النائب السامعي: السلطة هي من تسعى الى الانفصال
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع و 3 أيام
الأحد 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 11:01 ص

أخشى على الوحدة من هذه السلطة والسلطة نفسها هي من تسعى إلى الانفصال والجنوبيون أكثر وحدوية من أبناء الشمال ومطالب فك الارتباط وتقرير المصير ناتجة عن معاناة وممارسات ترتكب في حقهم وقهر وإقصاء وتهميش واستبداد .. الجنوبيون مقصيون عن مراكز صناعة القرار ويعاملون بدونية وبمواطنة ناقصة ... الشيخ سلطان السامعي.

هكذا يقرأ القيادي الاشتراكي المعارض والسياسي الناضج والبرلماني الصريح ، والناطق الرسمي باسم الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير أبجديات الحراك ومفردات المرحلة والعقلية السلطوية التي أنتجت واقعاً يتحرك ولم يغفل تراكمات زمنية بدأت منذ حرب صيف 94م الظالمة كما وصفها. أول من دعا إلى حوار وطني وسبق وأن اقترح دراسة النظام الفدرالي قبل 5 سنوات وجدد دعوته وقال : الفدرالية هي الحل.

حاوره :سياف الغرباني

تم احتجازك في إحدى النقاط الأمنية بمحافظة تعز .. هل حدث ذلك تنفيذاً لتوجيهات عليا فعلاً؟

- نعم كان ذلك في 17/5/2010م .. طبعاً لا تستطيع أي جهة أن تحتجز نائباً برلمانياً إلا بضوء أخضر من جهة عليا وأنا اعتقد أن الذي أتى بالأمر هو المسؤول عن حراسة - أو بالأصح - حرس الرئيس لأن الرئيس ذلك اليوم كان متواجداً في تعز .

طيب لماذا ؟

- هذا السؤال الذي لا زال يحيرني .. لكن هكذا كان الغرض من ذلك - حسب اعتقادي - نوع من الإذلال والإسكات والضغط لإسكاتي بمعنى آخر ضغط إذلال كي أترك العمل الجماهيري في الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير التي أنشئت قبل عام من هذا التاريخ في 22/10/2009م والتي أزعجتهم كثيراً وهذه الضغوطات التي تستخدمها بعض الأجهزة في السلطة تريد أن نبتعد عن أي عمل سياسي أو نشاط حقوقي تحت أي تسمية كانت.

على ذكر الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير .. ما علاقة هذه الحركة بالحراك الجنوبي ؟ وهل ما زالت قادرة على زلزلة الهضبة الوسطى تحت أقدام النظام كما جاء؟ ومتى سيكون ذلك ؟

- أنا المتحدث الرسمي لهذه الحركة ورئاسة الحركة دورية يرأس اجتماعها عند كل اجتماع أحد قادة الحركة ، نحن لدينا أهداف وطنية سامية وأهداف أخرى تتعلق بتنمية محافظة تعز.

أهدافنا الوطنية .. نحن نعمل تحت سقف الوحدة اليمنية وبالتالي نحن واضحين ولسنا أو نتقاطع مع من ينادي بفك الارتباط (الإنفصال). أهدافنا واضحة ونسعى لبناء دولة النظام والقانون دولة المؤسسات ، الشراكة الوطنية في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية لأبناء اليمن في عرض البلاد شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً .. العدالة الشفافية والمحاسبة لكل من يرتكب بحق هذا الوطن الانتهاكات ، والحوار ، وإيقاف كل الحروب وحل الأزمات والمشاكل بطرق الحوار، هذه أهم أهدافنا وهي أهداف لا يختلف عليها اثنان في هذا الوطن، وهي

أهداف لو كانت موجودة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولما انفجرت الحرب هناك في شمال الشمال في صعدة وعمران والجوف ولما تحرك الجنوب تحت مسمى الحراك وهذه كلها نتيجة لغياب دولة المؤسسات والنظام والقانون ، ولعدم وجود شراكة وطنية ولعدم وجود مواطنة متساوية الأمر الذي أدى إلى ظهور هذه الحركات وكذلك حركة العدالة والتغيير في تعز وفي محافظات أخرى كذلك. ونحن قادرون أن نفّعل عملنا في الأيام القادمة وهناك الكثير من الشباب والسياسيين وقادة الرأي في المجتمع يتوافدون إلينا ، يوماً بعد يوم تزداد هذه

الحركة قوة وتماسك ومصممين على تحقيق أهدافها بالطرق السلمية.

