آخر الاخبار

ترمب يكشف عن موعد هجوم ايران المحتمل على إسرائيل الرئيس العليمي يتحدث عن معركة عسكرية واقتصادية مع المليشيات :اتخذنا القرار في مجلس القيادة بقناعة تامة هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين لوقف هجمات السفن؟.. تقرير منحت أبناء مشرفيها أعلى الدرجات..المليشيات تسقط نحو 8 آلاف طالب بغية مقايضتهم بهذا الأمر روسيا تبتعث أكبر مسؤول أمني روسي إلى طهران.. لهذه الأسباب؟ خسائر ضخمة ومهولة تضرب بورصات العالم.. الأسواق العالمية على حافة الهاوية ومؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته عاجل: السفير الأمريكي في اليمن يناقش مع السفير أحمد علي القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن وجهود احتواء الصراع والتسوية السياسية أحد ألوية الجيش الوطني ينظم مسيرًا عسكريًا لمسافة 20 كم شرق محافظة الجوف - صور مأرب .. وقفة احتجاجية تطالب الحكومة بوقف عبث مليشيا الحوثي بالقضاء وترهيب المختطفين. تقارير استخباراتية إسرائيل تدرس تنفيذ ضربة استباقية ضد إيران في هذه الحالة

أخطاء أمراء الحرب في اليمن
بقلم/ عارف الصرمي
نشر منذ: 8 سنوات و 4 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 23 مارس - آذار 2016 10:06 ص
لا يمكن فهم الحرب الدائرة في اليمن من سنة كاملة، سوى أنها حرب وصراع على السلطة، فمن سينتصر فيها غداً هو من سيحكم.
وهنا يكبر الوجع اليمني على الحاضر الذي تم تدميره، وعلى مستقبل مخلوقات الله بعد دمار الحرب.
فإذا كانت سنة واحدة فقط من هذه الحرب قد دمرت محافظات ومدناً وخلفت آلاف القتلى وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمعاقين ومئات الآلاف من النازحين، فما الذي بقي للمنتصر إذاً ليحكمه غداً، إذا جاء هذا الغد بعد سنوات وقد أصبحت اليمن مجرد خرابة تتكوم فيها جثث القتلى، وبالكاد يتنفس فيه بقايا الأحياء من الفقراء والمعاقين.
أجزم قاطعاً أن جميع أمراء الحرب في اليمن قد أخطأوا في حساباتهم، هذا إذا كانت ثمة حسابات لديهم فعلاً.
فالعالم بعقلائه ومجانينه على حد سواء، لا يوقدون نيران الحروب ولايتقاتلون ويضحون بشعوبهم ودولهم، لكي ينتصروا ثم يحكموا خرابة.
للأسف الشديد في زمن الحروب لا يعمل بكامل طاقته الاستيعابية سوى عزرائيل.
ولاتتحدث غير البنادق والرصاص، ولا صوت يرتفع في كل مكان غير صوت المدافع والصواريخ والطائرات.
والصوت الوحيد الغائب دوماً هو صوت العقل وصوت الإنسانية.
إن الاستمرار في هذه الحرب ليس سوى ضرب من الجنون، وهو بكل المقاييس انتحار لكل من لا يزال لديه بقايا رصيد وطني أو شعبي في هذا البلد المنكوب، بكل من حكمه بالأمس ويحكمه اليوم، ومن يشعل فيه الحرب ليحكمه غداً.
على مدى سنة كاملة من الحرب، تؤكد كل الوقائع على الأرض أن السلاح والقتل والدمار لن يجلب النصر المؤزر لأحد.
وحتى وإن افترضنا أنه ربما يجيء يوماً لطرف، فسيكون بكل تأكيد نصراً لا طعم له غير المرارة.
وكل الحروب بين الاخوة الأعداء، دائماً ما يكون فيها المنتصر مهزوماً أخلاقياً. 
فضلاً عن أنه بكل تأكيد سيخرج من هذه الحرب منهكاً وهزيلاً يسهل ابتلاعه، وضعيفاً لا يقوى على إدارة دولة وحكم شعب.
ومع ذلك فهذا النصر المر -إذا جاء- فسيكون بالتأكيد متأخراً، ولم يعد أمامه ما يحصيه من الغنائم والمكاسب سوى خرابة كانت يوماً ما دولة اسمها اليمن! 
أما ما فيها فأكوام متكدسة من القتلى، وحولها بقايا أرواح من الجرحى والمعاقين وكلهم فقراء كانوا يوماً ما شعباً، أفراداً وجماعات أعزاء.
ولأن كل حروب الأرض تنتهي بالسياسة وبالصفقات التي تحقن الدماء، وتحافظ على بقايا الدول والشعوب، فالمؤكد أمام الأفق المنظور أن السياسة قد تأخرت كثيراً عن وظيفتها، وصارت هي المخرج الوحيد للكارثة الكبرى الموجودة الآن في اليمن. 
وإذا لم تحضر السياسة فلن نجد هنا في القادم وطناً.
لا أدري لماذا تجتمع المصائب وتقيم احتفالاتها دائماً في اليمن.
فلم يحدث أن كان هذا البلد سعيداً في تاريخه أبداً إلا على طريقة أدب العرب حين يسمون الأعمى بصيرا.