الجنوبيون .. النوم في الدحبشة
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 14 مايو 2019 02:32 ص
 

 كنت أعتقد وبعض الإعتقاد ( قصر نظر ) أن الإخوة الجنوبيين أكثر ذكاءًا منا كشماليين ، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت لي أن الغباء مشترك بين الشمال والجنوب لا فرق ...

هناك دول تدعم دول لتحمي أمنها القومي ، ودول تدعم جماعات لتحافظ على مصالحها الدولية ، بينما عجز الإخوة الجنوبيين عن فهم واستيعاب دور المنطقة الوسطى في حماية أمن وإستقرار دولة الجنوب المحررة منذ ٢٠١٥ بمساعدة الإمارات وهوان الشرعية !!! كتبنا مرارًا وتكرارًا أن المناطق الوسطى العمق الإستراتيجي للجنوب وللأسف لم يستوعب الجنوبيين ذلك ، إذ ظلوا طوال ٤ سنوات يسخرون ويلعنون المقاومة في البيضاء ومريس وتعز ، وما إن إقترب الحوثي من الضالع حتى دق جرس الطوارئ واشتعلت رؤوس الجنوبيين شيبًا إستعدادًا للقتال ...

مريس قاومت الحوثي بمجهود أبنائها دون دعم وقدمت مئات من خيرة رجالها ، وتكفلت نقاط الحزام الأمني في الضالع بإعادة الجرحى في تصرف دمر الغباء في العالم كله ، بينما قاومت البيضاء بجهود أبنائها قبل الجنوبيين بأشهر ، وظلت تعز محرقة لجنون الحوثي وفساد الشرعية ، وتكفل الجنوبيين بملاحقة عمال البسطة والدحابشة في عدن وغيرها ، ولم يدركوا أن تعز والضالع شمالًا والبيضاء ظلت خطوط قتال كسد منيع وقف أمام الحوثي ليمنعه من العودة للجنوب مجددًا ، وهو الحالم بذلك حتى لو ضحى بآخر قبيلي كما قال سابقًا ، إذ لا تهمه دماء الناس ولو سالت أنهارًا من أجل تحقيق نزواته وأطماعه ودولته المزعومة ..

عندما دخل الحوثي العود بفعل دور مشايخ عفاش ، قال لي أحد أبناء المنطقة عبر معلومات أكيدة أن المقاومة لن تصمد أمام الحوثي ، ليس بفعل تقصير رجالها الأبطال ولكن بسبب قلة الإمكانيات خاصة والحوثي يهاجم بعتاد عسكري يتفوق على المقاومة مئات المرات ، لذلك حدث ما قال الرجل بالضبط ، بينما مسك الجنوبيون العصا وسلخوا الإصلاح واتهموه بالخيانة رغم أن الإصلاح لا ناقة له ولا جمل في أحداث العود ، بل أقسم لي أحد الكارهين للإصلاح أن التضحية من أعضائه واضحة ولا ينكرها سوى جاحد في معارك العود وقول كلمة الحق واجب ، ولكن من يقنع لنا أبناء الجنوب الذين يتحملون كما الشرعية وزر ما يحدث في المناطق الوسطى من قتل وتدمير ...

الكثير من الجنوبيين لا يدركون ما عانته المناطق الوسطى أيام التشطير ، من دولة الجنوب أو نظام الشمال ، تمامًا كعدم إدراكهم أن جبهات تعز والبيضاء والضالع حمتهم من الحوثي لأربع سنوات كاملة ، وهم اليوم بحاجة لإدراك ذلك ، وعليهم التفكير جيدًا في نقطة ظاهرة أعلى السطر تقول ...

ماذا لو لم تقاتل مريس والضالع شمالًا والبيضاء وتعز ؟ وترك أبناء تلك المناطق الطريق للحوثي ليمر بسلام نحو الجنوب ؟ الإجابة بإختصار تقول ....

كانت المعارك في عمق الجنوب والتدمير والتخريب في الضالع ويافع وكل منطقة يصل إليها الحوثي . على الإخوة الجنوبيين الإستيقاظ من غفلة النوم في الدحبشة والخروج من الماضي والتفكير بمنطق يخدم دولتهم أولا ،

وعليهم إدراك وفهم حقيقة معارك الشمال التي تدار بالريموت كنترول ، ومحاولة قراءة السبب لعودة الحوثي نحو الجنوب ، ولو كان لديهم ذرة من إدراك لبناء دولتهم القادمة لوقفوا مع المناطق الوسطى ودعموا مقاومتها وأشادوا بأبطالها واستقبلوا جرحاها ، ولو حدث ذلك ما أعلنت الضالع جنوبًا حالة الطوارئ ولا اهتز أمن يافع وحشّر هاني بن بريك وذهب للتصوير وغادر ، ونادى عيدروس بصرخة الموت للحوثي في الضالع !!!

حتى الآن لم يتضح الخيط الأبيض من الأسود للإخوة في الجنوب رغم إقتراب الحوثي من حدود الجنوب ، لذلك لا عجب أن تكون إتهاماتهم مركزة على خيانة الشرعية والإصلاح ، دون أن يدركوا ويفهموا الحقيقة ،

فتلك المناطق الحدودية قاتلت الحوثي أربع سنوات بجهود أبنائها وقدمت آلاف الشهداء والجرحى ، ولا أدري متى سيستوعبوا ويفهموا أن الناس تقاتل الحوثي وتضحي بأنفسها ومناطقها دون دعم أو مساندة ، بينما هم مصممين أن العملية مؤامرة وخيانة وتفاهمات فقط لإسقاط الجنوب ، بينما الجنوب يقع تحت يد أبنائه المشغولين بالبسط على الأراضي ومنع جهود إعادة الخدمات والتسبيح ليل نهار بحمد وقداسة الإمارات !!!!