آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

حذار من أحمق مفيد
بقلم/ دكتور/فيصل القاسم
نشر منذ: 6 سنوات و 4 أشهر و 5 أيام
السبت 25 أغسطس-آب 2018 11:38 ص

أحمق مفيد» هو مصطلح سياسي ساخر يُطلق على الشخص الذي يتم استخدامه للترويج لقضية أو فكرة ما، ولا يستوعب الغاية الحقيقية منها من قبل المستفيدين الأصليين إلا بعد فوات الأوان. يُنسب هذا المصطلح للزعيم السوفييتي الراحل «فلاديمير لينين» حيث أطلقه على المتعاطفين مع القضية الشيوعية من الدول الأخرى دون أن يدروا خفايا اللعبة. والسؤال في هذا العصر الذي أصبح فيه اللعب بالعقول أسهل من شرب الماء بفضل تنوع وسائل الإعلام وبراعتها وقذارتها في التأثير على الشعوب وسوقها في الاتجاه الذي تريد، كم يا ترى عدد الحمقى المفيدين في عالمنا العربي والإسلامي؟ كم من الملايين التي تناصر قضايا، وتتبع مشعوذين وأفاقين ودجالين يستخدمونها لأغراضهم ومصالحهم الخاصة؟ كم عدد الذين يناصرون قضايا وهم يعرفون كل خفايا القضية وأبعادها وأهدافها؟ كم عدد الذين شاركوا في الثورات العربية ولم يفهموا اللعبة إلا متأخرين؟ ألم يشارك الملايين في تلك الثورات عن طيب نية، وظنوا أنهم يناضلون ضد الظلم والطغيان من أجل مجتمعات جديدة قائمة على الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية، بينما اكتشفوا بعد فوات الأوان أن كلاب العالم وضباعه استخدموهم كحمقى مفيدين في مشاريع شيطانية تخدم تلك القوى بالدرجة الأولى ولا تخدم أولئك المساكين؟ لا شك أنه قد يكون هناك ظلم كبير في وصف ملايين الناس التي ثارت على الطغاة فيما يسمى بالربيع العربي بالحمقى الجيدين، ولا شك أن هؤلاء، سواء كانوا أناساً عاديين أو مثقفين أو إعلاميين أو سياسيين، ثاروا فعلاً من أجل قضايا عادلة مائة بالمائة، وكانوا متأكدين أنهم يؤدون دوراً طيباً، لكن العبرة دائماً بالنتائج. لقد كان هؤلاء بما فيه بلادهم أهدافاً لقوى شيطانية لا علاقة لها مطلقاً بتحقيق العدالة ومحاربة الظلم والقضاء على الظالمين، بل استخدمت تلك الجموع كأدوات لتحقيق مشاريعها القذرة، تماماً كما كان الشيوعيون يستخدمون ملايين المتعاطفين مع الشيوعية في أنحاء العالم لخدمة الاتحاد السوفياتي ومخططاته الشيطانية تحت شعارات الحرية والعدالة والمساواة الكاذبة. إن أول درس يجب أن يتعلمه الناس بكل شرائحهم أن ليس كل القضايا التي تبدو عادلة هي فعلاً عادلة، وأن هناك حقاً يُراد به باطل. على الجميع أن يستفيدوا من هذه التجارب المريرة للأجيال القادمة، بأن لا يقعوا فريسة سهلة للدعاية والمتلاعبين بالعقول والمتاجرين بقضايا الشعوب. ولطالما كانت الشعارات الرائعة عنواناً لكوارث قادمة. إن أول طريقة لتجنب الانضمام بشكل أعمى لصف الحمقى المفيدين أن لا تتسرع مطلقاً في تبني أي قضية مهما كانت تبدو براقة وعادلة وإنسانية في مظهرها العام. إن هذا المصطلح اللينيني الشرير «أحمق مفيد» يجب أن يتم طرحه على نطاق واسع في وسائل الإعلام هذه الأيام لتنوير الشعوب كي تعلم أن القوى الإعلامية والسياسية الشيطانية قادرة على تجنيد الملايين من البشر تحت هذا المسمى لتحقيق غايات كثيرة عبر هؤلاء الحمقى المفيدين. ولعل أبرز الحمقى المفيدين هم بلا شك من يسمون بالمجاهدين الذين يظنون أنهم يقاتلون من أجل قضايا سامية في سبيل الله، بينما هم في واقع الأمر مجرد أدوات رخيصة في أيدي أجهزة استخباراتية محلية ودولية، أو بالأحرى هم حمقى مفيدون تحقق بعض الدول من خلالهم مصالح كبرى، بينما هم يظنون أنهم ينفذون شرع الله، والشرع من كل ذلك براء. خدعوهم في أفغانستان ولم يتعلموا الدرس. أطلقوا عليهم لقب «مناضلون من أجل الحرية» عندما كانوا بحاجة لخدماتهم، وعندما انتهوا من استخدامهم، شحنوهم إلى معسكر غوانتنامو، مع ذلك عادوا في صفوف داعش وأخواتها دون أن يتعلموا شيئاً. لكن متى تعلم الحمقى أصلاً؟ ومن الحمقى المفيدين الذين تستخدمهم الأنظمة العربية قرابين لمشاريعها القذرة هم أولئك الذين يصدقون شعارات الوطنية وحب الوطن، بينما يموت الألوف من هؤلاء المغفلين فداء كرسي هذا الطاغية أو ذاك موتة البعير؟ لا شك أن البعض سيتساءل على ضوء الكلام أعلاه: وهل نتوقف عن الثورة على الظلم والطغيان والانتفاض من أجل القضايا العادلة والقيم الإنسانية العليا خوفاً من أن نكون حمقى مفيدين في أيدي أناس آخرين؟ الجواب طبعاً لا. طوبى لكل من ثار على الطغاة، وسيثور لاحقاً. لم يكن العيب مطلقاً بالذين ثاروا، بل بتلك القوى الدولية القذرة التي تلاعبت بثورات الشعوب وحولتها وبالاً عليها لمصالحها الوسخة الخاصة. لكن هذا لا يعني أن نبرئ الشعوب من خطأ الوقوع في شرك الذين استخدموها كحمقى مفيدين. لقد وقع الجميع شعوباً ونخباً وقيادات في أخطاء قاتلة لا بد أن تستفيد منها الأجيال القادمة. لماذا يا ترى لا تمر المؤامرات إلا على بلادنا وشعوبنا ونخبنا، ولا نكتشفها إلا بعد فوات الأوان؟ يبدو أننا أمام نمط جديد من التجارة والتوظيف الخبيث والماكر لمعاناة وآلام وأحلام الشعوب وطموحاتها. وبدلاً من أن يكون عندنا تجارة الأعضاء البشرية الراىجة جداً من قبل مافيات المال، فنحن أمام تجارة مزدهرة جديدة بالمشاعر والأحلام الوطنية للشعوب المنكوبة من قبل تجار السياسة وحيتان اللوبيات الكبار.