آخر الاخبار

أول تعليق لـ«طارق صالح» عقب رفع العقوبات عن عمه «صالح» ونجله «أحمد» لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تصدر بياناً حول رفع العقوبات عن الرئيس الأسبق صالح ونجله احمد مليشيات الحوثي تلغي حكماً بإعدام ناشطة يمنية اتهمت بالتخابر مع تحالف دعم الشرعية حزب الإصلاح : اغتيال إسماعيل هنية جريمة بشعة وفعل مدان بكل الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية نجاة رئيس مجلس القيادة عبدالفتاح البرهان من محاولة اغتيال في أقوى رد وأعمق تعليق توكل كرمان: في أول يوم لتنصب رئيسها الجديد إيران تقدم رأس إسماعيل هنية هدية ثمينة لاسرائيل لماذا أوقفت إيران نظام دفاعاتها الجوية وكيف قطع الصاروخ الذي استهدف هنية مئات الكيلومترات فوق الأراضي الإيرانية دون استهداف ..تفاصيل منظومات الدفاع الإيرانية ؟ حركة حماس تكشف أين ومتى سيدفن جثمان اسماعيل هنية وفد رفيع المستوى يصل الرياض لبحث تسوية يمنية مرتقبة.. تفاصيل بعد اغتيال هنيّة في طهران.. تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة حماس وكيف تتم عملية الإختيار؟

الرئيس يخسر آخر رجالة ويبقى وحيدا في المواجهة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 31 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:04 ص

لا أبالغ أن قلت أن أكثر الخاسرين والمفجوعين برحيل الشيخ عبد الله بن حسين ألأحمر هو الرئيس على عبد الله صالح , فثلاثة عقود مرت من حكم الرئيس كان الشيخ الأحمر حاضرا في كل مشاهدها بقوة , وفي معظم الأحيان كان الشيخ هو الحاسم الحقيقي والداعم الرئيسي في معظم المعضلات التي واجهت الرئيس علي عبد الله صالح طيلة العقود الماضية كان أخرها الموقف الذي أزعج الحزب الذي ينتمي إلية ويرأسه الأحمر وهو التجمع اليمني للإصلاح وذالك من موقفه من ألانتخابات الرئاسية التي خالف فيها إجماع الإصلاح ووقف في صف آخر إلى جوار حليفة التاريخي على عبد الله صالح .

الشيخ عبد الله الأحمر كان نعم الحليف والمستشار للرئيس ,ولقد مثلا معا وسويا ثنائي ناجح خلال العقدين الأولين من علاقتهما , لكن تلك العلاقة تذبذبت شيئا ما في العقد الأخير خاصة عقد التسعينات , لكن كل طرف عمل جاهدا على الحفاظ على الآخر.

الرئيس لم ينس جميل الأحمر طيلة السنوات الماضية فوقف بجواره ومنح الرجل وبدعمه منصب رئاسة مجلس الشعب ثم رئاسة مجلس النواب الذي ظل حكرا علية حتى وفاته .

عبد الله ألأحمر ذلل للرئيس العديد من الصعوبات في تاريخ حكمة خاصة ما يخص القبيلة التي عمل الشيخ جاهدا على ترويضها مدنينا , واستطاع الرئيس وبمساعدة الشيخ الأحمر أن يحصل على ولاء القبائل وبالتحديد بعد إنشاء وتأسيس " شئون القبائل " التي اهتمت بوضع مخصصات مالية لكافة مشائخ اليمن , كانت كفيلا بتوجيه ولاء القبيلة تدريجيا نحو الرئيس علي عبد الله صالح .

العقد الأخير مثل بزوغا واضحا لأنجال الشيخ عبد الله الذين توزعوا في العديد من الأدوار السياسية والقبلية في اليمن .

لكن مهادنة الشيخ " الرحل " الذي عرف بها مع الرئيس , انعدمت في بعض أنجاله خاصة حميد الأحمر وأخيرا حسين الذين برزا كخصمين لدودين للرئيس في كثير من ساحات الصراع السياسي , لولا تدخلات الشيخ المرحوم في كثير من الأحيان وعمل على كبح تلك المصادمات التي ظهرت وبقوة في أكثر من موطن سياسي .

قادم ألأيام يوحي بصراع قوي بين أقوى أسرتين في اليمن وهما أسرة بيت ألأحمر التي تحضي بدعم قبلي وحزبي كبير وأسرة الرئيس شخصيا الذي لا يعتمد على نفوذ سوى على نفوذ الدولة ومؤسساتها.

تصريحات كل من حميد ألأحمر وحسين ألأحمر في الخمسة ألأشهر الأخيرة تكفي لمعرفة عمق ألاختلاف الفكري بين الطرفين في أدرة شئون الدولة , واستعداد أنجال بيت الأحمر إلى مواجهات صريحة مع الدولة أو مع الرئيس بالتحديد .

غياب الشيخ الأحمر يعتبر في نظر الكثير من المراقبين هو " أخر رجال اليمن الحكماء " وآخر رجال الرئيس الأقوياء وبرحيله فقد خسر الرئيس ساعدا وعونا لن تعوضه الأيام مهما كانت البدائل .

ولاء القبيلة وشرائها ومحاوله الرئيس طيلة الثلاثة العقود الماضية في السيطرة عليها , لن يجدي نفعا في ظل نشؤ متغيرات تم استحداثها ضد الرئيس شخصيا من قبل أطراف من بيت الأحمر , وتجربة مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه حسين ألأحمر نموذج يكشف كيف تصنع ولاءات القبلية في القرن الحادي والعشرين .

الرئيس صالح لدية الكثير من الخصوم " سياسيا وقبليا " ولا يستبعد أن تستغل هذه النقاط في محاصرة الرئيس , داخليا كما يحاصر حاليا عبر عدد من قضايا الوطن التي يثيرها المشترك أو المتقاعدون .

رحيل الشيخ عبد الله عن الحياة السياسية والقبلية يمثل إزاحة العائق الأوحد أمام أنجاله الذين لهم طريقتهم الخاصة في تعاملهم مع الرئيس والتي تعتمد على المواجه ونقل الصراعات علنا بخلاف أبيهم الذي كان يرفض إي مواجه مع الرئيس .

الأمل الوحيد الذي يمكن أن يعلق الرئيس آماله علية هو الشيخ صادق بن عبد الله شيخ مشائخ حاشد الحالي , حيث لوحظ اصطحاب الرئيس له في الفترة الماضية في أكثر من مناسبة كان أخرها في زيارته لوالدة في أحد مستشفيات بريطانيا .

وعلى كل لن يستطيع الرئيس أن يضحي بعلاقته مع أسرة بيت ألأحمر بل سيعمد جاهدا في بناء علاقات جديدة تمكنه من إحداث توازن في العلاقات المستقبلية وسيكون صادق الأحمر هو الجسر الوحيد الذي يمكن أن يمر علية الرئيس لإحداث فترة هدوء نسبي أو بناء علاقات مستقبلية حتى يتمكن من تأقلمه تدريجيا بعد رحيل رفيق الدرب واليد اليمني له طيلة ثلاثة عقود .