حتى يسقط النظام ..!
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
السبت 28 مايو 2011 11:07 م

شخصان ، يتحدثان عن ماجرى بين قوات الأمن وبين أولاد الشيخ الأحمر ، كانا هما الوحيدان اللذان يتحدثان بلغة أخرى والناس في منصىة إنتظار الحافلة يسمعون ، لغة أربع ظواهر كونية ، لغة الرياح ولغة المطر ولغة وقوع الأغصان على المنصة فيما يشبه الطرق بين حين وآخر ، ويسمعون طنين لغة رابعة غير مفهومة لشخصين يتحدثان بإيقاعات لغة بدت صعبة ، لقد كان يوما ماطراً ً ، جعلته سيئا ً رياح شديدة ، سلبت على أكثر من شخص مظلته ورمتها هناك في الشارع ، يتحدثان ورياح تقتلع أغصان الشجر وتلقى بها علينا نحن من في المنصة، ياقدر الله إنهما هنا في هذا الطقس ، وفي هذه القارة وفي هذا البلاد من أعالي الأرض ،وفي مكان قصي من هذه المدينة التي دمرها الغزو ذات عام ، يقول من شهد الغزو، أن أقسى تدمير في أوروبا حدث في الحرب العالمية الثانية، حدث لعدة مدن وهذه المدينة واحدة منها ، والشخصان يتحدثان عن ما يشهده بلد هناك في وسط الجنوب من الأرض ، واليمن بلد في وسط الجنوب من الأرض، الشخصان يعرفان بعض لكن إلى درجة نسيان الأسماء ، كثيرون منا يلتقي باشخاص ، جمعتنا بهم ظروف الدراسة القديمة أو العمل القديم أو مقاهي الأندية أو.. ، ثم لانتذكر الأسماء ، ظهر لي هذان الشخصان من هذا النوع من البشر، يعرفان بعض منذ زمن بعيد ، لكن لايتذكر كل منهما إسم الآخر ولا يعرف بعضهما قرية الآخر ، يمانيان ، سحنتهما لهجتمها ، لغة الجسد ، ملامح الوجه القاسية ، حالات ألم الحديث، لم اتدخل في النقاش ، لا أعرف كيف صبرت على أن اسمع فقط ، كان الثاني بجدية شديدة لايهمه ما يجري ، بل ربما كان مبتهجا ً، في حين كان الأول كئيبا ً حزينا ً لمايجري ، قال للثاني ، لم يعد لي أحد في اليمن ، ثم يصب لعناته على أولاد الشيخ وعلى الرياح ، ويصب الثاني لعناته على أولاد الشيخ أيضا ً وعلى الرئيس بحرارة أكثر وعلى قوات الأمن وعلى قوات الجيش وعلى الشعب الغير مثقف والغير حضاري وعلى الرياح وعلى المطر وعلى الباص الذي لم ياتي .. خمس دقائق من النقاش انتهت عند وصول الحافلة بعبارة ....حتى يسقط النظام قالها الثاني ، والرجل الأول في دهشة يقول حتى يسقط النظام .. ليش ..؟ ، لانريد سقوط النظام ، الثاني ، نعم نريد سقوط النظام لكي نسترد دولتنا ، ويش دولتكم ، الثاني يجيب دولة الجنوب .. تدافع من في المنصة على ركوب الحافلة التي وصلت للتو ،وسعي الشخصان لتأمين مقاعد للجلوس ، والسعي أوقف الحديث عند، حتى يسقط النظام ، المقاعد باعدت بينهما وبين النقاش، نزل أحدهما في المحطة الثالثة ، مودعا ً الآخر بإشارة الوداع المعروفة ، رفع اليد اليمنى بمحاذة الكتف وتبع خطاه خارج الحافلة ، الحافلة تبعده عنا ، لم نعد نراه ، الآخر واصل رحلته، ونزلنا معا ً في وسط المدينة ّ، وقفت أتامله وهو يتجه يمنيا ثم شمالا ، ثم ابتعد ....بعيد ...ثم أبعد .. وغاب ، تيقنت أن ثلاثتنا ، ذهبوا في جهات ثلاث ، لكننا ، كنا ثلاثتنا عن بعد الجهات الثلاث نُحدث انفسنا عن جهة واحدة .. أين يكون اليمن ... اليمن أجمل وجه أدارته الدنيا نحو الله، قلتها في نفسي، لكنه أيضا ً قالها بصدق ..حتى يسقط النظام ، فسيكون يمنا ً آخر .. ليس وحده كثيرون .. حيدثهم اليوم ... حتى يسقط النظام.

