كيف تستعيد أمريكيا سمعتها؟‏
بقلم/ يحي الحوثي
نشر منذ: 18 سنة و أسبوع
الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 11:36 ص

 " مأرب برس - خاص "

ألولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى تمتلك من القدرات المادية، والعلمية مالا تمتلكه دولة أخرى، مايجعلها قادرة على أن تلعب دورا إنسانيا، وإصلاحيا، وحضاريا رائدا على مستوى العالم. والعمل الصالح أجدر بمن يقدرعليه، ولايصح أبدا أن نجعل من امتلاكنا القدرات والقوى، سببا لشقاءنا وتعاستنا، أولنلحق الضررببعضنا البعض، أووسيلة لأن يتكبرالإنسان على أخيه الإنسان، أوليستغله،أوليستحوذ على حقوقه ومصادر رزقه، أويمارس ما من شأنه إلحاق الأذى والضرربه، مهما كانت الأساليب، ولو حتى صداقه من شأن الطرف الآخر استغلالها في تحقيق أغراضه وعدوانيته.

وللقوى الكبرى عبرة وقدوة في النبيئ سليمان بن داوود (ع) الذي أعطاه الله من الملك مالم يعط غيره، حتى سخر له الجن والإنس والطيروالريح وغير ذلك من القوى المادية، والعلمية، حتى مكنه من التخاطب مع الحيوانات والتفاهم معها، فحين مر من وادي النمل سمع نملة تنادي شعبها قائلة ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) فتعجب منها وتبسم ضاحكا من قولها( وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه) لقد خشع لله أن مكنه ذلك التمكين، ودعاه أن يعينه على العمل الصالح الذي يرضيه، إن عدل سليمان ورحمته ، قد وعته النمل، وعلمت أنه بكل قوته تلك لايمكنه أن يظلم ، وأن جيشه العظيم القائم على أساس العدل والرحمة، لا يمكن أن يحطمها وشعبها بأقدامه، وخيله، وعرباته، على علم بهن ولا إبالية، ولذلك استدركت في نسبة التحطيم الى سليمان وجيشه بقولها: (وهم لا يشعرون) وحين جاء الهدهد اليه بخبر بلقيس ملكة سبأ وأنها وقومها يعبدون الشمس من دون الله، وقال له( أحطت بما لم تحط) أي علمت بما لم تعلم به، لم يغضب عليه ولم يتهمه بقلة الأدب كونه ما ناداه بالأسماء الحسنى من نحويا صاحب الجلالة، كما لم يسجل التأريخ نسبة ظلم الى سليمان، وأنه اتخذمن قوته وسيلة لقمع الآخرين.

وقد سلمت الولايات المتحدة من سلبيات الاستعمار، وماخلفه من كراهية، للمستعمرين، وسؤالذكر، كما أنها قامت بتحريرالعبيد حيث تبعها العالم في ذلك وأصبح تملك الإنسان لأخيه الإنسان من قصص الماضين، وتلك ميزة كبيرة، فلا تزال القابلية لتبادل الثقة بينها وبين شعوب الشرق الأوسط قائمة، وقد جاء نموها الاقتصادي من هذا الباب لا من باب الاستعمار والإحتلال، فهي في غنى عن أي نوع من انواع الهيمنة والاستعمار، وإن كانت هذه الثقة قد أصيبت بتصدعات وهزات عنيفة الا أنه يمكن للإدارة الأمريكية تلافي الأمر قبل فوات الأوان، وذلك لكي تتحمل المسؤلية الحضارية، وخدمة البشرية، التي أوجبتها عليها إمكانياتها المادية والعلمية الهائلة، والتي هي في الأصل حق الله تعالى، وقد هيأها للناس ليعملوا بها في سبيل العدل والخير، كما قال تعالى في القرآن في شأن مادة الحديد:

( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) وعمل الخير يوافق رغبة الله وأنبياءه، لأنهم دعونا الى الخير، ويقول النبيئ عيسى (ع) فيما ذكرعنه في الإنجيل( وسمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، أما أنا فأقول: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، وصلّوا لأجل الذين يسيؤن اليكم ويضطهدونكم).

هذا وغير خاف أن شعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد هبطت في هذه السنين الأخيرة، ومشاعر الكراهية قد تغلغلت بين معظم الأوساط الشعبية حتى العامة، فحيث كانت الكراهية منحصرة لدى الشعب الإيراني جراء القانون الذي أصدره الشاه لصالح الأمريكيين، والمنطوي على إهانة الشعب الإيراني حتى اندفع الى الثورة والإطاحة بالشاه، إلا أنها الآن توسعت وشملت معظم شعوب المنطقة، وذلك لمايلي

