هل تسقط غزة نظام مبارك ؟
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الأحد 06 فبراير-شباط 2011 06:38 م

قد يقول أحدهم ما علاقة غزة بما يحدث في مصر ؟ وهذا سؤال وجيه ،وأقول : غزة هي من عانت من ظلم النظام المصري مثل ما عانته من الاحتلال الإسرائيلي ، من حصار، وقتل وسجن وتعذيب ، وأخر تآمر ما حدث قبل هذه الانتفاضة المصرية المباركة بأيام، بدأت بتفجيرات الإسكندرية التي استهدفت كنيسة في 1/1/2011م وفي 6/1 /2011م يذهب نتنياهو لزيارة مصر وفي 10/1/2011م أعلن اليهود بأنهم سيجتاحون غزة بحجة إطلاق الصواريخ، ولكي يكون النظام المصري معهم ويوجد مبررلذلك، تم الاتفاق مع نتنياهو في تلك الزيارة المشؤمة والتي تذكرنا بزيارة \"ليفني \" إلى مصر قبل حرب غزة الماضية ، وبعدها مباشرة في 23/1/2011 م يعلن وزير الداخلية المصري أن المسئول عن تلك الجريمة هم جماعة (جيش الإسلام ) في غزة ،لتكتمل الحلقة التآمرية ،وبدأ النظام المصري يهدد ويتوعد حكومة حماس ، وهكذا لفق النظام المصري مبررا ليقف مع العدو الصهيوني في هجومه المتوقع ،ولكن الله مكر به من حيث لا يشعر \"وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ\" ففي 25/1/2011م أي بعد التهديد بيومين فقط أيقض الله شعب الكنانة ليهز هذا النظام الذي كان يظن \"أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ\" ولكن الله أتاه من حيث لم يحتسب ، فخرج شعب مصر ليعلنها بكل وضوح \" الشعب يريد إسقاط النظام\" من كان يظن أن هذا النظام الذي عُلم بطشه ،من خلال أجهزة أمنية قمعية بلا قيم ولا أخلاق، تشكل سياجا أمنيا لهذا الطاغية ،أن تتهاوى بهذه السرعة ؟ انه الله القدير ، وها هو اليوم في حالة موتا سريري ، فهل ستكون غزة بدعاء رجالها ونسائها ، وأطفالها ، ومظلوميها ، سببا لسقوط مبارك ونظامه؟

وبالتأكيد إضافة إلى ظلمه لشعبه ،والذي اتضح من خلال هذه الهبة في مصر أن الشعب المقهور خرج ليثور، وأن اغلب الأجهزة الأمنية يتم غسل مخها تماما بحيث تتحول الى عدو لكل من يعارض الحاكم ، والذي شاهده العالم من خلال تلك الصور لسيارات الأمن والإطفاء وسيارة تحمل رقم هيئة سياسية وهن يدهسنّ المتظاهرين بتلك الوحشية ،وأخرى ترش المصلين بمياه المجاري على كوبري 6اكتوبر.

وتحول بعض الأجهزة الأمنية إلى عصابات إجرام ،وإرهاب وسرقة ،وعبث بامن المواطن، والهدف من ذلك هو جعل الشعوب لا تفكر في الانتفاضة على حكامها الطواغيت ، وتتمنى عودتهم ، وكذلك يهدف من خلال هذه العصابات إلى إجهاض الثورة الشعبية ، فبدلا من خروج الناس إلى التظاهر يضطروا للجلوس في البيوت لحمايتها ، وهذه طريقة قذرة يستخدمها الطغاة للحفاظ على كراسيهم ، وإجهاض كل تمرد شعبي عليهم ، بغض النظر عما سيفرزه هذا الإجرام من سفك للدماء ونهب للأموال، وخراب للمؤسسات .

ثم يقول مبارك اريد أن اذهب ولكن أخشى الفوضى ، وهذه اسطوانة مشروخة يكررها المستبدون والحقيقة وجودهم هي الفوضى بذاتها ، أنظروا ،لما ذهب بن علي هدأت الأوضاع وتونس اليوم بخير .

ولكن التحية كل التحية إلى اللجان الشعبية التي أفشلت خطة النظام التدميرية والإرهابية ، فمن يوم السبت قبل الماضي إلى اليوم ،لم يشكو أحد من المواطنين عن أي قضية نهب أو ترويع وعلى رأس هذه اللجان التي شكلها الشباب ، وعلى رأسهم شباب الإخوان المسلمين ،الذي حاول الإعلام القذر التابع للطواغيت أن يشوه صورتهم ،مدعيا كذبا وزورا أنهم وراء التخريب ،وهذا ما كذبه الواقع وشهادة الجمهور بان شباب الإخوان هم من يدافع عن الممتلكات وهم من يعمل على توزيع الطعام والشراب على شباب الثورة وهم من أقام المستشفيات الميدانية .

واتضح من خلال الغضب الشعبي أيضا ، أن الطغاة يعتمدون على الخارج أكثر من اعتمادهم على الله ثم على شعوبهم ، فيخلصون بخدمة وتنفيذ أجندة الغرب ولو على حساب دينهم وأخلاقهم وقيمهم وشعوبهم وأمتهم ومقدساتهم ، فإذا أذن الله بهلاكهم ، وسلط عليهم شعوبهم أو جنودهم ، اذ بالسند الخارجي يتخلى عنهم تحت شعار (انتهت الخدمة ،يا غبي ) وهذا ما شهدناه في نهاية طاغية تونس وطاغية مصر وارجو من كل من يعول على الغرب في إرساء ملكه ، أو اتخاذه ولياَ، ان يتعلم الدرس ومن لم يتعظ بغيره فليس بمتعظ .

Mnm3011@gmail.com