أول رد من حركة حماس حول إعلان إسرائيل خبر استشهاد محمد الضيف رويترز: طهران عقب اغتيال هنية تستدعي حلفائها من اليمن والعراق ولبنان سلطان البركاني يعلق على اسقاط العقوبات عن أحمد علي ووالده ويلمح لمرحلة جديدة صنعاء.. تأجيل اعلان نتائج الثانوية العامة الى هذا الموعد شاهد اللحظات الأخيرة لقاتل الطفلة حنين في ساحة سجن المنصورة بعدن قبل العفو عنه أمريكا تكشف عن صفقة مع خالد شيخ محمد ومتهمين بتفجيرات 11 سبتمبر تعرف على أبرز وأهم الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بإيران أحدها أطلق رصاصه قمر صناعي خوفاً مـِْن استخدامها عسكرياً ..الصين تحظر تصديرها بفارق ملايين الأصوات.. مادورو خسر الانتخابات الرئاسية في فنزويلا الكشف متى تكون آلام الظهر علامة على الإصابة بالسرطان ؟
من وقتٍ مبكر عملت اليمنُ على مقاومةِ المشروع السُّلالي ولا تزال تصارع هذه الفكرة إلى اليوم.
لم تكن خطة يحيى حسين الرسي حين جاء إلى اليمنِ سنة 284هـ لحكم اليمن فحسب؛ بل لتجييش اليمنيين والعودة لحكم الجزيرة العربية والعراق والشام، وذلك لمعرفته بشراسةِ اليمنيين وبأسهم في الحروب والفتوحات، وذلك لتلتحم جيوشُه هذه التي يحلم بتكوينها بجيش ابن عمه "الناصر الأطروش" الذي كان يتسول الحكم في بلاد الجيل والديلم في نفس هذه السنة، وأيضًا مع ابن عمه محمد بن يوسف، المعروف بالأخيضر النجدي الذي أسسه دويلته "الزيدية" في قلب نجد، قبل ذلك، في قرية كبيرة كانت تسمى "الخضرمة"، أسفل وادي "الخرج" بعد أن جَمَعَ ما استطاع جمعه من قُطاع الطرق والعصابات، من الأعراب، وجعلهم من خاصته، فنفرَ منه الناسُ وكرهوه، نتيجة تصرفاته، فأذاقهم الويلات، قتلا وهدمًا وتشريدًا.
كان هدفُ أبناء العم الإطباق على الحجاز أولا، بما تمثله الحجاز من رمزية دينية، ومن ثم التوجه نحو العراق، للقضاءِ على الخلافة الإسلاميّة، ومن ثم السيطرة على بقيّة البلدان؛ لاسيما وقد توطد لهم بعضُ الحضور في المغرب العربي، فيما عُرف بحكمِ الأدارسة هناك منذ العام 172هـ، وكان كيانهم هناك أول دويلة ذات طابع سلالي عرقي تنشق عن مركز الخلافة الأموية عقب فرار إمامها إدريس بن عبدالله الهاشمي بعد هزيمته في موقعة فخ، سنة 169هـ. وقد كان يحيى حسين الرسي يقولُ عن بني عمومته خلفاء بني العباس: لو استطعتُ أن أستعينَ عليهم بالذئاب لفعلت.
صدّ اليمنيون هذا المشروع من أول يوم، وقاوموا الفكرة التي لم تستقر في اليمن، ناهيك عن أن تعود إلى بقية البلدان؛ لهذا تشكل كل ذلك الحقد الدفين في نفوسِ كبار كرادلة هذه السُّلالة الذين ظلوا ينظرون لليمنيين باعتبارهم حائطَ صدٍّ كبير أعاقَ مشروعهم السُّلالي الكبير.
ومع فشل هذا المشروع من أول يوم إلا أنّ فكرته ظلت باقية في استراتيجيّةِ كل إمامٍ من أئمتهم. ظلت بغداد عاصمة الإمبراطوريّة العربية الإسلاميّة هدفا للسلاليين أينما كانوا، ففي مصر تمرد الفاطميون عن الخلافة إبان حكمهم، كما فعل أجدادُهم سابقا في المغرب، وحين قضى عليهم صلاح الدين الأيوبي أعاد الارتباط ببغداد، معترفا بمركزية الخلافة الإسلاميّة هناك. وخلال هذه الفترة كان السّفاح عبدالله بن حمزة يعلن استراتيجيته السياسية الكبرى:
لا تحسبوا أنّ صنعاء جُلَّ مأربتي
ولا ذمار إذن أشمتُّ كلَّ حسادي
واذكر إذا شئتَ تشجيني وتطربني
كَرَّ الجيادِ على أبوابِ بغداد
لم يكن يحلم بصنعاء، ولا بذمار كما يقول؛ بل ببغداد، وظل هذا الحلم كذلك قائمًا عند أحفاده حتى عهد المتوكل إسماعيل الذي غزا أطراف الحجاز، وألزم الناس بالخطبة له هناك على كراهيتهم له.
واليوم.. لا تزالُ نفس الاستراتيجيّة قائمة، كما يفصحُ عنها كتاب "عصر الظهور" للعاملي الكوراني، الكتاب الأهم في مناهجهم التنظيميّة.
وما لم يتم قطع رأس الأفعى ومشروعها التربصي الخطير فإنّ الخطر محدق، خاصّة مع المؤامرات الخارجية الأخرى.
والآن هل عرفتم كيف قاوم اليمنيون هذا المشروع الخبيث من وقت مبكر، ولا يزالون؟!