أفهم من كلامك أن هذه الحركة الجماهيرية محصورة أو متقوقعة في محافظة تعز؟

- لا..هناك تنسيق منذ البداية مع شخصيات اجتماعية وقادة رأي وشباب ومنظمات في محافظات أخرى مثلاً في محافظة إب وذمار والبيضاء وحتى محافظة عمران. كما سبق وأن قلت لك يزداد كل يوم توسعاً وانتشاراً ويزداد الانضمام من قبل الجيدين والحريصين على هذا الوطن.

والمحافظات الجنوبية ؟

- بدون شك هم رحبوا بهذه الحركة من الوهلة الأولى وعبروا عن ارتياحهم لهذه الحركة بتصريحات كثيرة لأنها جاءت أصلاً تعبر عن ما في نفوسهم ، لأنهم في المحافظات الجنوبية حقيقة هم أكثر وحدوية من أبناء الشمال وما يظهرونه الآن من دعاوي تطالب بفك الارتباط والإنفصال عن الشمال أعتقد ما هو إلا نتيجة لما عانوه ويعانونه ومن باب (فجّعه بالموت يرضى بالحمي) كما يقول المثل ، ورغم كل ما يمارس بحقهم إلا أنهم أناس وحدويون ويدركون أن الإنفصال وفك الإرتباط له آثار تدميرية ، لذلك هم يضغطوا تحت هذه التسميات (الإنفصال ، فك الارتباط) لكي يتوصلوا لدولة نظام وقانون ولكي يسترجعوا حقوقهم المسلوبة وشراكة وطنية في السلطة والثروة.

الحراك الجنوبي وصل إلى مرحلة من التعقيد والغليان الجماهيري في أوجه ، ما الذي يحدث بالضبط؟

- إذا كنت تقصد بالتعقيد تعدد فصائل الحراك الجنوبي أنا اعتقد من الطبيعي وتحت هذا الظرف أن تتعدد ظاهرة الحركات والتسميات ولكن في النهاية الهدف واحد..الكل رفع سوطه ضد الظلم وضد ما يمارس في حقهم من قهر وإقصاء وتهميش واستبداد – ضد الإقصاء والإبعاد – أصواتهم ترتفع لهذه الأسباب ولكن أؤكد أنه إذا لم تستجب هذه السلطة لمطالب الجميع في الشمال وفي الجنوب وما لم تسرع مع لجنة الحوار الوطنية

في عمل تعديلات دستورية وقانونية تتيح للمواطنين الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة وإيجاد دولة نظام للجميع وعلى الجميع .. فإن الحراك سيتطور وسيتحول في يوم ما إلى كفاح مسلح .. حينها سيفتح الباب أمام دول وأطراف عدة للتدخُّل وبالتالي ستحل الكارثة على كل اليمنيين .

- صحيح أن الحراك الجنوبي بدأ سلمياً ولكن ما يجري في الجنوب أقرب إلى كونه حراكاً مسلحاً .

 الآن والقضية لم تعد مظالم وحقوق بل فك إرتباط وإستقلال دولة؟

هو حقيقته بدأ حراكاً حقوقياً وسياسياً نتيجة لما يشعر به الأخوة في المحافظات الجنوبية من إقصاء وتهميش وعندما لم تستجب السلطة لهذه المطالب تطور الحراك وأخذ مجرى آخر وأصبح يطالب \"البعض\" بفك الإرتباط والإنفصال عن الدولة اليمنية إلى درجة أن بعض الأخوان في هذه المحافظات الجنوبية بدأ يتنكر ليمنيته وبلغ حد التعبير عن الظلم الذي ارتكب ويرتكب بحقهم إلى درجة أنهم بدؤوا يتنكرون لواحدية الدولة اليمنية كما هو معروف عبر التاريخ أننا دولة يمنية موحدة من أطراف المهرة حتى الحجاز كما هو مسلم به منذ زمن ،ولكن هذه الأصوات أؤكد لك أنها ستنخفض وتذوب في حالة تداعي كل عقلاء اليمن في السلطة والمعارضة وكل مكونات المجتمع اليمني والمنظمات المدنية ويلتفون في لجنة الحوار المشكلة ويعملون على

تصحيح هذه الأوضاع بتعديلات دستورية وقانونية أيضاً وتطوير النظام السياسي والنظام الانتخابي بما يتيح لكل اليمنيين الدخول في شراكة حقيقية في السلطة والثروة.

