آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

لماذا يتشبث الرئيس بالحكم ؟
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الأحد 30 يناير-كانون الثاني 2011 04:24 م

الشكر لله ثم لشعب تونس ،الذي أيقض الهمم ، واسقط الصنم ،وكسر حاجز الخوف، حين انتفض كبركان ثائر ضد طاغية العصر ، طاغية عرف العالم جرائم حكمه عندما انفجر الشعب في وجه هذا المستبد، عرف العالم ذلك وهو يستمع إلى تلك المرأة التي تصيح أمام عدسات الفضائيات \"اذليتنا يا بن علي ونحن مسلمين ، فرحت بذلنا فأفرحنا الله بهروبك \"، وآخر يصيح في الشارع بهستيريا \" بن علي هرب بن علي هرب\" مرارة شاهدها العالم بعد أن أذن الله بنهاية بن علي، وقد كان يضرب سورا أمنيا وإعلاميا حول تونس ، وهكذا هم الطغاة ،ولذلك لا نستغرب ، أن الله عز وجل كرر قصة صراع فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام في 27 سورة ليأخذ الطغاة العبرة منها ولكن أنى لهم أن يعتبروا ؟ ويبدأ الطغيان عندما يسعى الحاكم بالتشبث بالحكم من أول وهلة ،فيتصور الحكم عنده غُنمٌ ، وليس غُرمٌ ، فيستخدم كل الوسائل المحرمة قبل المشروعة ، ولو كان التصور عند أي حاكم أنه خادم للشعب، أو أجير عند المواطن ، يسهر على أمور الرعية ،ويتعب من اجل سد حاجات الناس ، ويؤمن بأنه سيسأل عنهم جميعا بين يدي الله ،لما سعى للتشبث بالمُلك ، أو توريثه ، وما تكبر وطغى، وصم أذنه عن النصح وما وعى، ورحم الله عمر بن الخطاب عندما قيل له في مرضه الذي توفي فيه \" لو جعلت عبد الله ولدك خليفة لك فانه رجل قد فرفره الورع \"أي صقله الورع، فقال عمر رضي الله عنه \" حسب آل الخطاب رجل واحد منهم يُسأل عن أمة محمد \" ومن بعده الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز قيل له عند مرضه \" لو توصي لأولادك بشيء ينتفعوا به بعد موتك فقال لهم \" ان وصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب بالحق\" وقسمت تركة عمر بن عبد العزيز فكان نصيب كل واحد من أولاده 17درهما ، هذا عندما يكون الحاكم زاهدا يخاف الله ، أما عندما يكون الحاكم بلا دين أو أخلاق ، أو بلا رقابة ، فانه يجعل المُلك غنيمة له ولأولاده ، فيحشد له أدواته الخبيثة ،من إعلام منافق ،مرئيا وسمعيا ، وجهاز امني قمعيا ، ليُكون حزبا نفعيا ، إضافة إلى علماء السلاطين - الذين ، ركنوا إلى وظائف ومناصب لن تغني عنهم من الله شيئا، فيغفلون عن استهانة الحاكم بكرامة الشعب و استباحته لاعتقالاتهم وتقييد حريتهم ، والمنكرات الكبرى التي يرتكبها وأسرته وأعوانه ، هذا إذا لم يبرروا له ذلك والعياذ بالله .

سُلطت كل هذه الأدوات والآليات لتخدم سياسة الاستبداد القائمة، وهذه هي الوثنية السياسية، التي نقلتنا من وثنية الأصنام إلى وثنية الحكام ، كل هذه الأدوات تشكل جند الفرعنة ، مهمتها تقديس وحماية الحاكم ، والترويج له بين أفراد الشعب ،بأنه المعصوم من الزلل ، والمنزه عن الفساد والخلل، وبقاءه بالحكم مصلحة وطنية ،وترك الحكم صوملة ، وعرقنة ، أو في أقل الأحوال ستكون الزلزلة ،ومن ثم فالويل والثبور ، لمن على الحاكم يثور ، ولكن عندما يأذن الله ينزع منه الملك عنوة ، فتتساقط عصابته كأوراق الشجر في الخريف ، فلا تسمع لهم همسا ، إلا صوتا يلعن ، واخر يتبرأ كي يسلم ، وتُكشف الحقائق وتظهر الغنائم المغتصبة، والمصائب التي كان يقوم بها النظام الفاسد ، كما حدث من كل طاغية ،وضرب الله لنا مثلا حيا، فبن علي، شاهد العالم كم من بلية ظهرت بعده ، وكم أموال نهبها مع عائلته ، بل نهب حتى النهاية ،ظهر من خلال أخذ طن ونصف من الذهب من قبل زوجته عند الهروب ، لم يكتفوا بالنهب طوال فترة الحكم والذي يقدر بـ12مليار يورو، هذا غير الحسابات السرية في سويسرا، وهكذا يقال أن ثروة القذافي تبلغ 82 مليار دولار ولهذا لا يستغرب أن يظهر أمام الإعلام متحسرا على زميله بالقمع والاستبداد ،والأيام ستثبت لنا عندما يتساقط الطغاة واحد تلو الآخر مدى النهب الذي أحدثوه في شعوبهم ، ليتركوها شعوبا متخلفة وجائعة ، ومريضة ، والعجيب أن هذا الحاكم الغانم ، يرسي بتلك الأدوات دولة من أجل الحزب، وحزب من أجل الرئيس ،ولأن الرئيس نهاب وفاسد ، فعصابته الحزبية كذلك ، وستظهر فضائح أخرى عندما يتفكك حزب الرئيس وسيعلم الشعب كم من إمكانيات هدرت وجيرت لخدمة هذه العصابة ،على حساب قوت وصحة وتعليم وتقدم المواطن ، وهذا هو سر التشبث بالحُكم عند الزعماء الطغاة ، ولكن هذا النهب والاستبداد وكذلك القمع وآهات السجون ، ودموع الحرائر ، وصرخات المعذبين يوصل الحاكم إلى قمة الظلم ، وهو بدوره إذن بالهلاك ، قال تعالى : ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا)

سُجن وزير الرشيد ، يحي البرمكي مع أولاده فقال له احد أبنائه : لماذا حل بنا هذا؟

قال له أبوه : لعلها دعوة مظلوم يا بني

فما بالكم عندما يظلم شعب بأكمله ، بنهب ماله ، وتجهيله ، وكبت حريته ، وبيع قيمه وعرضه ودينه .

لا تأمنوا كيد الإله ....كيد الإله كيد متين

ثم انظروا كيف انتهى....بالظلم زين العابدين.

فإذا رأيت الحاكم ظالم ، وعن النصيحة نائم، وللعلماء ساخر وشاتم ، فاعلم أنها سوء الخواتم.

Mnm3011@gmail.com