وجه رسالة لاذعة للكيان الصهيوني وشقيقه الحوثي.. الرئيس العليمي يبلغ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً للقبول بالمفاوضات مع المليشيات تعرف على أضرار الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين في صنعاء وقبائل خولان الطيال تتداعى إلى منزل «الشيخ الغادر» مليشيات الحوثي ترغم نحو 41 مسؤولاً متحوثا على حضور دورات طائفية في صنعاء الاستخبارات الألمانية تستعين بجيمس بوند محكمة أبوظبي تصدر أحكاما رادعة بحق 54 شخصا بعضهم بالمؤبد والسجن والابعاد في قضية «التجمهر» تحذير سعودي شديد اللهجة لكل القادمين الى المملكة بتأشيرة الحج.. وتلويح بالعقوبات تدخل عاجل من المجلس الصحي السعودي بخصوص علاج السكري والأعشاب خفايا و «كواليس» قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي .. تفاصيل قبيلة آنس تشيع أحد قيادات الجيش الوطني الى مقبرة الشهداء بمأرب
يتزامن عيد الفطر المبارك في اليمن هذا العام، مع أوضاع معيشية صعبة، لم يشهدها البلد منذ سنوات، حيث يأتي مصحوباً بموت يومي في المحافظات الجنوبية، وفقر مدقع، وأسعار مضاعفة للسلع الغذائية، وتقشف حكومي، ولا أكراميات رمضانية ولا هم يحزنون..
ومن أبرز جديد هذا العام، أن أزمة سعر صرف الريال اليمني، التي عصفت بالبلاد الشهر الماضي، تسببت في ارتفاع الأسعار، ولما تعافى الريال، ظلت الأسعار كما هي، وكأن الحكومة هي من خطط لأزمة الريال لتهريب جرعة سعرية يكتوي بنارها الضعفاء من الناس الذين هم أغلبية ساحقة في هذا البلد المنكوب بسياسة قادته، فيما ترتفع أرباح التجار والميسورين، على هامش الارتفعات السعرية..
ولهؤلاء نقول: الريال تعافى.. إذن لماذا يا هؤلاء الذين بيدكم التجارة والحكومة لم تعد الأسعار كما كانت عليه قبل أزمة الريال؟
أي حكومة هذه التي كلما فشلت، كلما لجأت إلى جرعة سعرية يكتوي بنارها الضعفاء؟ وبأي حق تأخذ أموالهم؟ أليس أخذكم لأموال الناس بدون وجه حق عملاً "لصوصياً"؟
موظفو الحكومة لم يصرف لهم أي إكرامية رمضانية أو رواتب أشهر قادمة، ورواتبهم الرسمية التي تتراوح بين 30 – 50 ألف ريال، لا تقيهم ذل المسكنة ولا توفر لهم نصف حياة كريمة، وهو ما يضطر بعضهم منهم إلى الرشوة والاختلاس.. الخ..
ولن أبالغ إذا قلت أن 30% من سكان المناطق اليمنية ذات الكثافة السكانية، يعتمدون في دخلهم بشكل رئيس على أموال المغتربين في المملكة العربية السعودية وبقية بلاد الله، والذين تركوا أهليهم وديارهم، وهاجروا بعيداً عن الحوثي والحرك والسلطة، ليحترفوا بيع الملابس وغسل سيارات المترفين في الخليج.. مكتوين بنار الغربة والكفيل..وووو..
ولقد نجحت سياسة الرئيس علي عبدالله صالح القائمة على الموازنة بين الكبار واستعطافهم، في تقسيم المجتمع إلى طبقتين، طبقة الأغلبية المنسحقة، وطبقة التجار وكبار المسؤولين النافذين والأخيرة في قمة الرفاهية.. والمواطن المسحوق، لا يعاني جشع الحكومة وفسادها فقط، إنما يعاني أيضاً جشع التاجر، الذي يكسب من ظهر الموظف لديه مئات الملايين، بينما راتبه في أحسن الحالات لا يزيد عن مئة ألف ريال، أي ما يعادل 500 دولار..
وجشع القطاع الخاص، وظلمه للموظفين لم يلق حقه في وسائل الإعلام، لأن الكثير منها يعتمد على الإعلانات التجارية، ويمول من قبل شخصيات نافذة مترفة.. ومما ساعد فساد التجار هو تحالفهم من النظام الحاكم، بحيث يكمل كل منهم الآخر.. وهؤلاء طبقة فاسدة ظالمة تنتفخ بطونهم عن طريق الأسعار الغير مضبوطة حكومياً.. ويقتاتون من جلود الفقراء، الذين ماتت أرواحهم وعقولهم في زحمة البحث عن حياة كريمة تاركين السياسة وكل مميزات الإنسان.. أو كما يقول البردوني:
الجائعون الصابرون على الطوى .. صبر الربا للريح والأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على .. ترف القصور و ثروة البخلاء
ولابد من الإشارة إلى أن حروباً تجارية، بين الشركات التجارية، تجري بعيداً عن أعين الإعلام، ويتم فيها إقصاء بعض السلع الغذائية التي فضل المواطنون شرائها، لتتعافى شركة أخرى فاسدة، والخاسر أيضاً من غياب بعض الخدمات السلع، هو المواطن..
العيد المتزامن مع أيلول (عيد الثورة اليمنية التي أطاحت بالحكم الإمامي السلالي)، سبق بأحداث أمنية مضطربة في المحافظات الجنوبية، وخصوصاً في محافظتي لحج وأبين، حيث المواجهات العنيفة والموت اليومي للجنود والمواطنين، ولا أحد يعرف من بالضبط يقاتل الحكومة؟ الحراك أم القاعدة، أم كليهما؟ وأي الحراك هذا؟ وأي القاعدة هذه؟.. المهم أن هناك أسراً في مختلف مناطق اليمن تحتسي الدموع جراء تلك المآسي..
هذا هو عيد أبناء «أخطر بلد في الكون!» حسب تعبير مارتن بيل، سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدى بريطانيا والنائب البريطاني السابق الذي زار اليمن الشهر الماضي الذي قال إن اليمن هو «أخطر بلد في الكون»..! وهو توصيف يحتاج للوقوف معه كثيراً.. وقد داهمني شعور آخر وأنا أفكر أنني أعيش في «أخطر بلد في الكون»..
عيد على طريقة المتنبي الشهيرة، وهو يخاطب العيد، ويقول له بماذا عدت؟ وليت ما بيني وبينك من البعد أيها العيد يكون أضعاف ما بيني وبين أحبتي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ .. بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ؟
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ .. فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيـدُ