في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
لقاء: علي الضبيبي
يحظى الشيخ مفرح بحيبح بقبول واسع وشعبية كبيرة في أوساط قبائل مأرب وشبوة والجوف. وإلى كونه أحد شيوخ «المراغات» في قبيلة مراد القوية، هو أيضاً رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي.
وفي هذا الحوار يتحدث الشيخ مفرح عن دور المنظمة في التخفيف من آثار النزاعات والثارات على التعليم في الثلاث المحافظات.
> شيخ مفرح بصفتك رئيساً للمنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي في مأرب وشبوة والجوف، وقد تفرعت هذه المنظمة إلى ثلاث جمعيات مؤخراً. ماهي عوامل ودواعي إنشائها؟
- في البدء أشكرك أخي علي وأشكر كثيراً صحيفة «النداء» ورئيس تحريرها.الواقع أنه وبعد زيارة رئيس الجمهورية إلى محافظة مأرب ودعا إلى صلح عام بين القبائل على أمل أن يبدأوا في حل قضايا الثأر. وقد تجاوب المواطنون مع هذه الدعوة رغبة منهم في الخروج من نفق الثأر وقضاياه ومشاكله ومسبباته. ولهذا السبب تجمعنا نحن من أبناء محافظة مأرب ومجموعة من أبناء الجوف ومجموعة من أبناء شبوة وأنشأنا المنظمة اليمنية التنمية والسلم الاجتماعي وهي لا تزال موجودة. وفي الحقيقة كان ذلك وتم بالتنسيق مع رئيس المعهد الديمقراطي (السابق) السيدة روبن مدريد. ونحن في المنظمة نقدر ونثمن عالياً وقوفها الإنساني إلى جانبنا. وقد التقينا معها لأكثر من مرة وكانت مخلصة لهذة القضية الإنسانية الهامة تجرأت للتعامل مع القبائل الذين رسمت عنهم صورة نمطية سيئة ليست صحيحة إطلاقاً. للأسف الشديد يعتقد بعض الناس وبعضهم يمنيين أن القبيلة شيء والمجتمع المدني اليمني شيء آخر. لكن روبن مدرير دخلت القبيلة ووجدت الأمر والصورة مختلف عن كل ما هو مرسوم.
لقد وجدت أن القبيلة في الأساس مجتمع مدني، فيه الضمان الاجتماعي والتكامل الاجتماعي، الضمان القيمي، وأيضاً فيها الشورى وأشياء كثيرة.
في كل الأحوال نحن تداعينا إلى تأسيس هذه المنطقة وهدفنا الأساس أن نضع قضية الثأر أمام المنظمات الدولية، أمام المعهد الديمقراطي، أمام الإعلام بكل صوره، أمام الدولة نفسها، أمام الكثير من الجهات المعنية حتى نضع الجميع في الصورة أمام واقع الحال لدى هذه المحافظات الثلاث، أملاً منا أن نقف كجانب مساعد ومساند لدعوة الرئيس ولدفع الناس نحو ترجمة الدعوة. على أن يسمع لهم الآخرون ويدعموهم في حل قضايا النزاع والثأر، وكنا نأمل أنهم يخطوا خطوات ولكن للأسف الشديد أن الجانب الرسمي لم يخطوا الخطوات التي كنا نأملها منه.
نحن «استمرينا» في عمل المنظمة رغم أنه كان يقال عن مأرب وشبوة والجوف أنها محور الشر والحقيقة أنها محور خير.
وأريد أن أقول إنه فيما يتعلق بقضايا الإرهاب ومشاكل الإرهاب أصبحت القضية وسيلة من أراد أن يتخذ ضده موقف وصموه بالإرهاب وضربوه وشلوه ثمنه.
نحن سرنا في اتجاهين: الأول يتعلق بقضايا النزاع والثأر وكيف نوصل الناس إلى حل لهذه المشكلة، والثاني: تحسين صورة القبيلة وأن هذه المحافظات ليست مأوى للإرهاب وليست مصدر مقلق للأمن والاستقرار وليسوا قاطعين طريق كما يقال، ولا محور شر(يضحك).
