في مسجدي تنصير!
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الأحد 19 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:39 م

يعتقد بعض المهتمين أن النشاط التنصيري في اليمن حقق عدة قفزات بعد عام 1990 والسبب يعود إلى ما يلي:

الاستفادة من الأجواء التي وجدت بعد الوحدة بالسماح بوجود وعمل المنظمات الأهلية والطوعية بصورة أكبر، مع وجود رقابة قليلة على أعمالها وحركتها.

وكذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن ونزوح مئات الآلاف من الصوماليين عن بلادهم، وثمة أسباب أخرى مثل: ضعف مستويات الرعاية الصحية، وكثرة الأمراض والأوبئة وتدني مستويات التعليم لاسيما في أوساط المرأة، وضعف التعليم الشرعي في أوساط المجتمع، ويتحرك التنصير في اليمن على محورين:

الأول: القيام بالتنصير وحمل بعض اليمنيين ضمنا على ترك الإسلام، وتقديم النصرانية على أنها (المخلص) لأحوال البشرية ولاثبات صدق من تنصروا عليهم أن يمزقوا القران أو ينجسوه بالقذارة كما حدث قبل رمضان في جامع حجر في مديرية الوحدة عندما وجد المواطنون مصاحف ممزقة ومبعثرة بالمراحيض وهذا ما كان يحدث قبل سنوات في مدينة جبلة محافظة إب.

والآخر: محاولة إفساد الشباب وزعزعة ثقتهم بعقيدتهم من خلال إغراءات مختلفة منها الرحلات والحفلات وعرض الأفلام وبعثات تعلم الانجليزية في الخارج.

وقد اتصل بي أحد طلاب المعهد الكندي بصنعاء قبل أشهر يشكو أنه قد تم تنصير اثنين من أصحابه، والمعهد الكندي بصنعاء يتخذ من تعليم الانجليزي غطاء لأنشطته، وتتميز دوراته بقلة التكلفة مقارنة بتكلفة دورات المعاهد الأجنبية الأخرى، ويعتمد على الرحلات والحفلات المختلطة نهاية الدراسة، ويستمر التواصل بين المدرسين الكنديين مدة إعارة كل منهم سنة واحدة وطلابهم حتى بعد عودة المدرسين لبلادهم وكثيرا ما يثير هؤلاء مع طلابهم نقاشات تتضمن إثارة الشبهات حول الإسلام، مثله مثل منظمة أطباء بلا حدود والتي تسير على نفس المنهج.

أما من نحن بصدد قصتها فهي طالبة من أنشط الطالبات في مدرسة التحفيظ في المسجد الذي أشرف عليه عمرها تقريبا سبعة عشر عاما مثلها مثل غيرها سمعت أن منصرة أمريكية تقطن حارتنا.. من باب الفضول وحب الاستطلاع تعرفت على هذه المنصرة فاستغلت المنصرة –حنا- فقر هذه الطالبة وجهلها بدينها فأغدقت عليها الهدايا وأكثرت لها من الزيارات، وبعد فترة شاع الخبر في أوساط معلمات القرآن أن الطالبة..... تنصرت! زارتها بعض المعلمات وجدن أن الأمر فعلا كما يشاع.. وصل الأمر إلى مسامعي كالصاعقة.. أيصل التنصير إلى مسجدي؟ قامت بعض المدرسات بمحاولة لنصحها دون فائدة، وضحت أنا خطورة هذا الأمر للناس عن طريق خطبة الجمعة والمواعظ والخواطر المسجدية.. طالبت الدولة أن تعمل على حماية عقيدة الأمة لأنه من أوجب الواجبات على ولي الأمر أن يحفظ للأمة دينها ولكن لم يكن للنداء هذا أي أثر، فالمنصرة المحصنة بجنسيتها الأمريكية تصول وتجول من بيت إلى آخر كغيرها من المنصرين والمنصرات في اليمن والذين يستغلون ظروف الناس الاقتصادية وجهلهم بدينهم، وفي يوم من أيام رمضان وصلت بعض الأخوات الغيورات بالطالبة إلى بيتي بهدف نصحها وجلسنا معها فوجدت أنها وقعت فريسة بسبب جهلها بدينها، فهي لا تستطيع أن تفند الشبهات التي يثيرها المنصرون، وفريسة لحاجتها وفقرها فهي من أسرة فقيرة، سألتها ما الذي أثر عليك حتى تعجبي بهذه المنصرة فقالت: أخلاقها الطيبة، فقلت لها قابلي أخلاقها الطيبة بأخلاق طيبة والهدايا بالهدايا والكرم بالكرم، لا أن تقابلي الأخلاق الطيبة أو الهدايا بالتنازل عن دينك بسهولة، فالأخلاق يا بنية ليست معياراً على صحة النوايا، فالنصاب الذي يريد أن ينصب على الناس يستخدم أخلاقا عالية، ولو نظرنا إلى النصارى في أخلاقهم فهم مثلهم مثل بقية الناس فيهم المخلق وفيهم الشرير، ثم سألتها عن الذي أعجبها في الدين النصراني فقالت أن المسيح قد صلب من أجل الناس وقدم نفسه فداء للجميع فمهما أذنبوا وهم مؤمنون بالمسيح فلا عذاب عليهم بل لا يوجد يوم القيامة نار ولا يوجد إلا جنة فقط، فقلت لها حاش الله أن يساوي بين الشرير والخير وبين القاتل والمقتول وبين المؤمن والكافر لأن هذا هو الظلم بذاته، ومن هنا أدركت لماذا النصارى هم أكثر من ارتكب مجازر وفضائع عبر التاريخ من الحروب الصليبية إلى الحروب العالمية إلى استخدام القنابل الذرية إلى تدمير العراق وأفغانستان إلى ما حدث في سجن أبو غريب والسجون السرية إلا لأنهم يؤمنون أنه مغفور لهم ما يفعلون فالمسيح قد فداهم بصلبه وبهذا منحهم صك الغفران وتصريحا للظلم والعصيان "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" وبعد حوار استمر ساعة وبعد أن بينت لها هذه الخزعبلات التي تنافي العقل السليم والعدل القويم مقابل هذا الدين العظيم تراجعت عن أفكارها وأعلنت أنها تعتز بالإسلام والحمد لله عادت وصلح أمرها، ومن هنا يتضح كم على العلماء من واجب عظيم بتعليم المسلمين أمر دينهم وهذا هو ما يجب أن يكون عبر المسجد والإعلام ويجب على الدولة أن تسخر ذلك وتعمل على منع الجمعيات التنصيرية من العبث بدين الأمة فاليمن لا مكان فيه إلا للدين الحق فهو في جزيرة العرب الذي قال صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب"، وكما يفعل النصارى في دولة الفاتيكان فهم لا يسمحون للدعوة فيها لأي دين آخر، أو بناء مساجد أو معابد غير النصرانية.