ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
وصلتني رسالة قبل بضعة أيام من أحد الإخوة يذكر فيها أن بعض الناس في الآونة الأخيرة يقدح في الشيخ الزنداني و بعض العلماء الآخرين ، و يتهمهم بالتناقض في الفتاوى و المواقف تجاه الأحداث الأخيرة التي تمر بها البلاد منذ أشهر، و ذكر بعض الأمثلة لهذا التناقض بزعمهم سأذكرها لاحقاً مع بيانها و إزالة اللبس عنها بما لايدع لمتقول قول . و لكن قبل ذلك أود أن أنبه على أربعة أمور مهمة :
الأول : حرمة أعرض المسلمين ، و الآيات و الأحاديث بهذا الشأن صريحة واضحة ، مثل قول الله \"و لا يغتب بعضكم بعضا .... الآية \" ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم \" إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم \" هذا و لأهل العلم حرمة فوق حرمة غيرهم لأنهم حملة الدين و حماة الشريعة و هم ورثة الأنبياء فالطعن فيهم طعن في ما يحملون من الدين و العلم و لأجل هذا قال بعض السلف : لحوم العلماء مسمومة .
الثاني : أن الأحكام الاجتهادية الخاصة بالنوازل ، و غيرها مما ليس فيه نص صريح من كتاب أو سنة تتغير بتغير الأزمنة و الأمكنة و الملابسات و الظروف ، و كذا الفتاوى تختلف باختلاف محالها و مناطاتها و هذا أمر معروف عند العلماء و لم يسم أحد منهم هذا تناقضاَ ، و قد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قضى في مسألة بحكم ، ثم قضى فيها بعد ذلك بحكم أخر ، فقيل له في ذلك . فقال : تلك على ما قضينا و هذه على ما نقضي , و للإمام أحمد أكثر من عشر مسائل له في كل مسألة أكثر من عشرة أقوال .
الثالث : أن العالم إذا أخطأ فليس من حق العوام أن يردوا عليه فضلاً عن أن يتهموه في دينه و يطعنوا في علمه و ورعه ، بل الرد على هذا الخطأ و بيانه من شأن العلماء الراسخين المشهود لهم بالعلم ، و ليس لهم أيضاً – أعني العلماء - أن يسبوه أو يتهموه طالما أنه قصد الحق و أراد الصواب و قد بذل في سبيل ذلك وسعه ، بل هو في كل ذلك مأجور .
الرابع : وجوب التحري و التثبت مما ينقل و ما يقال لقول الله \" إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...\" و يجب كذلك التأني و عدم التعجل في إطلاق الأحكام على الناس ، و يجب الإنصاف و العدل في القول قال تعالى \" و إذا قلتم فاعدلوا \"
فإذا تبين هذا . فهاهنا بيانٌ لما توهمه بعضهم تناقضاً و هو ليس كذلك - عند الشيخ الزنداني على الخصوص- :
فمما يقولونه : إن الزنداني كان مع الرئيس ثم تحول فجأة إلى الشباب ليفتيهم بأن الذي يقومون به من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
ويقولون أيضاً : إنه قال في تصريح له إنه لم يكن يريد علي صالح منذ ثلاثين سنة إلخ .. في حين أنه كان معه في الانتخابات الماضية .
و يقولون إنه يفتي بحرمة الخروج على ولي الأمر ثم يعود فيفتي بضد ذلك .
هذه أبرز ما يتعللون به من أجل القدح في الشيخ –حفظه الله – و لبيان هذا أقول :
أولاً : مواقف الشيخ و فتاواه خلال هذه الأحداث تنقسم إلى قسمين : الأول فتاوى شارك فيها غيره من العلماء في هيئة علماء اليمن و غيرهم من العلماء من داخل اليمن و خارجها و جل فتاواه من هذا القسم ، و هو في هذا ليس ببدع من الناس بل هو موافق لأجلة من العلماء .
و القسم الثاني : ويتمثل في التصريحات الإعلامية و لا تكاد توجد فيها فتوى و إنما أغلبها تعليق على الأحداث في الواقع - مما يحصل في ساحات الاعتصام أو خارجها – أو على الأحداث السياسية و المتغيرات الدولية و هو في كل ذلك لم يألو عن الحق و ما ينفع العباد و البلاد .و مواقفه هذه مبنية على ما سبق أن بينه العلماء في القسم الأول .