وأنا متأكد بأن ذلك يعني سحب البساط من تحت كل من يحاول تفرقة وتجزئة أبناء هذا الشعب.

هل ثمة ممارسات سلطوية في الجنوب تبرر مطلبهم الإنفصالي وفك الارتباط أو حتى رفع شعارات التشطير؟

- طبعاً ومؤكد وذلك نتيجة لممارسات السلطة منذ انتصارها في حرب صيف 94م الظالمة ، هذه الممارسات منها ما يتعلق بالإنسان وبحقوقه وكرامته وأملاكه ، ونتيجة تراكمات كثيرة جعلت من أبناء الجنوب يشعرون بالغبن والغربة في وطنهم لذلك أؤكد أن من أوصل الناس في هذه المحافظات إلى هذه الدرجة من حراك ومطالب وأصوات تنادي بفك الإرتباط وتقرير المصير هو ناتج عن ممارسات خاطئة وجرائم ارتكبت بحق هؤلاء في كرامتهم أخذت منازل وأراضي وبيوت كثير من المواطنين في المحافظات الجنوبية ولا زالت هذه الحقوق من منازل وأراضي بأيادي النهابة ولا زالت تمتد إلى ما تبقى من حقوق مسلوبة أصلاً من متنفذين من العيار الثقيل في السلطة. على سبيل المثال رؤساء الجنوب ورؤساء الحكومة وبعض الوزراء الجنوبيين نهبت أراضيهم وممتلكاتهم ومنازلهم من قبل نافذين ولا زالت في أياديهم .. كذلك صرفت مساحات كبيرة من أراضي الجنوب لأشخاص لا يستحقونها بينما حرم منها أهلها وملاكها الحقيقيون .. فيما حصل المتنفذون على آلاف الأمتار ، وبالتالي فقد أغتنى الكثير من متنفذين يتعاملون مع الجنوب كمصدر للثراء .

أيضاً هناك تعسفات كثيرة تمارس ضد أبناء هذه المحافظات كما تمارس بحق أبناء محافظات أخرى \"من الشمال\"مهمشون مقصيون عن مراكز صناعة القرارات ويعاملون بدونية وبمواطنة ناقصة .. لذلك كل ما حصل من .. -لا أسميها - تجاوزات في الجنوب بل \"جرائم\" في حق أبناء الجنوب من قبل هذه السلطة التي أنتجت واقعاً يتحرك .

لكن هل نستطيع القول بأن الحراك الجنوبي نتيجة تراكمات بدأت بالتزامن مع توقيع اتفاقية الوحدة بين قوسين \"تقاسمية إندماجية\"؟

-صحيح كان هناك بعض الأشياء التي حصلت ولكنها لا ترقى لأن تكون تراكمية كبيرة كانت تجاوزات وارتكاب بعض الجرائم بحق بعض الشخصيات الجنوبية كالاغتيالات التي كانت ورائها السلطة هنا في صنعاء عندما وظفت المتطرفين واستخدمتهم في اغتيالات عديدة لقيادات في الحزب الاشتراكي وبلغت كما نعلم إلى اغتيال من 156 إلى 160 قيادياً في الحزب الاشتراكي ، بدأت هذه التراكمات حقيقية ولكن التراكمات الحقيقية كانت أو بدأت في 94م والتي قلبت الموازين وجعلت الناس في المحافظات الجنوبية يغيّرون أفكارهم وقناعاتهم بالوحدة التي تشربوها في ثقافتهم وتعليمهم منذ الصغر.

ممن تخشى على الوحدة ؟

- حقيقة أخشى على الوحدة من هذه السلطة نفسها هي من تسعى إلى الانفصال وذلك بحمقها وتصرفاتها السيئة وتجاوزاتها وبارتكابها جرائم ضد أبناء الجنوب بنهب ثروات الجنوب بإقصاء أبناء الجنوب بعدم المساوات بالتعامل مع هذه المعطيات كلها أستطيع أفهم منها أن السلطة هي التي تسعى بنفسها إلى الإنفصال سواء علمت أو لم تعلم هذه هي الحقيقة.

