آخر الاخبار

مصادر مطلعة تكشف لـ مأرب برس جديد مصير قرارات مركزي عدن وجهّت دعوة للمليشيات.. الحكومة الشرعية تعلن موقفها من العدوان الإسرائيلي على اليمن أول دولة عربية تصدر بيانا بشأن الضربة الإسرائيلية على اليمن أمين عام مجلس شباب الثورة : استهداف محافظة الحديدة استهداف للسيادة اليمنية وامتداد لعدوان إسرائيل على أشقائنا في غزة مليشيات الحوثي الانقلابية تكشف الحصيلة الأولية لضحايا الهجوم الاسرائيلي على الحديدة اول رد للناشطة اليمنية توكل كرمان على الغارات التي استهدفت محافظة الحديدة غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية سرية للمليشيات الحوثية ومنشئات حيويه ومؤسسات أمنية بمحافظة الحديدة.. تفاصيل الجيش السوداني يعلن عن انتصارات كبيرة ودحر قوات الدعم السريع من احد الولايات الهامة عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي..

اعدام صدام كانت أشرف نهاية أهديت له
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 18 يوماً
السبت 30 ديسمبر-كانون الأول 2006 09:45 م

مأرب برس - خاص

لماذا أعدم صدام ، هل لأنه فعلا قام بمعاقبة مجموعة من قرية الدجيل حاولت الانقلاب عليه بدعم من إيران التي كانت في حالة حرب مع العراق ، أم لأنه طاغية مجرم ، أم لأنه خرج عن الخط الأمريكي وصار يشكل خطرا على إسرائيل وعلى أمنها .

هل أعدم صدام لأنه فعلا مستبد ، أم لأنه دولته صارت أضعف من أن تدافع عن نفسها و بها ثروات نفطية مذهلة تسيل لعاب المحافظين الجدد وتشبع أطماعهم القائمة على دماء الشعوب وجماجمهم.

ثم لماذا لم تستكمل محاكمة صدام على ما تسمى بعملية الأنفال ولماذا اقتطع سير هذه المحاكمة وتم إصدار تأكيد قرار الإعدام وسرعة تطبيقه ، أليست هذه دلالة على سيطرة المد الشيعي الفارسي على مجريات المحكمة وضعف الكرد من ناحية أخرى إلى درجة أنهم لم يستطيعوا أن يستكملوا قضية ما يدعون بأنه هنالك ثمة إبادة جماعية بسلاح كيماوي ضدهم ، ألا تثير هذه الأفعال الأخيرة شيء من التساؤلات والشكوك خاصة أن هنالك أشياء كثيرة كانت ستظهر وستورط شخصيان نافذة الآن وخاصة أن أهمية الدجيل لا تأتي بأهمية قضية الأنفال ، فالدجيل وطريقة المحاكمة ومسببات حدوثها وكافة دلائلها كلها تبدوا سخيفة وغير مبررة إطلاقا ضد رئيس دولة تعرض محاولة انقلاب .

لنعد قليلا بالذاكرة لأهم سبب كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتذرع به لهذا الاحتلال ألا وهو امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تشكل خطرا ليس على إسرائيل وحسب ، بل على أمن الولايات المتحدة الأمريكية ، لذا أتخذ قرار الغزو على بلد مستقل يمتلك سيادته ومعترف بنظامه الحاكم دوليا دون أي قرار أو مسوغ قانوني دولي ، فتم هدم بنيته التحتية ونهب ثرواته وبنوكه ومتاحفه وقبل كل ذلك قتل مئات الآلف من المدنيين العراقيين ، ليكتشف بعدها بأنه لا توجد هناك ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل ، ومع ذلك يبقى المحتل جاثما في العراق بلا أي حياء مشعلا فتيل الطائفية ومتجاهلا وجود الميلشيات المسلحة الشيعية التي تسفك الدماء على الاسم والهوية ، مما يجعل الاقتتال المذهبي طريق مشرع أمام من يمضي به و من الصعب التوقف أو العودة عنه .

كل الذرائع والحجج التي سوقتها أمريكا وعملائها في العراق سقطت واحدة تلو الأخرى ليبقى منطق القوة والتخلص من الأعداء بشكل فج اعتباطي ومن لا يعجبه ذلك فليشرب من ماء البحر .

من حق السواد الأعظم من الشعوب العربية أن تشعر بشيء من الأسى والحزن على إعدام صدام حسين ، بل أني اشعر بأن أكثر الأنظمة العربية ولاءً للمشروع الأمريكي في المنطقة شعر ولوهلة بالحزن عليه ، لأن أسلوب وطريقة وتوقيت عملية الإعدام كانت مهينة جدا ، كما أنها تمس الحس القومي لدى أي عربي كون القائمين على إعدامه هم من الأمريكان وأتباع إيران الفارسية .

كما أن طريقة الإعدام وثبات صدام على مبادئه رغم أنه كان باستطاعته منذ البداية تفادي كل هذا ، ورباطة جأشه ساعة إعدامه ، كلها تعطي صورة أسطورية لصدام حسين ويغذي المخيال العربي نحو الزعيم الذي لا يلين أمام أعداء الأمة ، وهذه ربما آخر ما كان يحلم بها صدام أن يناله أمام شعوب الأمة العربية ، لأن صدام حسين سيبقى بذاكرة كل العرب ذاك الزعيم الذي وقف أمام أمريكا وظل متماسكا بشكل يثير الدهشة حتى ساعة إعدامه، وستذهب باقي الصور الأخرى التي أرادها أعدائه أن ترسخ في عقول شعوب المنطقة .

رحل صدام حسين بشكل لن تنساه الأمة العربية وستظل تروي هذه الحكاية لأبنائها ، ولكن رحيل صدام لا يعني إطلاقا تمكن الغزاة وعملائه من السيطرة على العراق ، فالشرفاء كثر والمقاومين أكثر ، والعراق سيعود حرا وأكثر سعادة دون صدام وطبعا دون الأمريكان وأتباع إيران .