كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
قلت في المقال الفائت أنني سأخصص المقال القادم (الذي بين يدي القارىء الآن) لتناول مقالين كتبهما الأخوان نصر طه مصطفى رئيس وكالة سبأ للأنباء وناصر يحيى الكاتب الشهير، لكنني ارتأيت تأجيل تناول ما كتبه نصر إلى مقال آخر هو «الوحدة بين الشرعية والمشروعية» والذي أعلنت من قبل أنه ومقال «عزبة الخولاني» قادمان في الطريق، والحقيقة أنني أريد أن أتركهما إلى آخر هذه الجولة من كتاباتي حول الوحدة اليمنية التي لم تعد وحدة بقدر ما صارت نهباً لثروات الجنوب وإذلالاً لكل جنوبي مهما علا منصبه في الدولة (وما وجود نائب للرئيس ورئيس للحكومة ووزير للدفاع وآخر لحقوق الإنسان وغيرهم من الوزراء ومحافظين إلا وجود شكلي لا يقنع أحد بأن الجنوبيين يشاركون بشيئ في سلطة دولة الوحدة).
لذا سيقتصر مقالي هنا على الرد على الأخ العزيز ناصر يحيى الذي كتب مقالاً في صحيفة «الناس» (2 أغسطس الجاري)، وناصر كاتب قدير ولا يحتاج لشهادة مني، وقد افتقدناه ككاتب ساخر فقد كان من أفضل الكتاب المتخصصين في هذا اللون من الكتابة الصحفية، وتحت عنوان «عودة عدن للعدنيين: اللهم لا شماتة!» يذكر بأنه من النادر جداً أن يطلع على ما يدور في المواقع الالكترونية (وهذا أحسن لك ياناصر لتتجنب مطالعة ردود غير موضوعية إما لخروجها عن الموضوع المطروح للتداول أو لسوقيتها وبالذات من أدعياء العدنية ولا تظن أن عدنيتك ستشفع لك عندهم!) ولأنه لا يتابع ما ينشر في المواقع فإنه يقول «إلا أن الاستاذ نجيب قحطان الشعبي أثار اهتمامي بمقال له في الثوري الأسبوع الماضي عما يدور في الفضاء» (أي عما يدور في المواقع!).
ثم ينتقل العزيز ناصر الذي لم أره من سنين وسنين وحتى لم أسمع صوته عبر الهاتف، للإشادة بشخصي المتواضع وأنا أشكره وأؤكد له بأنني أيضاً أكن له كل الود والاحترام والتقدير كشخص وككاتب له بصماته العديدة السياسية في كتاباته المتألقة منذ ما بعد تحقيق الوحدة اليمنية، ثم يقول «الذي لفت نظري في مقاله الأخير هو اشارته لموضوع جديد علي شخصياً وهو وجود ما سماه (النزعة العدنية الانفصالية) التي تناوله بعض دعاتها بالشتائم رداً على بعض ما جاء في مقالته، وإذا كان ما ذكره من الشتائم دقيقاً فأنا أتفق معه في تفنيده لها أو لمعظمها». وهنا أؤكد لك ياناصر أن ما ذكرته عن الشتائم لم يكن دقيقاً! أتعلم لماذا؟ لأن ما ذكرته هو أقل من الواقع بكثير وكي لا نذهب بعيداً فإن مقالك - الذي اتناوله هنا – قد نشره مؤخراً الموقع الأخباري الشهير والمحترم «مارب برس» ولن تجده الآن في الصفحة الرئيسية للموقع، ولكن أدخل قسم «كتابات» وستجده وعليك بمطالعة التعليقات عليك وهي بالعشرات و90% هي بذاءات وإساءات في حقك وستجد أن بعض من يصفون أنفسهم بالعدنيين قد جردوك من عدنيتك! وبالمناسبة فإن الأخ نصر له بنفس الموقع مقال عن الدور الايراني بالمنطقة والتعليقات عليه تؤهله لدخول موسوعة جينيس باعتباره حاصلاً على نسبة 99% من التعليقات المعارضة والبذيئة فالكل تقريباً يرفضون ما يكتبه وحجتهم واحدة وهي أنه «كاتب سلطة»! (وقد أشرت بمقالي الفائت بأن غيري من الكتاب يناله نصيب من الشتم أكبر من نصيبي فبالنسبة لي هناك شخص واحد أو شخصان متفرغان وبأسماء مستعارة عديدة لشتمي وتعليقاتهما جاهزة من قبل أن ينشر لي أي مقال فهي تافهة ومضحكة إذ أنها لا تتناول شيئ مما أكتبه فهدفها هو شتمي فقط للتنفيس عن حقد وحسد وعقد نفسية).