وقد كثفنا لقاءنا بكل المعنيين، والتقينا بالرئيس مرتين أو ثلاث. وكان من ضمن ما طرحه علينا: ما الذي نريده من العمل هذا؟ قلنا له:نحن نريد أن ندعم مبادرتك ونوضح قضية الثأر للجميع ومخاطرها وأضرارها ومسبباتها. والحقيقة أننا لم نجد لديه أي اعتراض. وقال إنه ليس لديه مانع، ونحن وضعنا له أن اليمن للجميع ونحن معنين بالحفاظ على اليمن وثوابته. نحن نعمل تحت الشمس البيضاء مع المعهد ولا نعمل في الظلام. بعدها كانت لدى أصحاب المعهد رؤية: أنه بدلاً من أن تكون منظمة واحدة فإن من الأنسب أن تنشأ لكل محافظة جمعية مستقلة عن المحافظة الأخرى.
> هل نفهم من كلامك أن هناك من لا يرغب أن ينشأ كيان مدني بهذا الشكل يضم المحافظات الثلاث في إطاره؟
- ستجد هناك من لايروق لهم ذلك. في كل الأحوال نحن عزمنا على إنشاء المنظمة سواء وقف معنا أحد أو عارضنا أحد. نحن سنظل مستمرين سواء كان ذلك مع الجانب الرسمي أو كان مع المنظمات الدولية، أو مع قطاع المثقفين والاعلاميين. ونحن حتى الآن لا نزال نمد أيدينا لكل متعاون معنا. طبعاً نحن لا نطلب من الآخرين إلا الممكن وغير الممكن نحن لا نطلبه.
وقد نشأت الجمعيات الثلاث وهي الآن تسير نحو هدف واحد وفي اتجاه واحد: قضية الثأر.
> الملاحظ أن الجمعيات الثلاث تتبنى مبادرة تهجير الجامعة والمدارس، على أي أساس أنتم في الجمعيات قررتم أن تكون البداية من هنا؟
- الحقيقة نحن ننظر أن الشباب المتعلم هم أداة التغيير عبر التاريخ. ورؤيتنا لقطاع التعليم بمختلف مراحلة ومستوياته أنهم شباب ويمثلون جيلاً وبالتالي فإنهم إذا نشأوا بثقافة ضد الثأر، ثقافة تذوب فيها العصبيات القبلية الضيقة والعمياء، سوف يكونوا قادرين على التغيير الاجتماعي لكل ماهو سيء في مجتمعاتهم وأولها الثارات. و اخترنا فئة الشباب على هذا الأساس ونريدهم أن يتبنوا الحملة هم وينشرون الوعي في مجتمعاتهم.
وأنا شخصياً عندي وجهة نظر في هذا الموضوع (رؤية عملية) وسوف أطرحها على الجمعيات الثلاث. ووجهة نظري هي أننا ندعو مجموعة من الشباب ومن مختلف المديريات والقُبل ويكونون شركاء وداعين وبشراكة الدكاترة في الكليات وأعضاء هيئة التدريس، ويدعوا الآباء والمنظمات والجمعيات والمعهد الديمقراطي، والحكم المحلي ونتبنى معهم الحملة. هؤلاء الطلاب يقدموا وثيقة أن الثأر كان في الجامعة أو في المدرسة أو في الطريق اليهما محَّرم ومجَّرم، وبالتالي فإن الاعتداء على أي واحد يصبح اعتداء على الجميع. هذه الوثيقة توقع عليها كل القبائل وتصاغ بإشراف القضاء والحكم المحلي والمنظمات والمشائخ والاعيان وأعضاء مجلس النواب وكل المعنيين. بعد أن يكون كل الناس شركاء فيها تعرض في وسائل الإعلام ويعلم بها الناس جميعاً. وهذه في وجهة نظري ستكون مهمة في إرساء قيم وأخلاقيات جديدة من داخل المجتمع نفسه وستكون بداية للقضاء على الثأر كخطوة أولى، وبداية لإصلاح الوضع التعليمي. خاصة والطلاب الجامعيين مستهدفين بصورة متكررة من الثارات وقد رأينا كم طلاب قتلوا بسبب الثأر في جامعة صنعاء وغيرها.
وعندما يتبنى الطلاب هذه الوثيقة طالما وهم المعنيين، ستكون الاستجابة فاعلة وسيكون الإقدام على خرق هذه الوثيقة صعب مادام والكل يقف في وجهه. المهم نحن سندفع بهم لعمل ذلك ومعنا اللجنة العليا لمعالجة قضايا الثأر التي شكلت بقرار رئيس الجمهورية والتي يترأسها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي. ونحن حالياً على تواصل دائم بهم وتعاون وشراكة.
