هل العالم على اعتاب حرب نووية؟ بوتين يوقع مرسوماً خطيراً للردع النووي وهذه أبرز بنوده أمطار في عدة محافظات وتحذير من اضطراب مداري قد تتأثر به اليمن روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب
تشتد الصراعات بحسب نِسَب التضاد التي تتحكم في علائق طرفيها ، ذلك أن التقارب في جميع نواحيه مدعاة للتفاهم , وكلما كان ذلك التقارب قيميا كان الجذب بين الطرفين لكليهما في أقوى حالاته وبالمقابل فكلما تباينت القيم اتسعت الفوارق على أسس مكينة حتى تصل إلى مرحلة التضاد الكامل فينشأ الصراع المقدس من جهة والدني من جهة أخرى .
لقد قامت مملكة سبأ قبل آلاف السنين واستحكمت فيها القيم الشوروية التي مجّدها القران دون أن يكون ذلك التزاما بدين قدر ما كانت تلك القيم السامية نابعة من سجايا أبناء سبأ الكرام وذلك حين قالت الملكة الممدوحة في القران " ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون " لتتجلى قيمة سبئية أخرى تشير إلى قيم العزة والإباء والشمم الحميرية إذ يبدي الأقيال والاذواء استعدادهم لخوض معركة الكرامة مع سليمان الملك قبل أن يعلموا بنبوته , وحين أبدوا ذلك الاستعداد فإنهم يعلمون أن معركتهم ستكون مع البشر والجن والوحوش بل ومع الظواهر الكونية التي كان نبي الله سليمان آخذ بزمامها بإذن ربها , وفي غمرة ذلك النقاش الملئ بالقيم السبئية تجلت الحكمة اليمانية في رأي ملكة سبأ إذ وضعت قومها بين خياري الحرب أو التسليم بناء على طبيعة المُرسل فإن كان نبيا كان التسليم له والالتحاق بدينه شرف وعزة وهداية ، وإن كان ملكا جبارا فالحرب هي الخيار المتناسب مع ذوي القوة والباس الشديد , وحين كانت القيم الدينية والقيم السبئية تقفان على أرضية مشتركة كان ذلك التقارب إذ أسلمت وقومها مع سليمان لله رب العالمين .
ولعل من غرائب الزمن أن يأتي اليوم غرّ دخيل معلوم الكهانة منزوع الكرامة تحفًه سلالة آية في السقوط القيمي وأنموذجا في الانحدار الأخلاقي ويريدون دخول مارب رغما عن الملوك السبئيين , إنها لمفارقة عجيبة أن يكون طرفا الصراع اليوم بهذا القدر من التفاوت والتضاد ثم يريد الأدنى أن يغزو الأعلى ، ويحشد الأوهى زنابيله لاحتلال أرض الأقوى , بل ويفكر البعض ممن تاهت عقولهم في مستنقعات الخرافة أن الغزاة سينتصرون على مارب البطولات والملاحم السبئية , إنه لبون شاسع بين آمال النصر السلالي وبين الوقائع الميدانية قدر ما ذاك البون شاسع بين القيم السبئية والكهانة السلالية .
ولا شك أن معركة اليوم هي البوابة الأكبر لدفن الكهانة واستئصال شأفتها على جمر الجيش الوطني ونيران المقاومة الشعبية لتأفل الكهانة في غياهيب كهوفها إلى الأبد وحينها سيحيا اليمنيون بعزة وكرامة صاغتها بنادق الأبطال رغم التخاذل والتخادم الذي سيغدو يوما ما أرقا يقض مضاجع عرّابيه والذين لن يغيروا من مسار المعركة اليوم شيئا إذ يتسابق الشيوخ قبل الشباب للالتحاق بها , وذاك عهد قطعته مارب على نفسها بأن تنتصر وليس لديها للنصر بديل .