مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟ إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب
ميناء بميناء ومطار بمطار وبنك ببنك، تحذير حوثي للسعودية أم جملة للإستهلاك المحلي؟
الفرضيتان على قدر متساو من الإحتمالية ، فالحوثي يترنح بل هو في نزعه الأخير جراء الضربات المتتالية، التي توجهها الشرعية ضده في الشقين الإقتصادي المالي ، وتحصره في خيار مواجهة الإنتحار الإقتصادي بإنتحار عسكري في الجبهات الداخلية.
إشارة عبد الملك الحوثي للموانئ إستباق لخطوة ربما تتدارسها الحكومة الشرعية، بإعادة توجيه حركة السفن التجارية، من موانئ الحوثي إلى ميناء عدن ، وفي حال تحقق هذا القرار ،يخسر الحوثي ميزتين إبتزاز التجار بالجبايات المروعة، وفرصة تهريب السلاح والخبراء من إيران إلى الأراضي اليمنية.
وفي الشق الثاني -مخاطبة الداخل - يعتمد الحوثي عادة لتسويق الوهم بين صفوفه، بإدعاء القوة والأحلام الخرافية غير القابلة للتحقق، أي التمدد نحو المقدسات الإسلامية ، وبالتالي لإبقاء حالة الشحن المذهبي ستبقى السعودية العدو المفترض، على رغم التطبيع معها، والشعب من غير قاعدته المذهبية هو الطابور الخامس، القوة الناعمة ونصير العدوان مستحق القتل.
الحقيقة أن خطاب عبدالملك أمس الأحد ، يطلب من السعودية عمل المزيد لإخراجه من حالة العزلة، وإنهاء الإجراءات الأخيرة البنكية ووقف تجفيف مصادر المال المتعددة ، بوتيرة أسرع مما تقوم به السعودية الآن ، في حين تسوِّف الرياض بعض الشيء وتحاول إبقاء هذا الخنق أطول فترة ممكنة، للضغط على الحوثي والتعجيل بتوقيع خارطة الطريق ،مع أنها ترجِّح كفة المكاسب لصالحه دون الأطراف الأُخرى.
لا السعودية في وارد الدخول مجدداً بحرب مع الحوثي، والتراجع عن خيارها الإستراتيجي ،الإنسحاب من مستنقع حرب اليمن ،والإشتغال على مشاريعها الإقتصادية ، ولا الحوثي في وضع يمكنه من قصف مطارات الرياض وموانئ المملكة وبنوكها وإستعادة زخم سنة أولى حرب .
الدول لا تعلن مثل هكذا مواقف ومخططات عسكرية قادمة من على المنابر ، الكيانات مادون الدولة هي من تستخدم لغة منفلتة غير مسؤولة وغير منضبطة ، للإبتزاز وتحقيق مصالح الجماعة لا مصالح الدولة، وهو مايفعله الحوثي ، بصناعة فقاعة كلام ينثر من خلالها رذاذ ثوريته الزائفة لأنصاره، في ما هو يفاوض بصوت خافت مستجدٍ في الغرف المغلقة والسراديب السرية.
مجدداً لا مطار سيُقصف ولا ميناء سيُدمر ولا بنك سيشهر إفلاسه ، خاصة وإن العلاقات مع الرياض دافئة والتفاهمات في ذروتها ،وإن خارطة الطريق لم تؤبن ولم يعلن وفاتها ولم تصل بعد إلى حائط مسدود ،وإن كل بنودها تمنح الحوثي برغبة سعودية، ما عجز عن إنتزاعه في ميادين الحرب ، سيادة على كل اليمن مقابل ترتيبات أمنية ،ومناطق حدودية منزوعة أو محددة السلاح ، وربما ضوء أخضر للحوثي للزحف جنوباً لإستعادة المناطق المحررة، والخلاص من صداع القضية الجنوبية، وتبقى المكونات الأُخرى بلا مشاريع معطِلة للتوجهات السعودية ومجرد تفاصيل .