الحوثة وحزب حق واتحاد قوى شعبية هؤلاء جهة واحدة ..وحتى يسقط النظام

الحراك جهة واحدة ...وحتى يسقط النظام

القاعدة جهة واحدة ...وحتى يسقط النظام

الإصلاح جهات ...وحتى يسقط النظام

الاشتراكي جهات ... وحتى يسقط النظام

الناصري والبعثي ...جهات وحتى يسقط النظام

شباب الثورة ... جهات وحتى يسقط النظا

ثم أولاد الأحمر جهات.. وحتى يسقط النظام

من تحسب فيهم خيراً ً لليمن جهات .. حتى يسقط النظام ، وكلهم ... جهة وجهات يجتمعون على صعيد واحد الآن حتى يسقط النظام ، ثم يعودون بعد سقوط النظام للبحث كلا منهم عن يمنا ً له ، ولن يجدوه إلا بإيقاعة في الحرب الأفقية وفي الحرب الأفقية لا العمودية يسكن دائما ً اليمانيون العاديون ، أنا أنت إبن عمك قريبك صديقك ، فلنبحث عن قبر، جهتان في الحرب ستحسمان شكل اليمن القادم ، ولن يذهبا إلى الاختلاف، الحوثة والحراك ، كلاهما اتفقا ، انتم خذوا الجنوب ، ونحن نأخذ الشمال ، أمريكا موافقة على هذا الإخراج وستعمل عليه عند سقوط النظام ،ولحقت بالسقوط ،حروب من أسقط النظام ، وأمريكا في اليمن أقرب إلى الحوثة المسلمين الشيعة من أي فصيل آخر ، تاريخيا التحالف الشيعي المغولي ناجح وحديثا ً التحالف الغربي الشيعي نجح بقوة في العراق وسينجح في اليمن ، مشكلة أمريكا والغرب وأوروبا هي مع السنة التي خرجت منها القاعدة المنظمة الإرهابية، أوروبا المسيحية العلمانية وأمريكا المسيحية البروتستانتية ، حسمت أن لا مشكلة البتة مع الشيعة ، لهذه الأسباب منعت أمريكا اليمن من استخدام اسلحتها في مواجهة الحوثة في اليمن ، ومنعت امريكا مائة طائرة حربية إسرائيلية في 2009 أيام إيهود أولمرت من الهجوم على مفاعلات نوويات إيران ، وفي اليمن يقول الحوثة للأمريكان وهم على حق لايوجد شيعي في القاعدة ، كلهم سنة شوافع أو من يسمونهم بالوهابيين ، كل سني عند الشيعة وهابي ، من جهتها إيران تدعم الاثنان الحوثة وقائد الحراك النمساوي بالمال والقادة يحصلون على مال وفير، وقواعد الحراك يعتقدون أن ما يقدمه البيض لهم من مال قليل لنشاط التجمعات والهجمات على نقطة هنا ومركز هناك ، يأتي من صندوق مغتربي يافع والضالع وحضرموت الموزعين في الإمارات والسعودية وأمريكا وبريطاينا ولايعرفون شيئ عن مال إيراني آخر يمر للقائد النمساوي عبر ألمانيا بلجيكا النمسا ـ أوسترياــ ، أو بلدان أخرى ،لا أدري ، و يخفي النمساوي دعم طهران له ، تماما كما يسعى الحوثة لإقناع اليمانيين أن قطر هي من تمولهم ، لا إيران والنجف ، قبلها قالوا ليبيا القذافي ،وقبلها قالوا ، قبائل اليمن الفقيرة هي من تدعم بالمال، والآن يقولون قطر هي من تمولهم، تطهيرا ً لوجه إيران المشرق عليهم كل صباح وتشويه لوجه قطر في اليمن وفي دول الخليج كل مساء ، وعند سقوط النظام ، كل النظام ، الجهتان المهيئتان للحكم والسيطرة ، هما الحوثة والحراك ، وعندما تسمعوا أن معسكرا للحرس الجمهوري أو مركز في نهم أو أرحب أو الجوف أو خمر أو العصيمات سقط هذه الأيام بيد مسلحي قبائل ، فتيقنوا أنه سيكون بيد الحوثة لا غيرهم .

