الى شباب الثورة: ثورتكم منتصرة فاتجهوا الى الشعب!
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 20 يونيو-حزيران 2011 02:58 م

 على الرغم من العقبات التي تواجهها ثورتكم فتأكدوا انها ستنجح في اخر المطاف و لكن بعد ان تلتحموا بالشعب. اني لا قول لكم ذلك مجاملات او من قبل التمنيات و انما اقوله استنادا الى حقائق موضوعية.

 لقد نجحتم في التوحد حول ضرورة التغير. فلم يكن مطلب التغير قبل ثورتكم بمثل هذه القوة و الشمول. فما عليكم الا ان تنقلوا اصراركم الذي عبرتم عنه في ميادينكم و التي بكل تاكيد صادرة من اعماقكم و من قلوبكم الى الشعب اليمني بكل تنوعاته. و اذا ما نجحتم في ترسيخ ذلك في قلوب كل اليمنين فان ثورتكم الصادقة ستكون راسخة رسوخ جبال اليمن. و في هذه الحالة فانه سيكون من المستحيل ان يتم هزيمة ثورة تستند الى مثل هذه الارادة و العزيمة مهما كانت العقبات التي تواجهها.

 لقد كسرتم حاجز الخوف. إنكم لم تتراجعوا امام ارهاب و قتل و تأييس و تحبيط السلطة. و لذلك يجب ان تتعزز ثقتكم بأنفسكم فلن تهزموا من قبل اعداء ثورتكم أيا كانوا. اذ أنه لم يعد في ايديهم اي اوراق او سائلة اخرى يمكنهم ان يواجهوا ثورتكم. و اذا ما حاولوا فانهم سينهزمون و يولون الدبر.

 انكم قد طعمتم الحرية فمن ذاقها لا يفارقها مهما كان ثمنها. فبعد الان فلن تقبلوا ان يفرض عليكم احد العبودية من جديد حت اي تبرير او تضليل. ها انتم قد قررتم ما تريدون و بالتالي فلن تقبلوا من اي جهة ان تقرر بدلا عنكم. ها انتم تقودون انفسكم بأنفسكم و بالتالي فلن تقبلوا بان يقودكم احد بعد الان.

 انكم ستنتصرون لان كل محاولات او قل وعود الاصلاح السابقة قد فشلت. فاذا ما اتجهتم الى الشعب فانه سيستجيب لكم لأنكم امل اليمن الوحيد. فقد وعدوا من قبلكم فاخلفوا و عجزوا ففقدوا اي مصداقية لهم. و نتيجة لذلك فلم تعد السلطة قادرة على الاستمرار نظرا لتصدعها و تناحرها. و كذلك لم يقبل من احزاب المعارضة اي وعود بهدف القبول بحلولها محل السلطة لأنها في حقيقة الامر لم تكن في يوم من الايام الا جزاء منها. انكم ستنتصرون لأنه لم يعد بالإمكان ان تتفق السلطة و المعارضة من جديد على المشاركة في الحكم من جديد. فما يفرقهم لا زال موجودا. انهم سيهلكون بعضهم بعضا. انتم الباقون اذن فانتم امل اليمن الوحيد. و لذلك يجب ان تنتصروا من اجل بقاء اليمن و تطوره و تقدمه.

 من اجل ان تنتصروا باسرع وقت ممكن فان عليكم ان لا تراهنوا على احد سواء شعبكم. فبدلا من استجذاء دعم القوى الإقليمية و الدولية فاتجهوا الى الشعب. فالتاريخ يبرهن على ان الارادة المحلية اقوى من اي ارادة خارجية لأنها تنبع من مصالح مشروعة و اخلاقية. اما الارادة الخارجية فانه تنبع من مصالح غير مشروعة و غير اخلاقية.

 و من اجل ان تنتصروا في اسرع وقت ممكن فان عليكم ان تصمدوا في ميادين الحرية من اجل ان تحافظوا على ما اكتسبتموه من وعي كبير. عليكم ان تدركوا انه ما كان يمكن لكم ان تكتسبوه حتى لو التحقتم بأعرق الجامعات و الكليات العالمية. فقد جمعتم بين التصورات النظرية و التطبيقات العملية. و لذلك فإنكم لا تحتاجون نخبا لتوعيكم و لا للتعبير عنكم.

 من اجل ان تنجزوا مهامكم فان عليكم ان لا تقبلوا اي تحايل على مطالبكم الاساسية من اي جهة كانت. و كذلك فان عليكم ان تسمحوا باي انحياد عن سلمية ثورتكم حتى اي ظرف. فاتجهوا الى الشعب و وعوههم حول فوائد تحقيق مطلبكم الاساسي المتمثل في ازالة الظلم و الظالمين و تحقيق العدل للجميع. ان ذلك سيكون نتيجة حتمية لمطالبكم الاخرى مثل اسقاط النظام و بناء الدولة المدنية و تحقيق المواطنة المتساوية و المشاركة العادلة في السلطة و الثورة و احترام حقوق الانسان و بناء اليمن المتقدم اقتصاديا و العادل اجتماعيا.

 و بعد ان اخترتم الطريق السلمي لتحقيق هذه المطالب فلا تقبلوا ان تخل عن ذلك مهما كانت الاستفزازات و المبررات و الدواعي. فمن يرغب بغير ذلك فعليه ان يبتعد عنكم و ان يتحمل مسئولية رغبته هذه.

 و من اجل نجاحكم في ذلك فان عليكم ان تسرعوا في انتخاب قيادة موحدة لكم تعمل على تحقيق هذه المطالب و بهذه الوسائل. ففي هذه الحالة فلا يهم من يتولى القيادة لأنها ستكون مغرما لا مغنما. و لن يتحقق ذلك الا اذا تم التمسك بهذه المطالب و عدم السماح لكائن من كان بتغيرها الى مطالب اخرى لا يتم التوافق عليها. و كذلك ان الزام القيادة بتحقيق هذه المطالب من خلال الوسائل السلمية سيسهل من عملية الرقابة و المحاسبة و المسائل و بالتالي تجفيف منابع الاختلاف و التناحر.

 بعد ان يتم اجاز ذلك فما عليكم الا ان تتجهوا الى الشعب. و سوف يستجيب لكم لان هذه المطالب هي مطالبه و لأنه هو المستفيد الوحيد من تحقيقها. عليكم ان تدركوا ان هناك جزاء كبيرا من الشعب ليس معكم في الوقت الحاضر.

 فمن الواضح ان نسبة كبيرة من هؤلاء هم في مربع الانتظار او واقعون تحت تاثير الكذب و التضليل. و بما ان ثورتكم تهدف الى رفع الظلم عن كل يمني مهما كان ماضيه فانه يجب عليكم ان تقنعوا كل يمني بذلك.

 و من اجل تحقيق ذلك فانه يجب عليكم ان توضحوا للمترددين و المخدوعين ان اليمن الجديد لن يتحيز مع بعض اليمنين ضد بعضهم البعض مهما كانت انتمائيتهم السياسية او المذهبية او مناطقهم او وظائفهم او افكارهم السابقة. فقط المتطلب الوحيد من هؤلاء هو ان لا يكونوا قد لطخوا ايدهم بدماء اليمنين غدرا و عدوانا و ان يتوفقوا عن ممارسة الظلم بكل انواعه.

 فاذا ما نجحتم في اقناع غالبية الشعب بمطالبكم هذه و اعتقد انكم ستنجحون في ذلك فلن تستطيع اي قوات في الارض الوقوف امام ثورتكم مهما كان عنفها او سطوتها او ثرائها.