> هذه الرؤية معقولة ومنطقية، لكن إلى أي مدى يمكن أن تكون صالحة للتطبيق ونافعة إذا لم تكن الدولة تدعمها؟
- أقول لك بكل صراحة أننا لجأنا لهذا الحل، وهي طريقة صحيحة، ولكن في المقابل أن الجانب الرسمي هو الشريك الأساسي والقادر الفعلي لحل قضايا الثأر والنزاع والحروب القبلية وأسبابها.
كل ثأر له سبب قد يكون سببه خلاف على أرض تطور إلى ثأر، ولو الدولة موجودة، وهي موجودة فعلاً.. بكل صراحة، هي موجودة بجيوشها وأمنها ومعسكراتها وإداراتها. ولكن إذا هي تريد أن تقضي على الثأر بشكل نهائي مطلوب منها شيئين: قضاء نزيه، وقوة تعمل دون رحمة وتنفذ ما يقوله القضاء.
> يعني أنت تعتقد أن الدولة قادرة أن تحل المشكلة وانتهى الأمر؟
- الدولة قادرة بالتعاون مع الآخرين، وبما لدى الناس من رغبة جامحة للتخلص من هذا الموضوع المؤلم. موضوع الثأر.
> إذاً أنتم كجمعيات لن تستطيعوا أن تقضوا على الثأر مالم تكن الدولة بقضائها وأمنها معكم كشريك أساسي رئيسي. هل هي حاضرة معكم؟ ومعلوم أن هناك لجنة رئاسية لقضية الثأر؟ ماذا تعمل هذه اللجنة؟
- اللجنة شُكلت قبل أربع سنوات وفرح الناس وكنا نأمل أن تباشر عملها وأن تنزل إلى المواطنين.للأسف إلى الآن لم يستدعوا أحد ولم يقابلوا مواطن ولم يسألوا من أحد ولم يحلوا قضية أحد لا كبيرة ولا صغيرة. و إلى الآن لا يزال عملها في حيز الكلام.
أنا أقول بصراحة. في حال ما إذا كان الرئيس نفسه يولي اهتمام بهذه القضايا ستحل. لأنه يملك القدرات والامكانيات. الرئيس يستطيع من موقعه وبقدرات الدولة أن ينهي مشاكل اليمن كلها. اللجنة هذه الذي شكلت لمكافحة الثأر أو لمعالجته هي الآن تظهر وتغيب، كلام.
> صحيح اللجنة لابد أن تبدأ عملها ولكن هي لن تأتي بعصا سحرية وتحل للناس مشاكلهم مالم يساعد المجتمع نفسه، ويكون لديه الرغبة الصادقة في الخروج من أجواء الخوف والرعب إلى حياة آمنة..؟
- أقول لك أنا خبير في قضايا فض النزاع وأحل في الشهر أكثر من 6 إلى سبع قضايا. كل الناس عندهم الرغبة الشديدة لتقديم تنازلات من أجل الحلول.
> ماذا ينتظرون؟
- لم يجدوا من يساعدهم أو من يفرضها عليهم. لا استطاعوا يخرجوا فيما بينهم البين، ولا طرف ثالث قوي جاء يأخذ بأيديهم.
> كيف..؟
- مثلاً: أنا شيخ قبيلة والطرف الثاني شيخ قبيلة. أنا معي أصحاب وهو معه أصحاب، ولأن القضية قد كبرت وأصبح فيها دم، لا أستطيع لا أنا ولا هو أن نفرض حلول دون أن يجي طرف ثالث يجبرنا بها إجبار. يعني الناس ينتظروا مجيء الدولة لحسم وحلحلة مشاكلهم بما لها من سلطان وسلطة. وهناك لا يستطيع أحد أن يرفض الحل لأنه لن يستطيع أن يقاتل لا الدولة ولا غريمة طالما وقد رفض الصلح ورفض الحل.
والواقع هذه القضية تمثل استقرار لليمن، لأن وجود الثارات ومشاكلها أعطت مبرر للقبيلي للبحث عن الأسلحة بكل أنواعها، والذخائر بكل أنواعها والتحالفات بكل أنواعها. أنا أتمنى على الرئيس أن يعيد النظر إزاء هذه القضية الخطيرة بالذات.
