الوحدة خط أبيض لا أحمر
بقلم/ محمد الهيج
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 21 مايو 2012 04:31 م

الوحدة أجمل الكلمات في قواميس الشعوب الواعية , وسألوا عنها العوالم الأخرى تخبركم النبأ اليقين , خذوا حقيقتها من الألمان أو الأمريكان , فإن أبيتم هؤلاء فاسألوا عنها شعوب أوربا تنبأكم أن وحدتهم أنتجت حضارة عظمى , عجزوا عن تحقيقها أيام التفرق والتشرذم والشتات ,

الوحدة أيها الكرام : خط أبيض ناصع البياض , واضح الجمال , أبيض بياض الثوب الصافي من الدنس والإتساخ , الوحدة هي جمال القلوب , وصفاء النفوس , وإخاء الأرواح , الوحدة هي الإخاء والحب والود والتعاون المشترك , الوحدة هي روعة الحضارة , وجمال البناء , وأساس العطاء والتقدم والإزدهار , الوحدة تشرق على الأوطان فتزرع السعادة في ربوعها , وتوزع الأفراح في جنباتها , وتشرق على النفوس فتبتسم لها القلوب البيضاء النقية , وتتعاطف معها النفوس الصالحة السويه .

الوحدة يا كرام هي الجمال كل الجمال لأنها بيضاء نقية , وهي الحب كل الحب لأنها ترابط وإتفاق نفوس وأرواح , وهي العطاء كل العطاء لأنها تعاون مشترك لرعاية مصالح الكل .

هذه هي حقيقة الوحدة الغائبة عن الكثير منا , وهي الحقيقة عند العلقاء في العالم , إلا أن الحقيقة في اليمن السعيد قد أصبحت خيالاً يبعد تحققه , فقد أحال النظام التالف الوحدة من خط ابيض شديد الجمال ظاهر الروعة , إلى خط أحمر- كما كان يعبر عنه - مشوب بالأحقاد والدماء .

وحصول هذا الشيئ من قليلي العقول والتفكير أمر طبيعي لأنهم لا يقدرون الجمال قدره ,أرأيتم لو أن أحد هؤلاء ظفر بوردة بيضاء جميلة !! ماترونه فاعل بها , حتماً سيرميها و يتركها تلاقي حتفها بأنفها , وهذا هو فعلهم بوحدتنا البيضاء النقية فائقة الجمال , سودوا جمالها بخرابهم وفساد إدارتهم , وأحالوا حبها المكنون في النفوس إلى بغضاء وحقد وروح إنتقام , وبدلو التعاون المشترك إلى كيد ومكر مشترك , وتعاملوا مع المصالح المتبادلة كغنائم وفيد يتقاسمها أباطرة النظام وعتاولته , ولم يكفهم هذا حتى صبغوا لونها الأبيض الزاهي بلون دماء المستضعين والمناضلين عن حقوقهم سلمياً , وحينها غيروا مفهوم الوحدة عند الشعب , فبعد أن كنا نعرف الوحدة (خط أبيض ناصع الجمال)أصبح الجميع يعرفها (خط أحمر مشؤم), فعند فئة من ابناء الجنوب لن تبقى الوحدة ولو سفكت الدماء , وعند ثلة من ابناء الشمال يجب بقاء الوحدة ولو بالدماء , وهذه والله داهية العمر والتأريخ , فبعد البياض الإحمرار , وبدل الجمال القبح ,وغير الوحدة التشرذم والتفرق .

وندائي للجميع من ابناء الشمال والجنوب , أن عودوا بنا إلى حقيقة الوحدة , وجمالها وروعتها وحضارتها , عودوا بنا في هذا الوقت المناسب إلى وحدة بيضاء لا حمراء , وحدة تقوم على الحب والود والتفاهم , لأنه لن تدوم وحدة تقوم على غير هذا .

وندائي لإخواني ورفاقي من ابناء الجنوب الطاهر المناظل , أن الحكيم إذا اتسخ ثوبه الأبيض الجميل , فإنه يغسله وينظفه حتى يعود له جماله الأصلي , وإذا مزق أحد ثوبه عمداً أو بغير عمد , فإنه يخيطه ويجدده ولا يرميه للعبث ويستغني عنه , وقد والله سوًّدوا بياض الوحدة وأذهبوا بريقها , والصحيح عند العقلاء أن نتعاون ونتكاتف ونتحاور , لنعيد لوحدتنا جمالها ورونقها وروعتها الحضارية الفائقة الجمال , فذلك والله خير , وقد أزال الله تعالى بقدرته القاهرة نظام السوء التالف وما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ويتحقق الأمل في الوحدة المنشودة , والرجل الشجاع القوي يواجه الأخطاء ليصلحها , والضعيف العاجز يستسلم للعابثين