كما أن الحوثة أقوى من الإصلاح ماليا ً وعسكريا ً بسنين طويلة ، وسيكونون الأقوى بواشنطن والغرب ، والإصلاح قوته وضعفه الآن ، هو الشيخ عبد المجيد الزنداني ، الإصلاح أبعد نفسه عن الزنداني بسبب تهمة الإرهاب وتخلص من وجوده في المستويات القيادية العلياء على مدى عشرة أعوام ، وبدون الزنداني رجل الحشد لن يقوى الإصلاح على أن يكون قوي ولن يقبل الإصلاح الزنداني خوفا ً من امريكا، ولن يتحالف الغرب البتة مع الإصلاح بوجود الزنداني وعدمه، صحيح أن الإصلاح تملق أمريكا بتحجيمه للزنداني ، لكن ذلك لم ولن يشفع له، والحوثة في تقييم مُركب ، هم أقوى من محور علي بن محسن وهم يسيطرون اليوم على مواقع تعود أصلا ً لمحور علي بن محسن والذي تقلص محوره إلى أم ثكنات المحور قرية مذبح العسكرية حيث قيادة الفرقة، والحوثة كأسرة مؤسسة للحوثية ، أقوى من أولاد الشيخ الأحمر والذين ربما ينضوون تحت لواء الحوثة ،إن لم تكن رمزيتهم فاعل أساس في زعامة الإصلاح، ولن يقبلوا بأقل من ذلك ، والزعامة هي إحدى أسباب مشكلتهم مع الرئيس، هؤلاء ولدوا زعماء، ولن يتمكن الإصلاح من تهذيبهم سياسيا ً، ثم ثانية أن الحوثة أقوى من القاعدة الثلاثمائة شخص ، والحوثة هم القوة الفعلية الثانية بعد الرئيس في تشكيلات القوى في الميدان ،يليهم الحراك المطعم بخبرات عسكرية رفيعة ، قوة الرئيس تكمن في شخصة الخطير، وفي سلطته الدستورية وفي جناحين عسكريين ، جناحي القوات الجوية والقوات البحرية ونصف القوات البرية وعدد غيرقليل من قبائل موالين،والحراكيون في كل محافظات الجنوب هم الأقدر في رأي واشنطن على تسلم زمام الأمور ومواجهة القاعدة، إن حلت الحرب محل سقوط النظام، وليس للحزب الاشتراكي أي قيمة لدى كل ابناء المحافظات الجنوبية، فهم يعتبروه اليوم حزبا ًمن الماضي وحزبا ً من محافظات الشمال ،كما أن زعيمه ياسين سعيد نعمان من محافظة شمالية ، ويُعد الحراك الآن أكبر وأقوى تجمع عسكري في محافظات الجنوب، ولامنافس له ، لكن بكثير من السياسيين القبليين ، وللحراك هدف واحد واستراتيجية واحدة على المدى القريب ، هي الفراق بيننا وبينهم، وإن زغرد المتظاهرون في صنعاء وتعز بان الحراك تخلى عن هذا المطلب ، يزغردون لوهم القوم السذج ، والحراك كالحوثة فاعل ميدانيا ًهذه الأيام المغبرة المتربة .. فعندما يسقط جنود وضباط ومركز هناك في المحافظات الجنوبية ، لاتصدقوا أن من هاجم مركز الأمن والشرطة والجيش والنقطة والمديرية والمكاتب هم فقط من مسلحي القاعدة ، بل حراكيون أيضا ًيهاجمون ولكن ربما بأقل عنفا ً ودموية ، قد لا يهاجم الحراك نفس المراكز وقد يصداد مراكز ومرافق أخرى وهكذا هكذا ... حتى يسقط النظام... فأين تكون أنت .. وأين يكون اليمن أجمل وجه أدارته الدنيا نحو الله... إن سقط النظام !؟

*إعلامي يماني