آخر الاخبار

تحدث عن نجاح كبير في توحيد القوات.. وزير الدفاع الفريق الداعري: هدفنا الأساسي هو صنعاء ولدينا خطط استراتيجية كاملة لاستخدام القوات قوات خاصة إسرائيلية تسللت متنكرة بزيّ الدفاع المدني لدخول غزة.. يكشف أمرها وتتعرض لضربة قاتلة «تيك توك» يكلف الذكاء الاصطناعي و40 ألف موظف للمراقبة ويزيل أكثر من 200 مليون محتوى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يفرض عقوبات على لاتسيو وأتلتيكو بسبب عنصرية الجماهير إيران تصدر قرارا بتعيبن ابو باقر وصيا على حزب الله لإدارته وتسيير شؤونه الحوثيون وحروبهم السبب الرئيسي وراء انتشار أخطر الأمراض النفسيه في صفوف اليمنيين .. المبعوث الأممي من موسكو يطالب بالحفاظ على توافق مجلس الأمن بشأن اليمن حرب السودان.. هل اقتربت المعركة الفاصلة؟ تعرف علي سيناريوهات الإدارة الأمريكية القادمة في التعامل مع الحوثيين وأبرز الفروق بين قرارات ترامب وهاريس بعد الفوز دول خليجية تطالب أميركا بمنع إسرائيل من استهداف حقول النفط إلايرانية

المرأة العدنية كالعنقاء من بين كل هذا الخراب‎
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2010 06:26 م

المرأة التي شاهدناها في فعاليات خليجي 20 في وسط الجمهور والتي أبهرت الجميع بحضورها ونشاطها وحماسها هي بالتأكيد المرأة العدنية صاحبت الإرث والثقافة والوعي المختلف عن باقي نساء اليمن، بل عن باقي النساء العربيات من محيطه إلى خليجه، وهي كانت العلامة الفارقة والجميلة بالنسبة لنا نحن اليمنيون ونحن نشاهد أسوء حفل افتتاح ممكن أن يمر على تاريخ البطولات الكروية وأسوء نتيجة كروية يتعرض لها المنتخب الكروي الذي يفعل ويقوم بكل شيء في الملعب إلا ممارسة كرة القدم.

عجيب أمر المرأة العدنية، عجيب جدا، وخاصة أن حضورها المكثف هذا يدل على مرحلة متقدمة من الوعي الحضاري الذي يحتاج إلى تأسيس فكري وثقافي مستمر وطويل وعلى مستوى عالي من التنوير، وهذا ولا شك شيء غير موجود في عصر الوحدة ولا حتى في عصر الرئيس الصالح.

أعرف كما يعرف الجميع أن هذه المرأة هي الجيل الثاني من جيل الوحدة الذي تضررت قانونيا واجتماعيا جراء هيمنة تيار رجعي على مقاليد الحكم و بعد التشويه المستمر والدائم للدستور اليمني تحت سطوة المنتصرين من رجال الدين والقبيلة، هذا التشويه حدث بعد أن كانت المرأة العدنية تتمتع بأفضل قانون أحوال شخصي والذي كفل لها حريتها وصان حقوقها وساواها بشقها الآخر ،فكانت القاضية والمحامية والمهندسة والفنانة وهذه الأشياء كانت قد وضعت ونفذت على أيادي النظام القائم آنذاك والممثل بالحزب الاشتراكي اليمني حين كان حزبا تقدميا واضح الملامح والإيديولوجية وليس كما الحزب الحالي المترهل والسطحي سواء على مستواه الكلي " الجمعي " أو على المستوى الفردي من أعلى قيادة لديه حتى أصغر كادر.

إذا المرأة العدنية انتصرت لنفسها بعد أن خذلها الجميع وتخلى عنها، حتى بعد سطوة الفكر السلفي بكل أدواته وتمكنه وبعد أن جعل المرأة هدف من ضمن أهدافه العظيمة فظل يلاحقها في الأسواق والمنابر وفي صفوف المدارس وظل يهينها تارة بأنها ضلع أعوج وتارة بأنها ناقصة عقل ودين ومرة أخرى بأنها تتساوى مع الشيطان والكلب الأسود في قطع صلاة ( الرجل )ومحاولات تليها محاولات في قمع إرادتها وتغطيتها بالسواد ولا شيء غير السواد ومنع الهواء والأوكسجين والضحك عن ثغرها لأن صوتها وجسمها وعينيها عورة وفتنة، وبعد أن تم تمهيد الأرضية الذكورية باسم الدين جاءت الدولة ممثلة بالوعي القبلي الذي يتفق بالمطلق مع حليفه الديني المسيس نحو المرأة ليؤسس وعي اشد قسوة وذلك بمنعها من الإرث واحتقارها ككائن بشري أقل مستوى من الإنسان العادي، وكل هذا في ظل ضعف شديد للمنظمات النسوية العاملة في البلاد وتهميش النساء الفاعلات مما أنتج حالة مخيفة من طبقة نسائية تجدها من أكثر أعداء المرأة لحقوق المرأة ومحاربتها ووصفها بشتى الأوصاف واستخدام أقسى العبارات لكل من ينادي بالحقوق الطبيعية للمرأة كحقها مثلا في اختيار نوع الحجاب المغاير للون الأسود!

كل هذا جاء مدعما برغبة واضحة لتأسيس هذا الوعي الذكوري كنمط ديني وأخلاقي واجتماعي فتغلغل في المدارس وفي المنازل وعلى شاشات التلفاز، وصار من يقترب من حقوق المرأة هدف مشروع ومباح لنيل اقسي أنواع الاتهامات بدء من تهمة الدعوة للدعارة وانتهاء بمحاولات نشر الإلحاد وتفكيك الإسلام، وهي ولا شك اتهامات متطرفة قد تعمي إي إنسان من البحث أو محاولة استيعاب الدعاوى النسوية السليمة، حتى وصلنا إلى نتيجة أن يخرج لنا رجال ينادون مجاهرة وبلا خجل بمضاجعة الرضيعة والصبية والطفلة والمناداة بأن هذا حق من حقوق الرجل الذي شرعه الإسلام وأن مسألة تحديد سن الزواج للفتاة هو اتهام للنبي وللرسالة السماوية وطعن بتشريع الله ! وهم طبقة قد أرتفع صوتها وهيمنت على الساحة الدينية والسياسية بعد أن توارت الأحزاب التقدمية خلفها مفضلة مصالحها الذاتية على المصالح الأهم والأكبر للوطن والمواطنين، متناسين أن السماح بنشر هذه الدعاوى المتطرفة ضد المرأة  تعني بناء سدود ضد تواجدهم كأحزاب سياسية تقدمية على أرض الواقع بل ومحاربتهم من المجتمع تلقائيا، أنهم وبكل سهولة _ إي الأحزاب القومية والاشتراكية _ يدقون المسامير في نعوشهم بغباء قل نظيره .

استيأس الكثيرون من المثقفين المستقلين في اليمن بعد أن خسروا مواقعهم وأحلامهم بيمن أكثر جمالا وحبا للحياة، فجاءت المرأة العدنية كالعنقاء من بين كل هذا الخراب لتعلن عن وجودها وعن رفضها بأن تقتل وهي على قيد الحياة وتعلن عشقها للفرح والحياة وأنها ورغم ما يحدث حولنا مازالت تقاوم قدر استطاعتها وقوتها وإمكانيتها، فسلام عليها وعلى حضورها الذي أبهج الكثيرون وغير ولو شيء يسير من نمطية الصورة المأخوذة عن اليمن كبلد متخلف يحتقر المدنية والمرأة بكل اشكالها.