ما قراءتك لمستقبل الحوار الوطني وعلى ما يتوقف نجاحه؟

- مسألة الحوار الوطني أقول إنني أول من دعى لهذا الحوار عندما رأيت أن الوطن يسير باتجاه مجهول ومن سيء إلى أسوأ وكان الغرض ولا يزال هو أن نتدارك الوضع وننقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن ننزلق كما انزلق الصومال وأتمنى أن يوفق اليمنيون وكل عقلاء اليمن في السلطة و المعارضة المشاركون في الحوار سواءً في لجنة المائتين أو اللجان المصغرة أتمنى بأن يستعجلوا الحوار فنحن قاب قوسين أو أدنى من السقوط المريع في مستنقع الحروب الأهلية والتمزق وتمزق الأرض في اليمن.

في حال إنسداد آفاق الحوار ورفض المشترك دخول الانتخابات هل ستنجح المعارضة في جر الحاكم إلى فراغ دستوري أم أن نظام الحكم هو من سيقود الوضع باتجاه إعلان حالة الطوارئ؟

- مهما كان ومهما حصل من إنسدادات ورغم كل من يحاولون وضع العراقيل أمام الحوار لكني ما زلت أمتلك الأمل بأن اليمنيين قادرون وحكماء على إخراج وطنهم وإنقاذه من كارثة محققة وفي نفس الوقت أود أن أؤكد وفيما لو حصلت هذه الكارثة ضحاياها الجميع سلطة ومعارضة وشعب ودولة بكاملها ولن تبقي شيئاً لأحد ، ولذلك آمل بأن يتفق الجميع للخروج من عنق الزجاجة.

بالنسبة للمعارضة والانتخابات .. أعتقد جازماً أن الانتخابات قد بات من الصعب إجراؤها نتيجة لعدم تنفيذ إتفاق فبراير 2009م الذي ينص على إحداث تطوير للنظام السياسي والنظام الانتخابي بما فيه القائمة النسبية .. أيضاً عامل الوقت وما تبقى من أشهر لا تكفي لإجراء هذه التعديلات لأن تطوير النظام السياسي والانتخابي بحاجة إلى تعديلات دستورية والتعديلات الدستورية بحاجة إلى وقت طويل وربما تحتاج إلى أكثر من عام وعلى هذا أعتقد جازماً بأن الانتخابات لن تجري أو تتم في موعدها وبالتالي سيتفق الجميع على تعديل الانتخابات حتى يتم تنفيذ اتفاق فبراير عبر لجنة الحوار وما سيتفق عليه في الأشهر القادمة.

ولكن هناك تسريبات تشير إلى وجود صفقة بين الحاكم والمشترك ماذا لو تمت هذه الصفقة ؟ وهل ما زالت البلاد مرهونة بمشاريع الصفقات التي تتم عادة خلف الكواليس؟

- أنا أؤكد لك أن حكاية الصفقات والصفقة هذه تحديداً ما هي إلا تسريبات من بعض الأجهزة الاستخبارية في السلطة هدفها بلبلة الرأي العام المحلي وحبس نبض الشارع والمعارضة ولمعرفة ردهم .. ليس هناك أي صفقات أبداً وإذا وجدت صفقات كما تقولون أو كما يشاع فأنا واثق من أن هذه الصفقات لن تكون إلا لصالح الوطن.

تعني صفقات وطنية ؟

- أولاً ماذا تعني الصفقات ؟ هل صفقات لمصالح شخصية مثلاً أو لأفراد معينين؟ لا .. أنا مع صفقات لصالح الوطن ولست مع صفقات لصالح أحزاب أو جهات بل أنا ضدها وإذا كانت هذه الصفقات تعني تقديم تنازلات من قبل المعارضة ومن قبل السلطة فإننا بذلك نكون قد بلغنا الهدف المنشود وهو الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار وطننا.

? إذاً التواصل الشخصي أو الفردي في -حين غفلة- ما الذي قد ينتج عنه ؟

- نحن أخوة نحن أهل أبناء وطن واحد نحن في سفينة واحدة وهذا شيء طبيعي أن يكون هناك تواصل ما بين أفراد أو جماعات وأحزاب أو بين المعارضة والرئيس ، فقط يهمنا الحفاظ على هذه السفينة وتمكينها من الإبحار في هذه الأمواج العاتية التي تهددها حتى تصل إلى بر الأمان.

