آخر الاخبار

وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها جدول مباريات دور الـ16 في يورو 2024

إسرائيليات هاربات
بقلم/ وكالات
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 28 سبتمبر-أيلول 2007 09:46 م

كثيرون يعتبرونها خائنة وجبانة وعالة على المجتمع، ولكن سار فاردي، 17 عاما، «المتهربة من التجنيد» تقول ان السلام سيعم الشرق الأوسط بصورة أكبر اذا ما اتفق كثيرون معها في أسلوب التفكير.

وفاردي واحدة ضمن مجموعة متزايدة من الشبان الاسرائيليين الذين يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية الاجبارية، وغالبا ما يكون ذلك احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية او بسبب حرب لبنان العام الماضي التي لم تحظ بشعبية في اسرائيل.

وتفيد احصاءات الجيش الاسرائيلي ان عدد الشبان الذين لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية ارتفع في السنوات الاخيرة الى اكثر من واحد من كل اربعة عام 2007 أي 25 في المائة، واكثر من 43 في المائة من النساء.

وقالت فاردي، وهي طالبة لرويترز، «يعتبرني الناس خائنة، وان بلادي أعطتني الكثير ولا اريد ان اقدم لها اي شيء في المقابل، أي عالة على المجتمع. لكني اعلم ما اؤمن به.. اذا حقا كان للجميع نفس نظرتي فلن نحتاج لجيش».

وينبغي على معظم الرجال في اسرائيل الخدمة في الجيش لمدة ثلاث سنوات، وبعضهم يقيدون بعد ذلك في الاحتياط ما لم يثبتوا انهم غير لائقين صحيا او نفسيا للقتال او انهم جاءوا من خلفية دينية متشددة. وتخدم النساء لمدة 21 شهرا.

وحتى وقت قريب كان خيار عدم الالتحاق بالجيش من المحظورات في دولة ولدت في خضم الحرب وتخوض صراعا دائما مع جيرانها العرب. ورؤية مجموعات من الجنود الشبان يمسكون ببنادقهم من المشاهد المعتادة في شوارع اسرائيل ويرى كثيرون ان الخدمة بالجيش جوهر الهوية الوطنية.

واثار الاتجاه للتهرب من التجنيد الذي انضم اليه بعض الفنانين جدلا اعلاميا واسعا وتعهدت الحكومة بالتحرك.

ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قوله في يوليو (تموز) الماضي «حين يذهب جندي شاب الى الحرب يجب ألا يشعر ان جزءا من المجتمع يعتبره أحمق. ينبغي العودة الى الايام حين كانت الخدمة في الجيش شرفا وعملا صائبا والتهرب منها بمثابة خطيئة».

ويُعفى اليهود المتشددون من الخدمة في الجيش منذ سنوات وأعدادهم في تزايد. ولكن الاسرائيليين العلمانيين يجدون أيضا طرقا للتهرب احيانا بدعوى معارضة الحرب بوازع من الضمير الحي او لعدم اللياقة. ويقول البعض انه يكره القتال في صفوف قوة احتلال وانه مستعد لدخول السجن من اجل معتقداته.

والبعض الآخر يقول انه لا يأتمن حكومة ايهود اولمرت على حياته بعدما ذكر تقرير ان رئيس الوزراء اندفع في اتخاذ قرار حرب لبنان العام الماضي. وهناك بعض الشبان الاسرائيليين الذين يفضلون ببساطة التركيز على التعليم او مستقبلهم العملي لا الدفاع عن الوطن. ويقول هاجاي ماتار الذي أمضى عامين في السجن لرفضه الخدمة العسكرية «الحروب مستمرة والاحتلال مستمر. بدأ الناس يشعرون انهم غير مضطرين لذلك».

وتعهد العديد من رؤساء البلديات بمنع الفنانين الذين لم يلتحقوا بالجيش من المشاركة في الاحتفال بالذكرى الستين لقيام اسرائيل التي تحل العام المقبل واقترح احدهم حرمانهم من وظائفهم في الحكومة المحلية.

وهاجم بعض المعلقين من يتهربون من الخدمة العسكرية وذكروهم بانهم معرضون للسجن. وقال ايتان هابر، الكاتب في صحيفة «يديعوت احرونوت» الاكثر شعبية في اسرائيل «التهرب من التجنيد سرطان يلتهم أسس اسرائيل كمجتمع. لا يريدون اداء الخدمة العسكرية.. سيرتدون زي السجن».

ووجد من يرفضون الخدمة العسكرية مساندة. فقد تساءل الكاتب يوناتان جيفين في صحيفة معاريف» عما يجعل الشبان الاسرائيليين يريدون القتال في جيش «لا يعلم سببا للتضحية بحياته».

وقال معلق آخر ان على اسرائيل ان تختار جيشاً اقل عددا واكثر حرفية بدلا من التجنيد، وان تركز على التكنولوجيا والمخابرات بدلا من العدد، خاصة ان القوة العسكرية لم تساعدها على التخلص من المقاتلين في لبنان.

وكتب جابي نتسام في «يديعوت احرونوت» الشهر الماضي «لا يعتمد النصر في الحروب الحديثة على اعداد غفيرة من الجنود المشاة».

وتحاول اسرائيل جذب الشبان للالتحاق بالجيش بالسماح للرياضيين والموسيقيين الواعدين وحتى عارضات الازياء باداء الخدمة العسكرية بعيدا عن الجبهة كي يتسن لهم متابعة مستقبلهم المهني. كما تعد الحكومة برنامجا للخدمة المدنية يتيح لمعارضي الحرب وغير اللائقين بدنيا واليهود المتشددين وعرب اسرائيل وجميعهم معفون من التجنيد واداء الخدمة بطرق اخرى.

ويقول روفين جال الذي قاد فريقا أعد توصيات للحكومة بشأن البرنامج الجديد انه يجب ان يكون أمام الاسرائيليين خيار تفادي الخدمة العسكرية طالما لا يتنصلون من اداء خدمة الوطن كلياً.

ونقل عن جال قوله «نريد ان نستحدث وسيلة يؤدي بها من لا يلتحق بالجيش خدمة مدنية. لا يجب ان نعمم ونقول ان من يتهرب من التجنيد يجب ان يقيد بالحبال في ميدان عام».

يذكر أن القوات الاسرائيلية شنت مطلع الحالي هجمة شرسة ضد الشبان العرب الدروز داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 لإجبارهم على التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي، إلا ان نسبة التحدي ورفض الخدمة في تزايد مستمر في وقت تستمر فيه العديد من الأوساط والفعاليات الفلسطينية في الداخل حملاتها لحث الشبان الفلسطينيين، وخاصة الدروز على رفض الخدمة رغم قيام قوات الاحتلال بملاحقة الرافضين واعتقالهم ومحاكمتهم وزجهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

ويشكل الفنان وسيم نايف خير، 28 عاما، من قرية البقيعة نموذجاً لهذه الشريحة التي قررت التمرد على قرار الاحتلال وتحمل عذابات السجن، فقد صدرت بحقه كما يقول عدة أحكام تعسفية ولكنه اختار السجن الإسرائيلي على ان يكون جندياً يقتل أبناء شعبه ويشارك في المجازر الدموية التي يمارسها الاحتلال في الأراضي المحتلة. وقالت مصادر في داخل اسرائيل إن عدد رافضي الخدمة الإجبارية من الشباب العرب الدروز يزداد سنة بعد أخرى رغم ما تمارسه قوات الاحتلال من إجراءات عقابية بحق رافضي الخدمة حيث يقبع العشرات منهم في السجون.