اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين في صنعاء وقبائل خولان الطيال تتداعى إلى منزل «الشيخ الغادر»
مليشيات الحوثي ترغم نحو 41 مسؤولاً متحوثا على حضور دورات طائفية في صنعاء
الاستخبارات الألمانية تستعين بجيمس بوند
محكمة أبوظبي تصدر أحكاما رادعة بحق 54 شخصا بعضهم بالمؤبد والسجن والابعاد في قضية «التجمهر»
تحذير سعودي شديد اللهجة لكل القادمين الى المملكة بتأشيرة الحج.. وتلويح بالعقوبات
تدخل عاجل من المجلس الصحي السعودي بخصوص علاج السكري والأعشاب
خفايا و «كواليس» قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي .. تفاصيل
قبيلة آنس تشيع أحد قيادات الجيش الوطني الى مقبرة الشهداء بمأرب
استئناف العمل بميناء الحديدة وحصيلة أخيرة بضحايا القصف الإسرائيلي
خبير عسكري يأتي برواية مختلفة تماما ويكشف عن طرف ورط الحوثي لتبني الهجوم على تل أبيب!
الحكومة اليمنية الجديدة اعتبرت الوجود العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء، استثنائيا مؤقتا، بسبب تردي الحالة الأمنية، ولعل هذا "الاعتبار" أسوأ من الوجود الأمريكي نفسه، لأنه يضفي عليه شرعية تحول دون التعامل معه كاحتلال أو كتدخل عسكري قذر.
فإذا جاز لأمريكا أن تتدخل عسكريا لحماية سفارتها في اليمن، فسيجوز لها أيضا أن تتدخل عسكريا لحماية مصالحها، وستستمر الحكومة اليمنية في القول إنه وجود استثنائي مؤقت بسبب تردي الحالة الأمنية، كما سيجوز لفرنسا أن تُرسل قوات عسكرية إلى محافظة شبوة اليمنية "بشكل استثنائي مؤقت"، لحماية أنابيب الغاز التابع لشركة توتال الفرنسية.
ومادام أن الحالة الأمنية المتردية، التي أرجعت إليها الحكومة اليمنية سبب قبولها بقوات المارينز، ستظل متردية، إذ لا وجود لما يوحي باستقرارها قريبا، بل إن كل المعطيات تؤكد أنها في تدهور مستمر، فإن الأمريكان سيضاعفون من وجودهم العسكري في اليمن وبمباركة رسمية.
على أن تردي الحالة الأمنية لا يعني أن قوات الأمن أو الجيش اليمنية غير قادرة على حماية السفارة الأمريكية، كما أن عدم قدرتها لا يعني أن ترسل أمريكا وحدات عسكرية لحمايتها، بل عليها سحب ديبلومسييها من البلد، كما فعلت في بلدان أخرى.
وإذا كانت قوات المارينز قد وصلت صنعاء لحماية السفارة من محتاجين غاضبين وغير مسلحين، فإن حماية قوات المارينز الحامية للسفارة، سيكون مهمة قوات الأمن والجيش اليمنية، إنْ قرر تنظيم القاعدة استهداف قوات المارينز في منطقة شيرتون.
وهذا يعني أن الوجود العسكري الأمريكي في صنعاء لا علاقة له على الإطلاق بحماية البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن، وأنه لن يكون استثنائيا مؤقتا، كما ادعت حكومة الوفاق اليمنية، لأن حماية قوات المارينز نفسها ستكون مهمة قوات يمنية.
وإذا ما قبل الشعب اليمني بوجود قوة عسكرية أمريكية صغيرة دون مبرر، أو بمبررات سخيفة كتلك التي تتحدث عنها حكومة الوفاق، فلن يكون بمقدوره أن يضع سقفا لها، حتى لو تفاجأ بقوات المارينز تقف على نقاط التفتيش في مداخل ومخارج العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات والمدن اليمنية.
إن وصول مئات من قوات المارينز الأمريكية إلى العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى وصول آلاف منهم قبل ذلك إلى قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج اليمنية، ووصول نحو 200 مدرعة إلى صنعاء، ومثلها طائرات حربية وتجسسية إلى لحج، يعني أن البلد يسقط في الاحتلال بصورة سلمية ودون أن يطلق شعب الستين مليون قطعة سلاح رصاصة واحدة، ولو في الجو.
والمؤسف أن الجيش والأمن، وقوى وجهات يمنية أخرى، سيطلقون الرصاص باتجاه الجهة الوحيدة التي تحارب الوجود العسكري الأمريكي في اليمن وفي الجزيرة العربية بشكل عام، وسيحمون المحتل من رصاص تلك الجهة، فهناك الآن طوق أمني وعسكري يمني مكلف بحماية الطوق الأمريكي المكلف بحماية السفارة.
ورغم ذلك فإن الوجود العسكري الأمريكي في اليمن سيعزز من قدرات القاعدة على إقناع الناس بفكرتها، وسيعطي عملها العسكري مشروعية دينية ووطنية، خصوصا وأن هناك فتوى لأكثر من 150 عالما يمنيا تقول بوجوب الجهاد إن تدخلت أمريكا عسكريا في اليمن، وجبن العلماء اليوم عن تفعيلها لا يعني أن تلك الفتوى لم تعد سارية المفعول، إذ عليهم أن يبطلوا تلك الفتوى بأخرى تحرم قتال المحتل.
لكن الأسوأ من هذا كله هو الدور الذي يلعبه بعض المثقفين لأقلمة الشعب على هذا التدخل، ولهم في ذلك أساليب متعددة، فمرة ينشرون صور مجندات من المارينز مصحوبة بتعليقات ظريفة لغرض تمييع التدخل والحيلولة دون التعامل معه بجدية، ومرة يدعون أن تلك القوات كانت موجودة من أيام صالح، ومرة يستغلون ما تنشره وسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام في هذا الجانب لإيهام المتابع بأن هذا الوجود يقيد أو يحد من حركة عائلة صالح أو أن عائلة صالح التي ثار الشعب عليها هي المتضرر الوحيد منه.. وهكذا دواليك.