? أنتم في المعارضة..هل لمستم رغبة رسمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

- السلطة ورموزها يدركون تماماً أنهم لو تمادوا بعد اليوم واستمروا في مكابرتهم فإنهم سيكونون أول الضحايا وسيكونون هم أول من سيدفعون ثمن حمقهم هذا قبل المعارضة وقبل أبناء الشعب .. لذلك أعتقد أنهم لن يغامروا في هذا الجانب عندما يرون بأن الكارثة تقترب وسيكون خيارهم هو العودة لحكمتهم الذي اكتسبوها من طول بقائهم في هذه السلطة وبالتالي سيعودون مجبرون لإنقاذ ما تبقى أو بالأصح ما يمكن إنقاذه.

النظام يتهم المعارضة بالاستقواء بالخارج والمعارضة تقول أن الخارج لن يجد مثل الرئيس نحن أمام معادلة صعبة ومعقدة ، برأيك الفترة القادمة الخارج مع من سيكون ؟

- أحب أن أقول لكم أنتم الصحفيون والكتاب .. الخارج لم يكون ولن يكون إلا مع مصالحه أو مصلحته فقط وبالتالي نحن نقول عندما ترتفع أصوات تتهم المعارضة بالعمالة أو بالتبعية للخارج هذه مجرد مكايدات سياسية وكلام وادعاءات غير صحيحة ، نحن لا نستقوي بالخارج أبداً نحن نستمد قوتنا من شعب مظلوم ومقهور ومهمش من قبل هذه السلطة نحن لا نتقوى بأحد من الخارج ، الواقع وحده من يدفعنا لنمارس

مهامنا كسياسيين في هذا الوطن ، وعندما نعارض فنحن نعارض تجاوزات وانتهاكات وتهميش وجرائم ترتكب بحق هذا الشعب من قبل متنفذين في هذا النظام.

ازدادت التحذيرات الدولية من أن اليمن يصير باتجاه الدولة الفاشلة هذا إن لم تكن قد فشلت أصلاً ، أنت كقيادي معارض هل تملكون مشروعاً وطنياً لمواجهة هذا الإنهيار؟

- بالنسبة لدولة فاشلة وللأسف نحن قد أصبحنا دولة فاشلة ولم يتبق لهذه السلطة سوى بعض الأشياء التي تمارسها مثلاً .. إعلام .. ثروة .. جيش للقمع ولكن كهيبة دولة لدى المواطن وسمعة واحترام لدى الخارج فعلاً أصبحت في الحظيظ.

لذلك أقول بأننا أصبحنا نعيش في حكم الدولة الفاشلة أما بالنسبة لنا كمعارضة وهل نملك أولاً .. نملك مشروعاً وطنياً .. أقول نحن نملك مشروعاً وطنياً إنقاذياً أعلناه قبل عام تقريباً كمشروع إنقاذي لهذا الوطن وطرحناه على لجنة الحوار ، وهذا المشروع انتشر وصدر منه أو طبع منه آلاف النسخ.

تقصد وثيقة الإنقاذ تلك..ولكن هل هو مشروع إنقاذ وطني فعلاً أو خلاصة لعصارة العقلية المعارضة ؟ وإذا كان كذلك فلماذا قوبل بالرفض وكان أول المعترضين عليه هم من شاركوا في صياغته ومن داخل أروقة المعارضة نفسها؟

- أنا معك فيما ذكرته ولكن أي عمل إنساني دائماً يشوبه النقص ونحن لسنا مصرين على أن ذلك هو مشروعنا النهائي بل طرح للحوار وبالتالي نقبل بتعديله والزيادة عليه أو النقص منه بما يتفق عليه اليمنييون في كل مكان وفي السلطة والمعارضة وكل التكتلات والتجمعات السياسية وكذلك منظمات المجتمع المدني وأكرر بأننا لسنا متمسكين به نهائياً ولكنه مطروح للنقاش والتعديل.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال وفيما يتعلق إذا كان ذلك المشروع خلاصة لرؤية المشترك .. فبرغم أني أحد أو قيادي في المشترك إلا أن لي كثيراً من الملاحظات والتحفظات على ذلك المشروع أو تلك الوثيقة ، لكن ما دام الأغلبية قد

أقرت ذلك المشروع فأنا لا أخرج أو لن أخرج عن رأي الأغلبية إلا في حالة نقاش هذا المشروع في إطار لجنة الحوار سأدلي أنا ومن يتفق معي من قيادة المشترك وكذلك الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير بملاحظاتنا على ذلك المشروع بما يتوافق مع المرحلة وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى دولة مؤسسات وطنية حديثة وكذلك شراكة وطنية حقيقية في السلطة والثروة.