تقول ياناصر «آخذ عليه واعتب عليه عتاب الصديق - ولا أقول عتاب الجنوبي العدني - بأنه تعامل مع من يسميهم أدعياء العدنية بالطريقة المتعالية نفسها التي يقول إن صنعاء تتعامل بها مع الجنوبيين! لماذا؟ هل هم أقل مواطنة من المحافظات الجنوبية الأخرى؟».فأؤكد لك ياصديقي الحقيقتين التاليتين:
1 - عمري ما تعاليت على إنسان حتى لو كان - والله - من يكون فهو بشر مثلي مثله وربما يكون عند الله أفضل مني، ثم إنه يجب أن يكون لكل إنسان كرامته بغض النظر عن مكانته السياسية أو الاجتماعية أو الوظيفية، وأضيف بأنني - طوال عمري - ما أعطيت إنسان أهمية لمجرد أن منصبه كبير أو كرشه كبير وعنده 3 أو 4 سيارات وقصور، فما يهمني في الشخص هو نفسيته.. هل هي نفسية طيبة أم نفسية خسيسة؟ فلا تقارني بالسلطة في صنعاء فمعظم اعضائها هم من أصحاب النفخة الكذابة ويظنون أن وجودهم في السلطة يعطيهم الحق أن يدوسوا على رقاب المواطنين البسطاء في الشمال والجنوب, وعلى رقاب كل الجنوبيين سواء بسطاء أو موظفين كبار مدنيين وعسكريين وهؤلاءالموظفين الجنوبيين الكبار كلهم عارفون بأنفسهم بأنهم «ولا حاجة» فهم مجرد عبيد مأمورين ولا يعرفون كلمة «لا» أمام إرادة الأسياد!.
2 - انني لا أجد العدنيين أقل وطنية من المحافظات الأخرى، بل ان كثيراً من أبناء عدن هم أفضل من كثير من أبناء المحافظات الأخرى خلقاً وتهذيباً وطيبة، ولا أستطيع أصلاً أن أقول بأن أبناء محافظة ما هم أفضل من أبناء المحافظات الأخرى، فكل محافظة وكل مدينة وكل قرية وكل مجتمع بشري فيه الطيب والخبيث.
من هم أدعياء العدنية؟
لقد اتهمني ناصر بالتعالي على أبناء عدن وذلك لأنني استخدمت مصطلح «أدعياء العدنية» مرات عديدة! ورغم أنك إنسان ذكي إلا أنك لم تفهمني ربما لأنك لم تطالع إلا مقال واحد حول عدن للعدنيين بينما أنا كتبت مقالين، فقد بينت بأنه عند احتلال بريطانيا لعدن كانت عدن قرية صغيرة فقيرة تتبع السلطنة اللحجية ويسكنها 600 نسمة فقط منهم نحو 400 من قبيلة العبدلي بلحج يعملون صيادي أسماك و200 يهودي ونفر قليل من الأوروبيين يعملون وكلاء للبنوك الأجنبية والشركات الملاحية فلم يكن هناك أحد حينئذ يوصف بـ«العدني» ثم في ظل الحكم البريطاني ازدهرت عدن وقدم إليها الناس من مختلف أرض الله الواسعة يطلبون رزقاً فمنهم من جاء من تعز وغيره من حضرموت وغيره من الصومال وغيره من الهند وغيره من فارس... الخ، وليس في ذلك أي عيب بالطبع واستقروا وتزاوجوا وتصادقوا حتى انهم نسوا البلدان التي قدموا منها وصارت عدن وطنهم ولم يكن عيباً أن يكون أصل هذا العدني من الحجرية أو حضرموت أو الهند أو باكستان فكلهم أصلاً جاؤوا من مناطق أخرى غير عدن وبالتالي فكلهم متساوون ولكن للأسف هناك نفر يشعر بالدونية لأنه هو أو والده قدم إلى عدن من بلد آخر (ولا تعلم لماذا يشعر بالدونية طالما أن الجميع قدموا لعدن من بلدان أخرى!) لكن فعلاً هذه النوعية موجودة وتشعر بعقدة نفسية رهيبة فتحاول التغطية عليها بإظهار حب كبير كاذب لعدن وتصطنع التعصب لكل ما هو عدني.. فهؤلاء ياناصر هم أدعياء العدنية وهم كما قلت نفر من أبناء عدن.