1 - استمرار الادارة الأمريكية في دعم الأنظمة القمعية الفاسدة والديكتاتورية، في المنطقة، وخاصة نظامي التكفيريين في اليمن، وآل سعود، الذين يعيش الناس في ظلهما أصغر وأحقر من العبيد، حيث يرى الناس تناقضا واضحا بين الطرح الحضاري الذي تنادي به الولايات المتحدة الامريكية، من نحوالحريات العامة وحقوق الإنسان والديموقراطية، وبين دعمها لهكذا أنظمة، علما بأن هذين النظامين قد استطاعا خداع الأمريكيين في حربهم على الإرهاب، حيث أعلنا انظمامهما الى قوى التحالف في حربهم على الإرهاب، وهم في نفس الوقت منبعة وحضّانته، ففي الوقت الذي التزموا بتجفيف منابعه، من نحوإغلاق مدارس الوهابيين وجميع مؤسساتهم الثقافية، وتجميد أرصدتهم، والتوقف عن دعمهم، راحوا الى العكس من ذلك بأكثر نشاطا وجدية، وها نحن الآن في اليمن لا نزال نصرخ من أخذ النظام لمساجدنا وأوقافنا، ومدارسنا، وتسليمها الى الوهابيين، وكيف حاول الرئيس بجد جعل أهلنا في المحافظات الشمالية، هم الإرهابيين، وراح يدافع عن الإرهابيين المعروفين على المستوى الدولي كالزنداني، وغيره، وهذه استراليا تصيح من جامعتهم الآن، كما قاموا بقتل أهلنا، وتدمير بيوتنا، وهم الى الآن لايزالون يحاصروننا في مناطق لا يوجد بها أي منشأة خد مية، ذلك لأن استراتيجية النظامين قائمة أصلا على استغلال الدين المنحرف التكفيري، المتشدد لتثبيت حكمهما، وإحكام قبضتهما، وممارسة قمعهما لكل من يعارضهما وبإسم الدين، على غرار الأنظمة الكنسية التي كانت تحكم أوروبى، ولكم أن تنظروا كم يقتلون كل يوم من الناس تحت مسميات قصاص شرعي ونحوه، بينما هم في الأصل يقتلون طلاب الحرية، ويقاضون بذلك أغراضهم القمعية.

2- الإبقاء على قوات التحالف في كل من العراق وإفغانستان، حيث ازداد العنف، الذي يحصد عشرات الأبرياء يوميا، ولم تستطع تلك القوات حماية المواطنين، ولا منع النظامين اليمني والسعودي وغيرهما من دعم الإرهابيين في العراق، وأفغانستان.

3- وقوفها الى جانب إسرائيل سواء في موقف حق أوباطل، ماجعل إسرائيل تتملص من إنصاف الفلسطينيين، ومن إقامت سلام حقيقي تعيش فيه مع محيطها في أمن وسلام، وذلك لأجل استمرار الدعم المالي والمعنوي الكبيرين،الذي تحصل عليه بسبب حالة التوتر المستمرة، حيث ظهرت أمام الناس متاجرتها بالحروب، والمشاكل بصورة واضحة.

وعليه فأقترح مايلي

1- المسارعة في حل القضية الفلسطينية، بصورة عادلة.

2- المسارعة في حلحلة الوضع في كل من العراق وأفغانستان، والأنسحاب العسكري الفوري من البلدين، وإذا احتاجا الى المساعدة أمكن مساعدتهما في أي وقت.

3- إلقاء القبض على ابن لادن، وإعدام صدام لتهدأ المقاومة، ويختفي العنف المسبب له بقاء الرجلين أحدهما حيا، والآخر طليقا.

4- إلزام الأ نظمة الداعمة للإرهاب في العراق، ومنهم النظامين اليمني والسعودي، بالتوقف عن ذلك، لأنهما حريصان على إفشال التغييرفي العراق، لئلا يطمح أحد الى تغييرهما.

5- إلزام النظامين بالعمل على تجفيف منابع الإرهاب، وذلك بتعيين أسماء، أشخاص، وجمعات، وأحزاب، ومؤسسات، من قبل الإدارة الأمريكية حتى لايذهبوا الى غير ذلك.

6- إلزام النظامين بإنصافنا نحن في اليمن والمظلومين لدى النظام السعودي، ومنعهم من الإعتداء علينامرة أخرى، باستغلالهم التحالف ضد الإرهاب والدعم الأمريكي لقمع معارضيهم، وأن دول التحالف غير موافقة على هذا الاستغلال المخادع.

7- إلزام النظام اليمني بإصلاح ما أفسده ، وذلك بتحمله مسؤلية القضاء على الإرهاب بكل صوره بنفسه، ودونما دعم مادي من قبل دول التحالف، مالم فسترون كيف سينمي الظاهرة، ويطيل أمدها،ويوسع نطاقها، وذلك لكي يستمر الدعم، وقد رأينا كيف نشط في تكثيرهم منذ بدأت أمريكى بدعمه ماديا، وذلك أمر محقق.

بهذا سيرى الناس بأن أمريكى فعلا مخلصا ومحررا، وأنها عامل خير واصلاح في العالم، وأنها دولة ذات حضارة وقيم، وأنها لم تعد تحمي الظالمين، فيعود حب الناس لها، ويزداد ثقلها العالمي.

أمريكا عملاق من الثلج..... لو كانوا يعلمون
صدّام .. اللهم لا شماتة
صحفي/محمد الخامريالخال حميد .. حميدٌ في الحياة وفي الممات
صحفي/محمد الخامري
اليمن السعيد بعد الانقلاب على السلال عهد لم يهنأ بالحكم
علي عبود
كاتب/رداد السلاميشموخ الأقوياء
كاتب/رداد السلامي
مشاهدة المزيد