حدثت مشاكل في أروقة المشترك بسبب الظهور الملفت لحميد الأحمر على حساب هذه الأحزاب التي كادت أن تغيب .. هل ستؤثر هذه الخلافات على تكتل المشترك ولو في المستقبل؟

- أنا لم أسمع بمشاكل داخل المشترك كان سببها ظهور حميد الأحمر أو غيره ، الشيخ حميد الأحمر أحد قياديي المشترك وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وله اهتمامات وطنية كبيرة ، نحن نعرف عنه وعن توجهاته الشيء الكثير.. توجهاته صادقة ، وعندما يظهر أي شخص في المشترك فمن حقه أن يظهر .. بحسب جهده وما يبذله من أجل تحقيق ما يسعى إليه المشترك وكل أبناء الوطن ، أعود وأؤكد لك بأنه ليس هناك أي خلاف بين أحزاب اللقاء المشترك سببه الشيخ حميد الأحمر. حميد أحد قياديي المشترك ولكنه في الأخير لا يسيِّر لجنة الحوار ، صحيح قد يكون شخصاً مؤثراً داخل لجنة الحوار لكن لجنة الحوار تتخذ قراراتها بطريقة شوروية وديمقراطية واضحة والأغلبية هي التي تفرض آرائها وفقاً للطريقة الديمقراطية

المعمول بها.

هناك معارضتان تعملان بقوة .. الأولى تتمثل في جماعة الحوثي والثانية في الحراك الجنوبي مع تباين أو اختلاف في الأهداف في حين اكتفى المشترك بالمعارضة على شاشات التلفزة وصفحات الصحف وليته كذلك ، بل يسرف في عقد الصفقات وغالباً ما يكون ذلك على حساب القضايا الوطنية والمصيرية الأمر الذي خلق نوعاً من عدم الثقة الشعبية بهذه المعارضة .. السؤال: هل يؤمل من هكذا أحزاب تنعت \"بالمعارضة\" إحداث تغيير تنشده منذ سنين ، ولماذا قياداتها لم تتجه إلى الشارع وتقود الناس بدلاً من مغازلة السلطة والنظام؟

- هذا السؤال فيه تجني كبير على أحزاب اللقاء المشترك صحيح هناك بعض القصور من أحزاب اللقاء المشترك ونحن نعترف بذلك القصور لأننا لسنا معصومين من الأخطاء والتقصير ولكن ما نعرفه أن اللقاء المشترك لم يتوان في أي لحظة عن المهمة الموكلة إليه - العمل من أجل مصلحة هذا الوطن- ..هناك قصور فعلاً وأنا أعترف بهذا القصور مثل عدم الارتباط بالشارع بقوة .. وكذلك في عدم فضح السلطة وكثير

من ممارساتها في حق أبناء هذا الشعب وثرواته ولكن هذا لا يعني أن اللقاء المشترك لم يقم بمهامه وقد يكون هذا القصور أو التقصير ربما جاء نتيجة لبعض الظروف يعرفها قادة أحزاب اللقاء المشترك ولا نعفي أحداً من أي تقصير .. هذا رأيي الشخصي طبعاً .. غير أنه لا يوجد تقصير أو إهمال أو حتى صفقات خفية مع

النظام على حساب الشعب ومصالح الناس.

ولكن لماذا لم تتجه إلى الشارع؟

- ربما هناك رؤية لدى القيادات في المشترك تقول هذه الرؤية أو مفادها .. لا نخرج إلى الشارع حتى لا تتحسس السلطة من باب التهدئة وإبداء حسن النية لها أيضاً والدخول معها في حوار جاد وشامل لعمل مخارج لهذه الأزمات التي يعيشها البلد ربما من هذا القبيل.