> لكن وزارة الداخلية شرعت قبل 5 أشهر تقريباً في تطبيق قانون منع حمل السلاح في عواصم المدن؟ كيف ترى هذا القرار؟ هل نجح في الحد من موضوع الثأر؟
- الحقيقة أن موضوع قرار حمل السلاح هو قرار صائب ونتمنى ونحلم جميعاً بأن لا نمشي ولا نحمل سلاحاً. لكن الذي يريد أن يرتكب جريمة سوف يكون الأمر بالنسبة له سهلاً، خاصة وهو يرى غريمه متجرد من السلاح، على عكس ما إذا شاهد غريمه مسلحاً سوف يتردد أكثر من مرة قبل أن يقدم على الفعل.
من وجهة نظري: قبل أن تخطوا الدولة هذه الخطوة كان يتوجب عليها أولاً أن يخطوا خطوات في حل مشاكل الثأر. ولو وجدت هذه الخطوات الإستباقية فإنني أؤكد أن جميع الناس سوف يحطوا السلاح. والحقيقة أنه لا يحمل السلاح إلا من هو خائف على نفسه.
والحقيقة أننا لسنا ضد القرار ولكن نرى أنه لا يلبي الرغبة التي ينشدها الناس. السلاح ستحطه الناس طوعاً إذا لم يعد هناك داعٍ لحمله ولكن كيف سيعمل العسكري أو رجل الأمن عندما يطلب من المواطن أن يحط السلاح فيرد عليه: يا أخي أنا خائف على نفسي. أقول تحقيق الأمن والإستقرار سيكون أولاً بإنهاء الثأر ووضع حد له. هذه المظاهر المسلحة كلها سببها الثأر. القبائل يقتنون الأسلحة من المسدس إلى الكاتيشوا، وبعض القبائل لديهم كاتيشوا، لأجل الثأر.
> من موقعك كرئيس للمنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي (مأرب، شبوة، الجوف) كيف ترى الثأر حالياً هل يزدهر أم يخبو؟ هل يختلف من محافظة لأخرى؟
- للأسف متأجج في بعض المناطق، ويختلف من محافظة لأخرى، مثلاً في شبوة نتيجة تعاقب السلطات أولها بريطانيا وكان هناك نظام وقانون أضعف الحكم القبلي، وبعدها جاء الحزب الإشتراكي أكمل ما بقي ثم أتت الوحدة وعادت الناس كلها وحصل الصراع. هذا الصراع أو النزاع منه ماهو على أراضي ومشاكل مابعد التأميم.
ولأن ضوابط العرف القبلي في شبوة لم تعد فاعلة كما هي في مأرب والجوف مثلاً.لهذه الأسباب انتشرت القضايا وازدهر الثأر بسرعة.
وفي السنوات الأخيرة شهدت شبوة حالات وضحايا ثارات بالعشرات، وهذا بخلاف مأرب والجوف ومعلوم بين القبائل أن هناك عرف وهذا العرف لو احتفظ بقيمه السابقة وضوابطه لكان الحال مختلف. دعني أقولها بصراحة: الدولة قضت على العرف ولم تقضي على الثأر.
> كيف..؟
- العرف مقنن وهناك ناس محددين. الدولة جاءت وأوجدت مشائخ يزاحمون المشائخ الموجودين، وأصبح هؤلاء يأخذوا ويعطوا في الرأي دون خبرة ودون دراية، وحين لم يستطيعوا احتواء النزاع، وبعد أن تخرج الأمور من تحت سيطرتهم، يرجعوا لأصحاب الشأن من المشائخ والوجهاء العارفين بأعراف القبائل وعاداتها، ولكن بعد أن يصبح الوضع بالغ التعقيد ومستعصي على الحل.
تخيل أن هناك قضايا ثأر قد يصل عمرها إلى 40 و50 سنة في بعض المناطق.
بعضهم يستقضي لأبيه ولد الولد.
لو أرادت الدولة أن تقضي على هذه المشكلة فلا شيء يحول دونها. اعتقد أن الدولة لو تدخلت بإخلاص وتلتزم بتحمل قضايا الثأر كاملة، ومن الآن وصاعداً من أقدم على شيء فمرجعة شرع الله وينفذ فيه الحد الشرعي والقضاء. ومن خالف تقوم الدولة والقبائل يداً واحده عليه.