أتريد توضيح أكثر لأدعياء العدنية حتى تتأكد بأنهم لا يستحقون أن يتعاطف معهم أحد؟ انهم أولئك الذين لا يزالون منذ نصف قرن يخصصون بعض جلسات تعاطي القات ليضعوا مواصفات للشخص الذي يحق له اكتساب صفة «عدني»!ومنهم مثلا صحافياً معروفاً وهو صديق عزيز لي كان الناس ذات يوم في مقيله يتحدثون عن تخوفهم من أن تعين السلطة شخصاً شمالياً محافظاً لعدن بدلاً عن طه غانم فقلت لهم بأن السلطة ليست غبية لتفعل ذلك ولكنها ستعين المحافظ الشمالي تدريجياً فالمحافظ القادم سيكون جنوبياًً لكنه شمالي الإنتماء والذي سيليه سيكون شمالياً صرفاً, فسألني أكثر من واحد «كيف سيكون المحافظ القادم جنوبياً لكنه شمالي الإنتماء؟» قلت: سيكون من مواليد الجنوب لكنه عاش معظم حياته في الشمال والأهم هو أن ولائه صار بالكامل لصنعاء (وبالفعل تعين الأخ يحيى الشعيبي وبذا تم تهيئة الملعب للمحافظ الشمالي فجرى بعد ذلك تعيين أحمد الكحلاني)، وعندما كنا في ذلك المقيل ويناقشون من هو «العدني» قال صاحبي الصحافي « العدني هو الذي عاش في عدن على الأقل 40 سنة» قالها ولم يكن عنده أي مبرر منطقي لهذا الرقم! فقلت له: إذاً أنت لست عدنياً فعمرك الآن ستون عاماً عشت منها ثلاثين عاماً بصنعاء! ثم قلت له: وما رأيك لو عينوا محافظاً لعدن شخصاً جنوبياً ولد في أبين أو لحج وعاش هناك خمسين عاماً؟ فقال: ما ينفعش فلازم يعيش 40 سنة في عدن وليس في أي مكان بالجنوب! فقلت له «إذن اجلسوا خزنوا وتمنوا المستحيل إلى ان يعينوا لكم محافظاً لم يعش يوماً واحداً في عدن وحينئذ لن تستطيعوا أن تعترضوا» (وبالفعل عين أحمد الكحلاني محافظاً لعدن وهو الذي لم تطأ قدماه عدن قبل الوحدة ولم يعرفها بعد الوحدة إلا زائراً لأيام!) أولئك أدعياء عدنية ياناصر وخذ عندك واحداً آخر من أدعياء العدنية وهو الذي نشر مقالاً منذ بضعة أعوام يحدد فيه شروط الحصول على "الهوية العدنية" فهل تعلم ما هي؟
أولاً: أن يكون من مواليد عدن.
ثانياً: أن يكون قد عاش فيها 50 سنة!
ثالثاً: أن يكون من أبوين عدنيين حتى وإن لم يولدا فيها ولكن عاشا فيها أثناء الإحتلال البريطاني.
وأخونا هذا لا أريد أن أذكر اسمه أو أشير إليه بما يجعل الناس يتذكرونه ويستنكرونه لكن يكفي أن أقول بأنه قد وضع الشروط الثلاثة لأنها تنطبق عليه وعلى أشقائه وأسر عدنية قليلة، ولو طبقنا شروطه سنجدها تنطبق فقط على واحد بالمائة من سكان عدن، ففي نظر أخينا هذا وأمثاله أن 99% من سكان عدن ليسوا عدنيين! فهل أدركت الآن من أقصد بأدعياء العدنية؟ انهم الواحد بالمائة من سكان عدن الذين يذوبون في هواها زيفاً ليتخذوا لأنفسهم صفة "عدني" ويجردون 99% من سكانها من حق أن يكونوا عدنيين. وأظنك الآن تلعن سنسفيل جدود أدعياء العدنية بعد أن كنت تعتب عليّ ظناً منك أنني أتعالى على العدنيين.
"شيخي" وأفتخـر!