من متى والسلطة تستوعب فكرة الحوار؟

- الأيام القادمة وما يجري فيها من حوارات ستوضح للجميع من هو الصادق في توجهه . . فإن صدقت هذه السلطة في الحوار فسنعمل إلى جانبها لإنقاذ البلد وإخراج الوطن من أزماته .. وإن استمرت تكايد وتماطل وتستخدم أساليبها الثعلبية ، فسيكون لنا رأي مخالف وسنتوجه إلى الشارع مباشرة لفضح كل شيء وبشفافية لأبناء الشعب .. نحن في المعارضة صادقون واخترنا الحوار بديلاً عن أي طرق أخرى من أجل التهدئة ولكي لا نتيح لأي شخص مكايد ولمن يريد أن يوسع الهوة بمعنى آخر من أجل الوطن اخترنا الحوار وسنتحاور من باب التهدئة وحسن النية.

\"حسن نية\" أم أن هناك أوراق ضغط يلعب بها النظام ويستثمرها لصالحه ضد بعض قادة المشترك ؟

- أوراق ضغط تمارسها السلطة مثل ماذا هذه الأوراق ؟ لا يوجد أوراق ضغط الذي أعرفه أنه لا توجد أي ورقة ضغط ضد أي طرف في المعارضة ، كل الأوراق التي يمكن أن يقال عليها أوراق ضغط هي بيد المعارضة وتملكها ويملكها كل الوطنيين في هذا الوطن ضد السلطة.

السلطة ليس لديها أي ورقة ضغط أسألك..ما ستقول عنا؟! ماذا فعلنا؟! لا توجد أي ورقة ضغط؟

الفدرالية هي الحل سبق وإن قلت ذلك .. كيف ؟ ولماذا؟

- عندما طرحت مقترحي هذا \"الفدرالية\" في عام 2005م واقترحت بأن تقسم اليمن إلى أربعة أقاليم إدارية كان الغرض من هذا هو إشراك الناس .. إشراك أبناء الجنوب وأبناء الوطن في كل مكان في السلطة ، بحيث يشعر الجميع بأنهم شركاء في السلطة .. الفدرالية لا تعني كما حاول المزايدون تحريفها وتفسيرها بالإنفصال بل الفدرالية هي حكم محلي \"كامل\" الصلاحيات .. الفدرالية تعني شراكة حقيقية في السلطة والثروة .. الفدرالية نظام متقدم تعمل به أكثر من دولة في العالم ، يحد من صلاحيات الفرد ، والقبيلة ، والحزب وكذلك من أي مكون اجتماعي يحاول إقصاء وتهميش الآخرين .. الفدرالية تعني إيجاد دولة نظام وقانون دولة مؤسسات مستقلة ، الدول المتقدمة تحكم بالفدرالية أو تعمل بالنظام الفدرالي ، أمريكا ، سويسرا ، بريطانيا ، ألمانيا ، الهند ، وحتى الصين ، فرنسا ، وكل الدول المستقرة نظامها فدرالي فلماذا التخوف من الفدرالية ؟

حاولت السلطة وأزلامها قبل خمس سنوات عندما طرحت هذه الفكرة بإيعاز صدور المواطنين ضدي والسبب أن الفدرالية ستضع حداً للاحتكار والاحتقان ، والنفي والإقصاء ، ستقضي على مصالح الفاسدين والمتنفذين الذين يحتكرون كل ثروات الشعب ويجيرون كل صغيرة وكبيرة لصالحهم.. الفدرالية ستعطي مساحة واسعة لمبدأ الشراكة الوطنية وستنتهي كل التمردات والمشاكل الموجودة وبالفدرالية سيمنح كل ذي حق حقه ، وكذلك ستضع حداً لكل مرتكبي الجرائم والمخالفات بحق الشعب وحق المال العام والخاص وبالفدرالية سيكافأ كل عنصر أو مسؤول احترم الدستور والقانون وتعامل بما ينص عليه العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب حينها اقترحت تقسيم البلاد إلى أربعة أقاليم واقترحت حينها كذلك وكنتيجة لما لمسته في المحافظات الجنوبية من قهر وغبن ومن بداية الكره والتذمر من الوحدة اقترحت أن تقسم البلاد إلى أربعة

