صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
مثلت معركة غزة الأخيرة ظاهرة عسكرية متفردة ذلك التفرد تجلى في حضور الأداء العقلي حضورا طاغيا في المعركة تخطيطا وأداء ونتائج وذلك نتيجة للفارق الكبير في الامكانات والتسلح ومساحات التحرك وميادين المناورة لذلك كانت هذه الحرب بامتياز حرب ( العقول ) والتي ظهر فيها بشكل جلي تفوق المقاومة الفلسطينية تفوقا ملحوظا نتيجة عدد من التكتيكات التي أنتجها العقل الفلسطيني وطُبقت بميدان المعركة .
جوانب التفوق الفلسطيني تلك يمكن الإشارة إليها على سبيل المثال لا الحصر في التالي :
1- معركة الصورة : في هذه المنازلة المهمة تفوقت المقاومة الفلسطينية تفوقا ساحقا ماحقا حيث تم مخاطبة العالم أجمع بكل اللغات ولكل الفئات وعبر جميع الوسائل العصرية وبمعايير التوثيق المهنية وبالكيفية الهادفة وسرعة النقل والمواكبة .
تلك الصورة وضعت العالم برمته أمام حجم الجريمة وبشاعتها وفجور مرتكبها وقذارة داعمها وكشفت المستور من المواقف وحددت بدقة نسب الرضى والرفض على مستوى العالم . إنها الصورة كمعركة تهاوت أمامها جدران أكاذيب ( إسرائيل ) وحلفائها وأبرزت الحقيقة الناصعة للعالم بشكل فوري فأحدثت تحولا غير مسبوق في الرأي العام العالمي حيث قفزت نسبة التأييد لعدالة القضية الفلسطينية من 20% إلى 95% عالميا بالطبع .
2 - معركة الإرادة : حسمت المقاومة هذا الجانب من المعركة لصالحها مبكرا فالشعب الفلسطيني عرف منذ القدم بإرادته الصلبة وعزيمته الفولاذية وشكيمته الجبارة فمثلت الجماهير الفلسطينية عامل حسم رئيس في المعركة وتأكد الصهيوني وداعموه أن تلك الجماهير لم تهن عزائمها أمام أطنان المتفجرات ولم ترعبها الغواصات وحاملات الطائرات ولم تربكها الأشلاء الممزعة ولا الجثث المتناثرة .
ومثلت عودة الفلسطينيين عبر معبر رفح إلى غزة مع أول أيام الهدنة وكذلك عودة النازحين بنفس اليوم إلى شمال القطاع مثلت أكبر برهان على قوة الإرادة التي تتمتع بها حاضنة المقاومة الفلسطينية .
وبهذا الفعل الاستراتيجي في التوقيت المفصلي ظهر للصديق قبل العدو أن كعب المقاوم الفلسطيني هو الأعلى وكفته هي الأرجح مقابل عدوه الذي يعاني عقدة ضعف تاريخية .
هذه العقدة على مر التاريخ هي شارة الخسارة وأمارة الهزيمة عبر موجات الصراعات الأممية وعلى مدار التاريخ البشري .
3 - التكتيكات الميدانية : التكتيكات العسكرية الميدانية التي تفوقت فيها المقاومة متعددة وأوقعت الجيش الصهيوني في عدد من الفخاخ والحفر المؤلمة التي يصعب الخروج منها والمتعدية الخسائر زمنيا وماديا ولعل أهمها معركة المشافي والمراكز الصحية والتي لم تستطع إسرائيل تقديم أدلة بل
غرقت في الخسارة العسكرية والاستخبارية والخلقية والقيمية على مستوى الداخل وعالميا أيضا وغرق فيها حلفاء نتنياهو بواشنطن ولندن وباريس وغيرها من العواصم ومن التكتيكات المهمة للمقاومة ما يتعلق بالجانب الإنساني والتعامل مع ملف الأسرى والمعتقلين حيث كان تفوق المقاومة وإحرازها للنقاط واضحا في هذا الجانب .
4 - معركة ( الرضٌع والخدج ) من الأطفال :
نظرا لحجم الاجرام الصهيوني وفضاعة الإبادة الجماعية التي جعلت من الأطفال هدفا في بشاعة وفضاضة غير مسبوقتين على مستوى حروب العالم وبحيث شكلت نسبة الأطفال أكثر من 65% من حجم الضحايا الفلسطينيين فإن المقاومة نتيجة هذا أبرزت حجم الجريمة في حق الأطفال عامة و( الرضع والخدج ) خاصة وقدمتها للضمائر العالمية بأسلوب قوي جدا ومتعوب عليه وسخرت له هامشا يستحقه فكانت الاستحابة العالمية أكثر إيجابا من المتوقع ووقعت إسرائيل في دائرة الاتهام واهتزت صورتها العالمية واتسعت مساحة التنديد والاستنكار العالمية وتم تجاوز الدوائر السياسية في عواصم العالم من قبل الضمائر الشعبية في مختلف البلدان وسقطت أكذوبة ( حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ) وطغت صور الأطفال الرضع ورفاقهم من الخدج طغت على مساحات التواصل في العالم وامتلأت بها مليارات الهواتف في مختلف القارات وما زال وسيظل التفاعل الإيجابي على مستوى العالم . المعروف أن الصور والأحداث تتلاشى من المخيلات مع مرور الوقت إلا صور الأطفال أولئك فإنها لن تنمحي ولن تختفي من حدقات الأعين العالمية ولا يمكن تحريفها أو تزويرها وستبقى أشبه بوحي محفوظ تتوارثه أجيال ( الأحياء ) من البشر وتحاكم به القتلة وداعميهم ليس على مر العقود بل والقرون أيضا .