هل تعلم - ويعلم القارىء الكريم - بأن بعض ذوي النعرات المناطقية الضيقة بلغ بهم الحال أن يعلنوا الانتماء لإحدى مناطق عدن؟ فمنذ 29 عاماً زارني لمقيلي بصنعاء أحد هؤلاء (وهو عبده حسين الأدهل وهو شخصية سياسية تكن حقدا شديدا على الإستقلال الوطني والجبهة القومية وذلك منذ أن صادر نظام الحكم الشيوعي الفوضوي في سبعينات القرن20 الصيدليات التي كان يمتلكها في عدن فقام بتأليف كتاب اسماه "الإستقلال الضائع" 90% من المعلومات التي وردت فيه لا أساس لها من الصحة, وقد توفاه الله في الشهر الفائت ) وكنت مخزناً مع بعض الأصدقاء عندما دخل علينا المرحوم الأدهل وعرفنا بنفسه فرحبنا به وأفسحنا له مكاناً بيننا وأخذنا نتجاذب معه أطراف الحديث ومما قاله «أنا لست يمنياً بل جنوبياً، ولست جنوبياً بل عدنياً، ولست حتى عدنياً ولكن شيخياً- نسبة لمدينة أو حي الشيخ عثمان بعدن - وأعتز بشيخيتي».
تتساءل «لماذا تكون النزعة العدنية فقط مناطقية وتافهة ولا تكون النزعة الجنوبية مناطقية وتافهة؟» والاجابة هي: أن كليهما مناطقيتين لكن العدنية تافهة على عكس الجنوبية وأريدك - وأنت أستاذ في اللغة العربية - أن تأخذ كلمة «تافهة» بمعنى «صغيرة» فإقامة دولة عدنية ليس كإقامة دولة جنوبية فمساحة عدن نحو مائة ميل مربع فقط لا غير (هذا مع التوسعة، فأثناء الاحتلال البريطاني كانت مساحتها 75 ميلاً مربعاً) وليست مهيأة لتكون دولة مستقلة ذات سيادة فناهيك عن صغر مساحتها فأن أرضها غير صالحة لزراعة المحاصيل الغذائية وآبارها شحيحة المياة وليس فيها ثروات طبيعية نفطية او معدنية وحتى مينائها الذي كان شهيرا وهاما حتى إغلاق قناة السويس اثناء الحرب العربية الإسرائيلية في يونيو1967 لا يستطيع العودة لإكتساب تلك الأهمية بعدما ظهرت وتطورت موانئ عديدة أخرى في المنطقة مثل دبي وجدة والحديدة وجيبوتي.
هناك ياأخ ناصرعبارة لك قرأتها عشر مرات وهي التي تقول فيها «نحن نريد من نجيب - وهو أفضل من الحراكيين - أن يكون موضوعياً مع الجميع، فإما أن يكون نضال الجميع من أجل العدل والمساواة والحرية في إطار الوحدة اليمنية القائمة، ولن تكون السلطة أقوى من بريطانيا ونظام الإمامة، وإما أن يكون الانفصال وحق تقرير المصير من حق كل محافظة ومديرية وربما القبيلة.. لم لا».. وردي عليك هو أن كلامك منطقي 100% (وفي مقال بصحيفة"الشارع" التي كنت أنشر فيها مقالاتي قبل أن أنتقل للثوري مؤخراً, أشرت إلى أن حق تقرير المصير لن تنفذه السلطة حتى لو أتخذت الأمم المتحدة قراراً بتطبيقه و قلت بأنه على من يطالبون به أن يعرفوا بأنه سلاح ذا حدين, وحينئذ لم يفهم مغزى هذه العبارة غير شخص واحد فمعناها هو أن حق تقرير المصير إذا نفذ فقد يؤدي لإستقلال الجنوب لكنه من جهة ثانية قد يؤدي إلى تقطيع أوصال الجنوب إلى دويلات! وهاأنت ذا تدلل على صدق توقعي فتطالب بأن يكون حق تقرير المصير من حق كل محافظة ومديرية وقبيلة!) عموماً مطلبك منطقي وأتحدى أن يستطيع أي مزايد في السلطة أن يدحض ما قاله آنفاً الأخ ناصر يحيى, لكنهم ياناصر لا يقتنعون بمنطق, وهم ليسوا وحدويين صادقين، فهم يريدون باسم الوحدة نهب ثروات الجنوب وإذلال أبنائه ومن يعترض يتهمونه بالانفصالية! وأود أن أختتم بالقول: أن يقول المرء «أنا شيخي وأعتز بشيخيتي» فهذا يجعله أكثر احتراماً ممن يتشدق لنا بالوحدة ليل ونهار بينما سلوكياته تفضحه تماماً بأنه ليس وحدوياً ابداً ولكنه "مناطقي شمالي" حتى النخاع ويكره الجنوبيين!.