الداخلية السعودية تعلن إعدام يمني تعزيرا وتصدر بياناً توضيحيا عن السبب انتهاء جولة مفاوضات القاهرة بين العدو الإسرائيلي وحماس.. هذا ما وصلت إليه ضحيتها العشرات من الطلاب..المليشيات تتسبب بحادثة مأساوية في إحدى المدارس بضواحي صنعاء - أسماء مليشيات الحوثي تعترف بمصرع ثلاثة من ضباطها أحدهم ينتحل رتبة عميد الإمارات تعترف رسميا بحركة طالبان وابوظبي تستقبل سفير أفغانستان عاجل .. الرئيس هادي يغادر الرياض الى الولايات المتحدة الأمريكية بمعية طبيبه الأمريكي الخاص تحذير جديد وعاجل من المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر .. فيضانات وسيول وعواصف بتمويل كويتي. .. افتتاح مدرسة ثانوية للبنات بمحافظة مأرب بكلفة 330 ألف دولار وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر دولي بالقاهرة ويترأس أحد جلساته النائب العليمي: حزب المؤتمر مظلة وطنية تأسست لكل القوى والتيارات وتأسيسه من أهم المحطات السياسية
مأرب برس - خاص
أعلم تماماً أن إعادة بناء المهدوم أقسى وأصعب من بناء الجديد، لأن المهدوم كان حياً يوماً ما، وبالتالي كان تاريخاً موثقاً شئنا أم أبينا، لكني في هذه السطور سأحاول أن أسجل في التاريخ وللتاريخ عملية إعادة البناء لا معمارياً بل حقوقياً للمعوقين السعوديين والعرب والمسلمين وغيرالمسلمين، للعجزة والمرضى والمسنين السعوديين والعرب والمسلمين وغير المسلمين، وهي عملية بناء صعبة، أشبه بمن يبحث فيها عن طفلة وئدت منذ عصر الجاهلية!!
بلا مقدمات أقول: إن المشاريع الإنسانية في بلادنا تُغرس بذرة فكرة، ثم تُسقى من ماء أصحاب الخير والخيرات، فتنبت شجرة مباركة يكاد زيتها يضيء، فإذا ما قام مزارعها المعني بالاهتمام بها بتوزيع ثمرها على مَن يتضور جوعاً جاء المتطفلون فعبثوا بها.. فإذا بها ميتة.. بلا ثمر.. وهذا يحدث في كل بقاع الدنيا.. إلا هنا لا يكتفون بموت الشجرة، بل لابد من موت مزارعها!!
لقد شاءت إرادة الله أن تنشأ فكرة بذرة لشجرة تعطي ثمارها للمرضى والمعوقين والعجزة والمسنين، فبذرناها في أخصب أرض، وإذا بأيادي الخير تسقيها، وإذ بها تنبت ثماراً في العلاج والتأهيل والرعاية للمستضعفين، فكلما كثر روادها من طالبي الثمار، توجهنا لأصحاب العين التي تسقي الشجرة ليزيدوا رواءها ماءً وحرصاً منهم على ذلك، في سبيل خدمة هؤلاء المستضعفين، استأنسوا برأي عمالهم، والذين أوصوا بعدم الزيادة في الري لأسباب لم تُبنى على أسس حقيقية، ورغم ذلك رضينا بما بقي من الماء.. حتى قررت إحدى الجهات العاملة في عين السقاية وقف الري، وعندما ثرنا لأجل هذا القرار.. وأثبتنا بالدليل القاطع الذي لامجال للشك فيه أن قرارهم جاء بناءً على تفسير غير دقيق لقرار رأس العين الصافية، بالاكتفاء بما يصل الشجرة من ري، سارعت هذه الجهة لإبدال العور بالعمى، فأصدرت قرارها بنقل الشجرة من مكانها إلى حديقة أخرى، بغرض زيادة الاهتمام بها ورعايتها لتعطي مزيداً من الثمار ففرحنا، ووافقنا، لنفاجأ بعدها باعتراف هذه الجهة أنها لاتريد نقل الشجرة إلى حديقة الرعاية والتطوير، بل تريد أن تقطعها لتؤول أخشابها حطباً تستدفئ به أيدي المتنفذين عندها ثرنا وصحنا.. ولكن لا مجيب!!
وهكذا ولما قلّت حيلتنا لإنقاذ الشجرة بدأنا التنسيق مع الجهة من أجل ضمان نقل الشجرة إلى أي مصير على أن تنقل بشكـل صحيـح لا بالاجتثاث، وعلى مرأى أصحاب العين التي تسقيها، إبراءً للذمة أمام اللـــــه وولي الأمــــــر ولكـن هذه الجهة لم تلتفت لنا، وبدأ عمالها ينهشون في أغصان هذه الشجرة وثمارها دون علمنا، الأمر الذي دعانا لإعلام حماة الأرض عن هذا الأمر.. ولكن بلا مجيب!!
هذه قصة إنجاز سعودي إنساني خبا نوره، وهي قصة ساذجة لابد أن كثيراً منّا قد قرأ مثلها في قصص شريعة الغاب، ولكن الجديد فيها هو زمنها في عصر العدالة التي نعترف لها، وعصر القوة التي نخشى منها، وعصر السطوة التي نالنا بعض من سياطها!!
ما هي تلك الشجرة؟ ومَن مزارعها؟ وما هي العين التي سقتها؟ ومَن هم أصحاب العين؟ ومَن الجهة التي تجتثها اليوم؟ ولصالح مَن كل هذا يحدث؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف.. هناك إجابة شافية لكل هذه التساؤلات ستجدها في كتاب البروفيسور محمد الطريقي الذي صدر مؤخراً بعنوان: "للتاريخ.. ولمن يستطيعون تغييره!! (1)".. إلا التساؤل الذي يبدأ بـ «لماذا؟»!!.
(1) ولمزيد من المعلومات عن الكتاب يمكنكم الرجوع للموقع الذي تم نشر الكتاب فيه إلكترونيا:
www.mawhopon.net