي ما يعادل (28) دولار أمريكي .

- قرار الرئيس الموريتاني خفض أسعار المواد الغذائية بنسبة 30% .

ولا زالت البركات تتوالى في كل الدول العربية ... إلا في بلادنا لم نرَ أثراً ولم نلمس شيئاً سوى ما بشرتنا به 26 سبتمبر عبر رسائلها الإخبارية في الهواتف النقالة عن تخفيض ضريبة الدخل على رواتب الموظفين بنسبة 50% بدءاً من هذا الشهر ، وهذا الخبر ما هو إلا نتيجة طبيعية لتعديل قانون ضريبة الدخل الذي أقر قبل اندلاع الثورة التونسية المباركة بكثير ، ثم إن هذا التخفيض المزعوم لن يزيد على راتب الموظف أكثر من ثلاثة آلاف ريال على أقصى تقدير .

الثورة التونسية المباركة فهمها النظام السياسي ورموزه في بلادنا فهماً عكسياً دفع بالناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم لأن يطلق تحذيراً شديد اللهجة للمعارضة (الراكدة) بأن تتعظ مما جرى في تونس وإلا فإنها (المعارضة وليس النظام) سوف تجد نفسها أمام ثورة شعبية كتلك التي حدثت في تونس فتطيح برموز المعارضة وتطردهم إلى (جدة) خلف المعارض التونسي المخلوع (بن علي) .

أيضاً النظام لم يتعظ من هذه الثورة المباركة كما اتعظت غيره من الأنظمة وإن على استحياء فلا زال مصراً على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بهدف تكريس الشمولية والتجديد للحزب الحاكم الذي أزكم فساده الأنوف ، كما لا زال مصراً على إمضاء التعديلات الدستورية التي تكرس الصنمية وتنقلب على الجمهورية ، ولا زال يقمع المتظاهرين بقوة السلاح ، ولا زال يدفع بالأبرياء إلى أتون المعتقلات .

لم يفهم النظام الرسالة الموجهة إليه من الشعب عبر الثورة التونسية ، ويبدو أنه لن يفهمها إلا عندما تثور الجماهير عما قريب فيخرج علينا الرئيس قائلاً (الآن فهمتكم .. الآن فهمتكم) حينها لن يكون لكلماته أي صدىً لدى الجماهير كما حدث مع البائد (بن علي) حين رددها مراراً في خطاب الفرار فلم يقل بعدها كلمة أخرى حتى الآن وهو في منفاه مطاردٌ بلعنات (البوعزيزي) .

وصدق الشاعر حين قال :

لكل داءٍ دواءٌ يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها