خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين نتنياهو يراوغ بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة ويكذب على حماس.. ماذا قال؟
لأننا في زمن تبدلت في المعايير وتغيرت فيه الموازين فقد كتب أحدهم منشورا في الفيسبوك وبخطأ إملائي فاحش فأرسلت له على الخاص ليصحح الخطأ فقال:
- أنت مريض نفسي.!
وزاد على ذلك بأن أرسل لي بأن هناك دراسة حديثة تؤكد بأن من يصححون الأخطاء الإملائية للآخرين هم من المرضى النفسيين.!
الآن قررت أن أطنش على أي خطأ أجده حتى أظل بكامل صحتي النفسية.!
وبدلا من أن يشكرني لأني وضحت له الخطأ اتهمني بالمرض النفسي، وما عاد كان ناقص الا يجي إلى بيتي يعتدي علي حتى أرقد بالمستشفى 6 أشهر أتعالج من أثار عدوانه الغاشم.!
حينها قلت لنفسي:
- الآن ما دخلنا أنا وهذا الخطأ ؟
ــ هل أنا النائب العام عن اللغة العربية؟!
كنت أتركه بأخطائه وبغبائه وسلطاته وبابا غنوجه وأريح نفسي من هذا التدخل الذي جر علي سخط هذا الشخص.!
المهم عدت لمراسلته وقلت له:
- اهدا واذكر الله ، ووسع صدرك ، وحقك علي أنا غلطان ، وهي غلطة لن تتكرر بإذن الله.
وكنت اتخيله وقد أحمر وجهه وانتفخت عروقه، وأرغى وأزبد وصار جمرة من الغضب، كل هذا لأن العبد لله صحح له الخطأ ووضح له الغلط، بينما هو يرى نفسه فوق الخطأ، وفوق قوانين اللغات كلها.!
تخيل لو أن هذا الشخص قد عاد به الزمن وكان من طلاب سيبويه أو الكسائي، وبدلا من أن يكتب: إن شاء الله هكذا كتبها: "إنشاء الله" فكيف سيتصرف معه سيبويه أو الكسائي؟!
لأن هذا خطأ فاحش بالإجماع، لأن إنشاء هنا تعني بناء وتأسيس، تعالى الله عما يكتب هؤلاء علوا كبيرا.!
أحدهم من هذا الصنف الذي تكاثر كتب: " لم يبقى " ، فأرسلت له:
ــ تقصد لم يبق.
قال:
- كيف لم يبق ؟ أين الألف التي في نهاية الكلمة؟!
قلت له:
- دخلت عليها أداة الجزم فجزمتها.
- إيش من جزم ؟ هل نحن في معرض أحذية؟!
- أداة الجزم التي تجزم حروف العلة.
- إيش من علة؟ هل نحن في مستشفى لعلاج العلل والأمراض؟!
طيب أمثال هؤلاء كيف نتصرف معهم؟!
والمشكلة أن الناس يحسبونهم من النخبة ووو، وهم في الحقيقة بعض مظاهر النكبة التي نعيشها ليس إلا.!
أحيانا أتخيل الكسائي وسيبويه وقد بعثهم الله في هذا الزمن الأغبر، وعاشوا لأيام في أوساطنا ورأوا كل هذه الأخطاء والبلاوي الزرقاء واللت والعجن التي تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام؟!
فكيف سيكون موقفهم؟!
لاشك أنهم سيموتون قهرا وكمدا على حال لغة القرآن بين أهلها.!
هذا الحال الذي يصعب على الكافر كما يقال .!
مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي أنها طوفان جرف معه الكثير من الأوقات، وجعلنا نتقبل التفاهات، ونتعايش مع الأخطاء الإملائية واللغوية، وهذه إشكالية كبرى تجعل مستقبل هذه اللغة في خطر ما لم نتدارك الأمر.
اللغة العربية لغة الجمال والشاعرية، لغة حساسة، النقطة فيها أو الحرف يغير معناها تماما فيتحول التغيير إلى التغبير، والكلية إلى الكلبة، والعقيد إلى الفقيد.!
وهلم جرا.
ومشكلتي أنني من محبي اللغة العربية، وأتألم عندما أجد خطأ إملائي، وما أقدر أصبر، يقرح عرق اللغة عندي، واتخيل نفسي سيبويه بشحمه ولحمه، وما اهدا الا بعدما أصحح له الخطأ.
وقد فوجئت بغضب هذا الشخص، وهو من وجهة نظري غضب عجيب وموقفه غريب، رغم أن الخطأ وارد، حتى مني ومن أي كاتب، ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا.!
لكن يبدو أن الوضع الذي نعيشه جعل أغلبنا يعيش على أعصابه، ومش طايق نفسه، وكاره العيشة واللي عايشنها، وبمجرد أن تتواصل معه حتى يفجر فيك غضبه، و" يفش غله " عليك حتى لو كنت على صواب وهو على خطأ.!