هل قرر لوكا مودريتش الاعتزال فى ريال مدريد بعد موسمه الحالى والأخير؟ خطر الظلام الكامل يهدد دولة عربية… ومطالبات بالتدخل العاجل واشنطن تعلن توقف المفاوضات بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي تقف خلفها المليشيات وتتكتم عليها.. الشرعية تحذر من كارثة حقيقية تهدد حياة ملايين اليمنيين في مناطق الحوثيين تعز.. عدد من الخلايا الحوثية في قبضة الجيش - قائد عسكري يكشف التفاصيل تحركات حوثية لدفن أخطر قضية نتيجة تبادل المنافع بين المتهمين والجماعة الانقلابية وزارة الداخلية السعودية تكشف عن تنفيذ 3 أحكام بالإعدام وتنشر جرائمهم نادي الزمالك يضم أحد نجوم الرياضية الى فريقه السلطات المحلية بمحافظة مأرب تفتتح سدا تحويليا جديدا لسد مارب التاريخي وزير الصناعة اليمني : نتطلع إلى سلام يفضي لاستقرار اليمن ولا يمهد لحرب قادمة
«يحرص حكام منطقة الشرق الأوسط دائماً على إبقاء كل الخيارات مفتوحة والرقص في عرسين في وقت واحد».
هذا ما كتبه إيال زيسر ـ نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في تاريخ سوريا ولبنان والنزاع الإسرائيلي ـ العربي في مقال قبل يومين بصحيفة «يسرائيل هَيوم» (إسرئيل اليوم) في سياق التدليل على أن هذا ما يفعله الجميع، بما في ذلك إسرائيل لأن هؤلاء الحكام «لا يتطوعون قط لخوض حرب بالنيابة عن الآخر» لأن « المصلحة هي التي تنتصر».
مناسبة هذا الكلام للخبير الإسرائيلي البارز هو «أضواء التحذير التي أضيئت في إسرائيل حيث جرى التعبير عن القلق بشأن عدم قدرة الإمارات على الاستمرار في تحمُّل عبء اتفاق سلام مع إسرائيل، واحتمال الانسحاب منه، وتحويله إلى اتفاق سلام بارد، مثل السلام مع دول عربية أُخرى».
وفي تفسيره لذلك يقول زيسر، في المقال الذي ترجمته «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في نشرتها اليومية «مختارات من الصحف العبرية» إن من مصلحة الإمارات التحدث مع الجميع، ليس فقط إسرائيل ولكن أيضا إيران وتركيا، ومن هنا جاء وصف «الرقص في عرسين» أي الرقص مع إسرائيل ومع أعدائها في نفس الوقت.
الدليل على ذلك، كما يراه الكاتب هو «أن شقيق ولي العهد ومستشار الشؤون الخارجية الأمير طحنون بن زايد، الذي حضر الاجتماع مع رئيس الحكومة بينت (في زيارته الأخيرة إلى الإمارات) زار الأسبوع الماضي طهران للبحث في الدفع قدماً بالعلاقات مع إيران والتقى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي الذي يسعى منذ وصوله إلى منصبه لاحتضان دول الخليج لإبعادها عن إسرائيل والولايات المتحدة».
هنا لا يتحدث الخبير الإسرائيلي عن الإمارات فقط بل كذلك عن المملكة العربية السعودية التي شرعت في اتصالات مع الإيرانيين في محاولة لتطبيع العلاقات معهم، والخلاصة بالنسبة إليه أن «لا غرابة في أنه لم يعد يُتداول في الخليج الحديث عن إقامة حلف أمني مع إسرائيل لكبح إيران، بل عن حوار مع الإيرانيين والمصالحة معهم» قبل أن يضيف أنه «يجب ألّا نظلم دول الخليج، فمَن رسم هذا التوجه هي إدارة بايدن التي تريد سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وتعمل في هذه الأثناء على التصالح مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق معها».
وتطرق الكاتب كذلك إلى الصفحة الجديدة التي فتحت بين الإمارات وتركيا بعد أن كانت أنقرة قد سحبت غاضبة سفيرها من أبو ظبي بعد التوقيع على «اتفاقات أبراهام» وكيف آلت الأمور في النهاية إلى زيارة محمد بن زايد إلى تركيا والتوقيع على صفقات بمليارات الدولارات، مشيرا إلى «حقيقة استعداد إيران وتركيا للمشاركة في اللعبة الإماراتية (..) وهذا أيضاً درس لسائر الدول في المنطقة».
في كل ما قاله الخبير الإسرائيلي يتجلى ما باتت إسرائيل مقتنعة به، ربما أكثر من أي وقت مضى، وهي أن الدول العربية حتى وإن أبرمت الصفقات معها، مع ما يسببه ذلك من سخط شعبي وحملات ضدها، لا يمكن في نهاية المطاف اعتبارها حليفة موثوقة اصطفت إلى جانبها نهائيا إلى درجة أنها تعادي من تعاديه إسرائيل وتصادق من تصادقه، لأن «المصلحة هي التي تنتصر» كما ذكر في المقال، وهو نفس المبدأ التي تعتمده إسرائيل نفسها.
ولهذا، لم يبد في كلام الخبير الإسرائيلي أي نوع من «خيبة الأمل» أو «المرارة» من الدول العربية التي وضعت يدها في يد إسرائيل في السنوات الماضية، بتشجيع كبير من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ثم مدت يدها الأخرى إلى جيرانها في الإقليم بحثا عن حيازة أكثر ما يمكن من أوراق القوة شرقا وغربا لتحصين النفس في مرحلة مضطربة لا أحد يدري مآلاتها. هذه الدول لا يمكن لها أن تتجاهل تغيّر اتجاه البوصلة في واشنطن ولا ما يتردد عن انسحاب أمريكي محتمل أو وشيك من هذه المنطقة، أو في أضعف التقديرات، تراجع كبير للنفوذ الأمريكي خاصة بعد الذي حصل في أفغانستان وبدرجة أقل حدة وضجة في العراق بعد ذلك.
في مقال الخبير الإسرائيلي ما يوحي بأن على إسرائيل ألا تبتهج كثيرا بما أبرمته مع دول عربية من اتفاقات وما لحقها من تطبيع، بعضه مبالغ فيه وحتى مستفز، لأن كل ذلك لم يُبن سوى على مصلحة معيّنة، وقد تكون ظرفية، متضمنا «رسائل نكاية» إلى كل من طهران وأنقرة دون أن تصل الأمور في النهاية إلى القطيعة معهما. ليس هذا فقط، بل عكسه أيضا: الانطلاق في بناء علاقات جيدة وقوية مع كليهما، مع إشعارهما بأن لهذه الدول العربية، في الوقت نفسه، أكثر من مجرد خط مفتوح مع إسرائيل يتمثل في علاقات دبلوماسية وتعاون اقتصادي وأمني وعسكري ومخابراتي.
ولأن المصلحة هي الأهم، لم يكن لطهران أو أنقرة من رد على مقاربة عربية بهذا الشكل سوى اعتماد النهج ذاته، ربما حتى قبلها، فالجميع في النهاية يرقصون في كل الأعراس.