السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين نتنياهو يراوغ بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة ويكذب على حماس.. ماذا قال؟ المبعوث الأممي يبيع الوهم ويتحدث حول إمكانية توحيد البنك المركزي في اليمن وصرف الرواتب واستئناف تصدير النفط اعتراف اسرائيلي بالهزيمة.. نتنياهو فشل عسكريًا وسياسيًا ترحيب عربي ودولي واسع بإعلان اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة علاج مذهل ..للقلق وأهم طرق في الوقاية منه هل يتكرر أحداث 11 سبتمبر… طائرة تتجه نحو برج إيفل و إعلان شركة طيران يثير عاصفة باكستان تفاصيل مذهلة وغريبة.. اكتشاف قنبلة موقوتة تهدد العالم والكوكب بأكمله أكثر من 40 شهيدا وعشرات المصابين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار تفاصيل المرحلة الأولى وآليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مأرب برس - خاص
في مشهد حزين يثير العواطف ويهز المشاعر التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وقد حالت الجبال دون رؤيتها فقال و الدموع تتساقط على وجنتيه الشريفتين : ( والله إنك لمن أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) قالها صلى الله عليه وسلم ليبين في درس بليغ للأمة أهمية حب الوطن في هذا الدين الخالد ، وحب الوطن قبل ذلك هو فطرة إلهية غرسها الله في قلوب المخلوقات جميعا ، وقد تبارى الشعراء قديما وحديثا في التعبير عن حب الوطن ومكانته من الإنسان حتى وصلوا بهذا الحب إلى المبالغة التي لا يقرها الشرع كقول أمير الشعراء ( شوقي ) :
وطني لو شغـلت بالخلد عنه *** لنازعتني إليه في الخلد نفسي والنتيجة الحتمية إذن لهذا الحب أن الإنسان لا يتمنى الخروج من موطنه بل لا تحلوا له الأيام والساعات إلا في ربوع بلاده .
لكنّ المشاهد الملموس المحسوس أن المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة ولكن في غير بلاده ويتمنى أن يسافر إلى كل بلدٍ يؤمن له لقمة عيشه ، ليس كرها لوطنه وبلاده بل سعيا في الحفاظ على النسل اليمني من الانقراض ، مذهبه في ذلك مذهب الأديب البغدادي الذي كاد أن يهلك جوعا في بلده فأزمع السفر إلى بلاد الشام وخرج حاملا أمتعته في موكب من محبيه يريدون وداعه حتى جاوز المدينة فالتفت لمودعيه وقال : ( والله يا بغداد لو جدت فيك كسرة الخبز لما رحلت عنك ) ثم أنشد :
بغداد دار لأهل المال طيبة *** وللمفاليس دار الضنك والضيق ظللت حيران أمشي في أزقتها *** كأنني مصحف في بيت زنديق هذه الرغبة العارمة لدي اليمني في السفر والاغتراب جسدها الفنان الشهير محمد الأضرعي في شريط ( مقابلة مع فنان ) حينما جاءه اتصال من خليجي فبادره قائلا ( لي منعك أشتي إقامة أنا واخي ) قد يكون المشهد فيه شيء من المبالغة لكنه في النهاية يصور واقعا لا يماري فيه إلا معاند .
المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة في دول الخليج وبالأخص في المملكة العربية السعودية فالحدود تشهد يوميا من يجتازها بالمئات من اليمنيين الذين يحلمون بالعمل ناهيك عن الأطفال وكبار السن الذين يمارسون ( الشحاتة ) والعمرة إلى البيت الحرام أصبحت منفذا أكثر أمانا للوصول لتحقيق الأحلام .
هذه الظواهر السابقة أصبحت عادة منتشرة يعرفها كل اليمنيون من صعدة إلى حضرموت .
الظاهرة الجديدة التي قد تثير الاستغراب نوعا ما.
هو أن الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في جامعات المملكة أصبحوا أيضا يحلمون بالإقامة في وطن يؤمن لهم لقمة العيش ، ففي المملكة ما يزيد على خمسمائة طالب يمني أغلبهم في كليات المعلمين وقد تخرج منهم عدد لا بأس به لم يرجع منهم اليمن إلا القليل النادر والشاذ لا حكم له .
المقيم اليمني أصبح متلهف للأخبار عن اليمن والجديد عن بلاده ، تلك الأخبار التي لا تنقلها شاشات التلفزة فكلما جاءنا قادم من اليمن فإن أخبار الحرب في صعده والغلاء الفاحش في جميع المحافظات هي العناوين الرئيسية لما لديه من أخبار ، ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الغذائية تؤرق العامل الذي تنتظره الأنفس الجائعة ، وارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء قاصمة الظهر لمن يفكر في بناء بيت يحلم فيه بالزواج والعفاف .
المآسي أيها القراء كثيرة جدا فليس المقيم هنا على ما يتحمله من تعب وإهانة بأفضل حالاً ممن في اليمن ، الجديد في المسألة أن من بقي في اليمن لازال يحلم بالإقامة ليس في بلده أنتم تعرفون أين ؟ أهل اليمن منذ القدم عرف عنهم السفر والاغتراب والسياحة في البلاد منذ أن انهار سد مأرب مرورا بحامل لواء الشعر امرئ القيس القائل
دمون إنا معشر يمانيون *** وإنا لأهلنا مـــحبـــون
مرورا كذلك بالفاتحين من أهل اليمن الذين توزعوا في الأمصار العربية والإسلامية واستقروا فيها ، إلى التجار من حضرموت الذين حملوا معهم رسالة الإسلام لدول شرق آسيا اليوم .
الجديد في سفر أهل اليمن واغترابهم الآن انه اغتراب أجبرتهم عليه قسوة الأوضاع وشظف المعيشة ، الجديد هو اختلاف السبب بين الاغتراب في الماضي والاغتراب اليوم .
وقبل أن أضع قلمي وآوي إلى فراشي بقي لدي عدة تساؤلات .
يا ترى هل يدور في أذهان المسئولين في اليمن أنه إلى هنا وكفى فقد بلغ السيل الزبى ؟!
هل دار في خلد الرئيس والوزراء أنه لا بد أن يقضوا على الفساد بعزيمة وصدق ؟!
هل سيأتي يوم تزدحم فيه المنافذ والمطارات بالمغتربين العائدين إلى بلادهم ؟!
هل سيأتي يوم أكتب فيه مقال لموقع ( مأرب برس ) عن (حلم العودة ) أقصد العودة إلى الوطن ؟!
لست أدري وأنتم كذلك أيها القراء لا تدرون !!!!