آخر الاخبار

دراسة جديدة تناقش انهيار الأذرع الإيرانية وانحسار الوهم الإمبراطوري الهلال السعودي يوجه صدمة إلى أحد أبرز نجومه عاجل قائد القوات المركزية الأمريكية يلتقي بالرياض برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه وبحضور رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق بن عزيز الحوثيون يحولون جامعة صنعاء إلى معسكر إرهابي ويجبرون الطلاب على حضور دورات طائفية مقابل الدرجات هل حقا حرائق كاليفورنيا تحاصر شركة ميتا فيسبوك وهل ستتوقف خدمات وتساب وانستجرام؟ الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تعقد اجتماعًا استثنائيًا بمأرب وتنتخب الرمال رئيسًا وزير الأوقاف يطالب بزيادة حصة اليمن من الحجاج ويوقع مع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات حج 1446هـ تعليمات حول اصدار تأشيرة خروج نهائي للمقيمين في السعودية ومدة صلاحية الهوية قرارات لمجلس القضاء الأعلى وحركة تنقلات واسعة في المحاكم والنيابات.. تفاصيل تطورات السودان.. حميدتي يعترف بالخسارة والبرهان يتعهد باستعادة كامل البلاد

آمالٌ مدفونة قصة قصيرة
بقلم/ جلال العلواني
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 26 يونيو-حزيران 2013 06:36 م

"متى سأصلُ" , "مشتاقٌ إليكِ" , " عدتُ إليكِ أخيراً ", كلماتٌ وعباراتٌ ترددت صداها في وجدانه, وهو في طريقِ العودةِ إليها, إلى سكنهِ الآمن, ومكانهِ الدافئ, وصندوقهِ الكبيرِ الجميل, الذي احتواهُ بعطفِهِ وحنانِهِ, فبينَ زواياهُ شذراتُ ذكرياتِهِ البريئةِ التي تشكَّلَ منهُ كيانهُ , ورُسِمَتْ منه أحلامهُ بتفاؤلٍ واتزان. بيـتـُهُ الكائنِ في طرفِ مدينـَتِه الحالمةِ, على مشارفِ الولوجِ إليها, وكأنـَّهُ رجلٌ من أهلِ تلك المدينةِ, يستقبلُ زوَّارها بكرمهِ الفائِض, وإحسانهِ الذي يـُكلـِّلُ قلـبه النابض. مأواهُ الذي لطالما احتضنه بحنانٍ ورفقٍ ليس له حدود, حينما كان يفتقدُ تلك المعاني الحيةَ مِمَّنْ هم حولهُ لظروفٍ قاهرةٍ تُحتِّمُ عليهم فعل ذلك ,فيُهرولُ مسرعاً إليهِ كي يحظى بذلك , فيرتمي بين ربوعهِ وأحضانهِ باحَّاً لهُ بآلامهِ والأحزان, فيـَظـَلُّ ــ سكنَهُ ــ منهمكاً بالاستماع إليه, مُخـَفـِّفَاً عنهُ تلكَ الأوهامِ ومزيلاً عنهُ غبارَ العثرات, وحين الأفراحِ كانَ يـُزيـنُها لهُ بأزهى الألوان. غابَ عنهُ أياماً وشهوراً وكأنَّها سنواتٌ عجاف,دونَ محضَ إرادتِه, ولكن بتهجيرٍ قسريٍ أليم, وتشريدٍ بكت منه ُ الأزمان. كانت رحلةٌ إلى الموتِ بكل أدواتها وعدتها الثقيلة. قيدٌ يُطوِّقُ نحرَ أنفاسِه, وفؤوسٌ مغروسةٌ في أحلامِ رأسه, وجمورةٌ منثورةٌ تحتَ أقدامِه, في دروب النفي والنسيان. ليس بمفردِهِ, ولكن برفقةِ من نَجَوْ معهُ من أهالي تلك الديار, ذلكمُ البشر, الذي كان يعيشُ معهم في مدينته الحالمة, كما كانت توصفُ من قبلِ تلكَ المأساة , أمَّا أهاليها الآخرون دُفِنوا تحتَ أنقاضِ منازلِهِمُ التي قُصِفَتْ بقنابِلَ وصواريخٍ انهملت عليها بغزارةٍ كالأمطار. وأقدامُهُم تطأُ ترابَ ذاك الطريق الذين لا يعلمون إلى أين سيصلُ بهم وإلى أين المفر. ليلٌ ينخُرُ في عظامِهِم بردُهُ القارِسُ المرير, ونهارٌ يكويهِم حرُّ شمسِه فـَتـَحرِقُ أهدابَ أبصارِهِم, فليس هنالكَ مـُنقِذٌ ولا نصير. تشتـَّتَ فـِكــرُ ه ُوهو يقلِّبُ صفحاتِ ذكرياتِهِ المؤلمةِ في أحداثها ومواقِفِها التي أنهكتْ كاهلَ وجدانِهِ وقطَّعَتْ شرايينَ أحلامهِ فصار مجندلاً محزونا. وفجأةً ! طـُوِيَت صفحاتُ ذكرياتهِ بتسارُعٍ عجيبٍ حينَ شعَّ وميضٌ من نورٍ شتـَّتَ مرآةَ بصرِهِ حين امتدت خيوطُ شمسِ المدينةِ المتألقةِ نحوَ هُ بأناملِها الرقيقةِ تداعبُ جفونـَهُ الموصَدَةِ لتتسَلـَّلَ إلى روحهِ المأسورةِ بين جدرانِ اليأسِ فـتُحاولُ تحريرَها من تلكَ والقضبان. انتفضَ من مقعدِهِ بلهفةٍ وضرباتُ قلبهِ تخفـُقُ بشدةٍ من هولِ شوقِهِ والحنين, متجهاً نحو النافذةِ ليرى عشيقتهُ النائية الغائبة, بعينيهِ المرتجفتين لتتوقف وتجمـُدَ وتتسمرَ حينَ ذاك صوب بقايا أطلالٍ فوق ركامها طيورُ الهلاكِ .

مشاهدة المزيد