مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
لا أبالغ أن قلت أن أكثر الخاسرين والمفجوعين برحيل الشيخ عبد الله بن حسين ألأحمر هو الرئيس على عبد الله صالح , فثلاثة عقود مرت من حكم الرئيس كان الشيخ الأحمر حاضرا في كل مشاهدها بقوة , وفي معظم الأحيان كان الشيخ هو الحاسم الحقيقي والداعم الرئيسي في معظم المعضلات التي واجهت الرئيس علي عبد الله صالح طيلة العقود الماضية كان أخرها الموقف الذي أزعج الحزب الذي ينتمي إلية ويرأسه الأحمر وهو التجمع اليمني للإصلاح وذالك من موقفه من ألانتخابات الرئاسية التي خالف فيها إجماع الإصلاح ووقف في صف آخر إلى جوار حليفة التاريخي على عبد الله صالح .
الشيخ عبد الله الأحمر كان نعم الحليف والمستشار للرئيس ,ولقد مثلا معا وسويا ثنائي ناجح خلال العقدين الأولين من علاقتهما , لكن تلك العلاقة تذبذبت شيئا ما في العقد الأخير خاصة عقد التسعينات , لكن
كل طرف عمل جاهدا على الحفاظ على الآخر.
الرئيس لم ينس جميل الأحمر طيلة السنوات الماضية فوقف بجواره ومنح الرجل وبدعمه منصب رئاسة مجلس الشعب ثم رئاسة مجلس النواب الذي ظل حكرا علية حتى وفاته .
عبد الله ألأحمر ذلل للرئيس العديد من الصعوبات في تاريخ حكمة خاصة ما يخص القبيلة التي عمل الشيخ جاهدا على ترويضها مدنينا , واستطاع الرئيس وبمساعدة الشيخ الأحمر أن يحصل على ولاء القبائل وبالتحديد بعد إنشاء وتأسيس " شئون القبائل " التي اهتمت بوضع مخصصات مالية لكافة مشائخ اليمن , كانت كفيلا بتوجيه ولاء القبيلة تدريجيا نحو الرئيس علي عبد الله صالح .
العقد الأخير مثل بزوغا واضحا لأنجال الشيخ عبد الله الذين توزعوا في العديد من الأدوار السياسية والقبلية في اليمن .
لكن مهادنة الشيخ " الرحل " الذي عرف بها مع الرئيس , انعدمت في بعض أنجاله خاصة حميد الأحمر وأخيرا حسين الذين برزا كخصمين لدودين للرئيس في كثير من ساحات الصراع السياسي , لولا تدخلات الشيخ المرحوم في كثير من الأحيان وعمل على كبح تلك المصادمات التي ظهرت وبقوة في أكثر من موطن سياسي .
قادم ألأيام يوحي بصراع قوي بين أقوى أسرتين في اليمن وهما أسرة بيت ألأحمر التي تحضي بدعم قبلي وحزبي كبير وأسرة الرئيس شخصيا الذي لا يعتمد على نفوذ سوى على نفوذ الدولة ومؤسساتها.
تصريحات كل من حميد ألأحمر وحسين ألأحمر في الخمسة ألأشهر الأخيرة تكفي لمعرفة عمق ألاختلاف الفكري بين الطرفين في أدرة شئون الدولة , واستعداد أنجال بيت الأحمر إلى مواجهات صريحة مع الدولة أو مع الرئيس بالتحديد .
غياب الشيخ الأحمر يعتبر في نظر الكثير من المراقبين هو " أخر رجال اليمن الحكماء " وآخر رجال الرئيس الأقوياء وبرحيله فقد خسر الرئيس ساعدا وعونا لن تعوضه الأيام مهما كانت البدائل .
ولاء القبيلة وشرائها ومحاوله الرئيس طيلة الثلاثة العقود الماضية في السيطرة عليها , لن يجدي نفعا في ظل نشؤ متغيرات تم استحداثها ضد الرئيس شخصيا من قبل أطراف من بيت الأحمر , وتجربة مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه حسين ألأحمر نموذج يكشف كيف تصنع ولاءات القبلية في القرن الحادي والعشرين .
الرئيس صالح لدية الكثير من الخصوم " سياسيا وقبليا " ولا يستبعد أن تستغل هذه النقاط في محاصرة الرئيس , داخليا كما يحاصر حاليا عبر عدد من قضايا الوطن التي يثيرها المشترك أو المتقاعدون .
رحيل الشيخ عبد الله عن الحياة السياسية والقبلية يمثل إزاحة العائق الأوحد أمام أنجاله الذين لهم طريقتهم الخاصة في تعاملهم مع الرئيس والتي تعتمد على المواجه ونقل الصراعات علنا بخلاف أبيهم الذي كان يرفض إي مواجه مع الرئيس .
الأمل الوحيد الذي يمكن أن يعلق الرئيس آماله علية هو الشيخ صادق بن عبد الله شيخ مشائخ حاشد الحالي , حيث لوحظ اصطحاب الرئيس له في الفترة الماضية في أكثر من مناسبة كان أخرها في زيارته لوالدة في أحد مستشفيات بريطانيا .
وعلى كل لن يستطيع الرئيس أن يضحي بعلاقته مع أسرة بيت ألأحمر بل سيعمد جاهدا في بناء علاقات جديدة تمكنه من إحداث توازن في العلاقات المستقبلية وسيكون صادق الأحمر هو الجسر الوحيد الذي يمكن أن يمر علية الرئيس لإحداث فترة هدوء نسبي أو بناء علاقات مستقبلية حتى يتمكن من تأقلمه تدريجيا بعد رحيل رفيق الدرب واليد اليمني له طيلة ثلاثة عقود .