ثانياً : ما ذكر مما يظن بعض الناس أن فيه تناقضا في موقف الشيخ بيانه كما يأتي :
أ- قولهم : إن الزنداني كان مع الرئيس ثم تحول فجأة ... الخ .
الشيخ مع ثلة من العلماء في هيئة علماء اليمن ذهبوا إلى الرئيس في بداية الأحداث حاملين إليه مبادرة من خمس نقاط من أجل إصلاح الأوضاع و تجنيب البلاد المشاكل و الفتن ،فحواها يتضمن تسليم صالح السلطة سلمياً و بيان أن المعتصمين يطالبون بحق مشروع و لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم . فلم يرق هذا لصالح فطلب منهم فتوى تمنع الشباب من الاعتصام و تبيح له الاعتداء عليهم بالقوة إن رفضوا ذلك . فرفض الشيخ و من معه من العلماء ذلك لأن الاعتصام حق أباحه الشرع و كفله الدستور . ثم ذهب الشيخ إلى الشباب ليبن لهم أن ما هم فيه ضرب من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ما كان ذلك بطريقة سلمية و لم يكن فيه اعتداء و سفك دماء .و لم يكن الشيخ أبداً في صف صالح بل كان في دور الوسيط لتلافي الوضع ، فلما رأى أن الوساطة لا تنفع مع مثل صالح و رأى أيضاً أن أجهزة الإعلام الرسمية تزوّر أقواله و أقوال العلماء على غير حقيقتها ذهب إلى الشباب في الساحة إظهاراً للحق و بياناً له و أعلن تأييده لشباب فأين التناقض في هذا .
ب- قولهم : إنه قال في تصريح له إنه لم يكن يريد علي صالح منذ ثلاثين سنة إلخ .. في حين أنه كان معه في الانتخابات ......الخ
الحقيقة هذا مما استوقفني كثيراً و تعجبت له ، فسألت الشيخ عنه فقال : أنا ما كنت معه في إي انتخابات و لا نصحت الناس بانتخابه أبداً . و الذي وقع في الانتخابات الماضية هو أنني لم أكن مع أي من المترشحين ، لا مع مرشح المعارضة و لا مع علي صالح لأني كنت أعلم كما يعلم غيري أنها انتخابات صورية و أن نتيجتها معروفة مقدما ، فخشيت أن أخوض مع الخائضين انتخابات للتدريب قد تطيح بجامعة الإيمان، و هذا لا يعني أن الشيخ كان مع علي صالح بأي حالٍ من الأحوال .
و سألته عن قوله إنه لم يكن يريد صالح ...إلخ . فقال : \"صالح و أمثاله غلبوا على الشعوب\" ، و ليس هو و لا أمثاله ممن يرضى لحكم المسلمين ، فكون الشيخ ما كان يريد علي صالح و لم يكن راضياً به لا يلزم منه أن يطلع الشيخ على الناس في تلك الفترة و يقول هذا .ثم يضيف الشيخ :\" لأن الرجل – يعني صالحاً- كان متغلباً و الخلاف معه لا يجدي و لا يأتي بنتيجة حسنة بل كانت المداراة لوضع قائم لتحصيل بعض المصالح للبلاد و العباد أولى من غيرها ذلك الوقت .و مع ذلك فقد كنت معظم الوقت و أنا معه في اختلاف دفعت ثمنه تشريدا من الوطن و محاولات للاغتيال أفشلها الله و تحريضا لقوى أجنبية لمنعي من الحركة خارج الوطن \".
ج- وقولهم : إنه يفتي بحرمة الخروج على ولي الأمر ثم يعود فيفتي بضد ذلك .
أقول : هذا من التخرص و الافتراء على الشيخ فما أفتى الشيخ في يومٍ من الأيام بالخروج على أولياء أمور المسلمين . و إن كانوا فهموا من فتوى الشيخ للمعتصمين بمشروعية ما يقومون به و أنه من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . إن كانوا فهموا من هذا أنه خروج فهذا شأنهم و ليس الشيخ في هذا من شيء . فالشيخ في جماعة من العلماء لا يرون هذا خروجاً بل هو أمر مشروع و هو شكل من أشكال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و يستدلون على ذلك بأدلة مبسوطة في محالها ..و لم يقل هذا هوى من عند نفسه أو من أجل مصلحة دنيوية أو توجه حزبي ، فهذا دين و شرع وهو فوق جميع المصالح الفانية و الأهواء و لا يجوز التلاعب به .