أقاليم .. إقليم جنوبي يضم محافظات عدن ، لحج ، إب ، تعز وتكون محافظات مأرب ، شبوه ، أبين ، حضرموت إقليم .. وراعيت في ذلك تداخل محافظات شمالية وجنوبية في الإقليم الواحد. وكان الغرض من مقترحي هو ترسيخ للوحدة ، ولكن الفاسدين والمتنفذين هم يعرفون ماذا تعنيه الفدرالية .. تعميق وترسيخ للوحدة أكثر .. والحد من نفوذهم وإيقافهم عن ما يرتكبونه بحق الناس من نهب للثروات وتجبر ضد الآخرين .. ولذلك وقفوا ضد هذا المشروع ولكني قلت لهم حينه ستعودون إلى مقترحي هذا ولكن بعد فوات الأوان ولو أن هذا المقترح أو الطرح تم مناقشته في حينه على أعلى المستويات وبين كل الأوساط وتم تشذيبه وتعديله وكذلك تعديلات دستورية وقانونية وتطبيقه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حراك وحروب وسحب البساط من تحت كل مزايد ومتآمر.

عندما يحس الناس بأنهم متساوون وأن هذا الوطن وطن للجميع وأنهم مشاركون في صناعة واتخاذ القرار على مستوى السلطة العليا أو حتى على مستوى الحكومات المحلية \"حكومات\" الأقاليم. أجدد دعوتي للفيدرالية وأقول للجميع بأنه هو النظام الذي سيعمل على استقرار اليمن وإزالة العبث عن كل الجهات التي تحس بالغبن في الجنوب والشمال ونعمل على بث العدالة الاجتماعية ومحاسبة كل الفاسدين .. لأنه أيضاً هناك محافظات شمالية كثيرة وكبيرة تعاني من الغبن والتهميش والإقصاء ومحاربة أبناءها من قبل متنفذين

معروفين داخل هذا النظام مثل إب ، تعز ، الحديدة ، البيضاء ، مأرب ، المحويت ، صعدة وغيرها .. أقول هذا الكلام جازماً بأننا نعاني من التهميش والإقصاء من النظام في فترة من الفترات وخصوصاً بعد حرب 94م نشعر بأن الوطن وكأنه ملكية خاصة للأسرة الحاكمة حيث تصرفوا مع مجموعة من المنتفعين والزباجين الفاسدين حولهم ولهم الحق في أن يتصرفوا به كضيعة أو كمزرعة ولم يصحوا إلا بعد أن ظهرت

حروب ستة في صعدة وحراك في كل المحافظات الجنوبية ومشاكل اقتصادية كثيرة بالإضافة إلى مشاكل القاعدة وهم الآن في حيرة من أين يبدأ الإصلاح وما يعملون..لذلك نقول لهم يجب أن نلتقي جميعاً سلطة ومعارضة وكل مكونات الشعب ونتحاور ونتنازل عن الغرور والشعور بأننا كل شيء من أجل هذا الوطن ونعمل على تعديلات وتثبيت مبادئ دستورية وقانونية نشرك كل المواطنين في الجنوب والشمال في

السلطة.

هل ثمة أفق أفضل لبلد أنهكه الفساد والاستبداد؟

- رغم الانهيار المتسارع للبلد إلا أنني لا زلت أملك الشعور بالأمل ، وأننا كيمنيين سلطة ومعارضة قادرون على أن نوقف هذا التدهور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولكن هذا بحاجة إلى الجدية والسرعة فعامل الوقت مهم ، يجب خلال الستة الأشهر القادمة أن يكون هناك أشياء ومتغيرات في هذا الجانب ما لم فإني أحمّل السلطة فيما سيؤول إليه الوطن من تشرذم وتمزق وحروب لا نتمناها ولا نرضاها لأحد وهي في النهاية لا تصب في شيخ سلطان الكلمة لك ما الذي تود أن تقوله ؟

- أدعوا وأرفع صوتي عالياً للأخ رئيس الجمهورية في هذا الظرف العصيب ، يجب عليه العودة للعقلاء ولمن وقفوا معه منذ الوهلة الأولى من سنوات حكمه سواءً كانوا قادة في الجيش أو قادة للرأي في المجتمع ويبتعد قليلاً عن المتزلفين وكل العقليات الصغيرة التي تحاصره في إطار حلقة وتمنع وصول الوطنيين إليه ، إذا أراد إحداث إصلاحات حقيقية تضع حداً للسقوط.

*نقلا عن الحرة