توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة
انفصلت جزيرة سقطرى عن القارة الإفريقية منذ ملايين السنين وتبعد عن الشواطئ اليمنية بما يقارب من (400) كيلو متر وتعتبر فيها الاحتياطي الفريد من نوعه من الكائنات الحية ولا تزال تحتفظ بالسر الأسطوري .
أحادية اللون هادئة ومكان مرغوب فيه والذي عمل فيها جوارسيك بارك فيلمه عن هذه الجزيرة قديماً ،حتى أن النباتات فيها تبدوا وكأنها كتل صخرية سقطت من السماء مبعثرة بطريقة عشوائية على الصخور بتورمات عملاقة وبإشكال سلسة وبدينة كأنها أعضاء مبتورة وشائكة بأوراق وردية بارزة كشموع سيئة الترتيب .
منذ الخروج من مطار سقطرى المسمى أدينيوم أوبسيوم وشجر القثاء تثير بإيقاعها .
إن هذه الجزيرة الغامضة تذهلك قبل أن تسحرك بشكل غريب جداً بهذه المناظر التي هي بشكل غامض ترجع إلى ما قبل التاريخ وبطريقها المعبدة بالإسفلت المهجورة والصحراوية كلياً توقفت على حافلة حديبو العاصمة والمنطقة الرئيسية لأرخبيل سقطرى التي تتبع حالياً محافظة المكلا اليمنية يأخذك شعور غريب غير تام على طول السياج الصخري المرتبة بمهارة حول هذه الأراضي الواسعة والأكواخ الطينية المقترنة بالغبار المحيط بها
مصفوفة جيداً فوق رصيف المطعم حيث هناك بعض الماعز تلعق بشراهة قعر الصحون وترمي البشكير المصنوع من الورق المنسية على الطاولات والعقبان المصرية ( الرخمة ) على رأسها تحرسها واللغز في ذلك أنها لم تفزعها هديرها المساوي (4×4).عند مغادرتها. فهذه الجوارح الفريدة يختل توازنها قليلاً عند الوقوف.و أناقتها الجذابة عند الطيران يسميها السقطريون سلة المهملات فهي في الواقع تعمل عمل بيئي صحيح وجيد في كل مكان يترك البشر أشياء مهما كانت إثر عبورهم سيغيرك وجودهم كثيراً . وعلى مر الأيام التي ستخيم فيها ستجدها أليفة أيضاً كالماعز التي عددها ما يقارب (70.000) على الجزيرة المقاربة لعدد السكان فيها والذي يبلغ عددهم (50.000) أو الدلافين التي تعزز ذلك المشهد إذا دعت الحاجة إلى هذا الانطباع القوي الذي ينعشك وأنت تغادر هذه الجزيرة المفقودة .
يبلغ طول الجزيرة (140) كيلو متر طولاً و(40) كيلو متر عرضاً أي ما يعادل نصف جزيرة (كورسيكا ) وتعد هي أكبر جزيرة من أربع جزر الأرخبيل اليمنية تضربها المياه الهائجة بشدة من الشمال والآتية من خليج عدن وتضربها المياه الهائجة أيضاً من الجنوب الآتية من المحيط الهندي .
تضل صعبة الوصول من شهر مايو إلى شهر سبتمبر عندما تهب عليها الرياح الموسمية من الجنوب الغربي مما يجعل الصيد والملاحة مستحيل في جميع أنحاءها والارتباط الجوي فيها غير أكيد .
كان يؤتى إليها في العصور القديمة لطلب نبات المر والبخور يقال أن الكسندر الأكبر جاء إلى هذه الجزيرة ليتزود بنبات ( الألوي فيرا ) الذي يوجد في هذه الجزيرة ليجدد به نشاط قواته.
احتل طرف العالم هذا من قبل البرتغاليين ثم أصبح مركزاً استراتيجي للمحمية الإنجليزية ( عدن ) قبل أن تصبح جزءً من جنوب اليمن عام 1967م ثم اندرجت تحت حكم السوفييت التي ما تزال حفنة من دبابتها ومدافعها الصادئة على مشارف منطقة قلنسية تشهد على ذلك، فأثناء وحدة البلاد انضمت جزيرة سقطرى أخيراً إلى الجمهورية اليمنية فأثناء افتتاح مطار ها عام 1999م تكاثر في الجزيرة علماء الطبيعة وعلماء النبات وغيرهم من المتخصصين في مجال علم الدلالة البشري والنباتي جذبتهم حكايات المستكشفين ( خاصة الحملات الأكاديمية للعلوم في فينيا حديقة النباتات الملكية في أدينمبرج في مطلع القرن العشرين ) فالعالمة العالمية المفتونة عملت على اكتشاف هذه الأرض التي انفصلت عن القارة الإفريقية منذ (60) مليون سنة .
كانت تضم بعض من القبائل الرحل الأصليين من جنوب الجزيرة العربية وتضم أيضاً واحد من أكبر الاحتياطيات الأسطورية من النباتات الاستوائية في العالم والآلاف من شجر دم التنين ( دم الأخوين ) والعديد من الأنواع المستوطنة التي لم يرى مثيلها في أي مكان أخر ، وأيضاً اللغة الأصلية هي لغة سامية غير مكتوبة خاصة بهذه الجزيرة فقط فاللغة السقطرية غنية بالقصائد التي تعكس تقاليدهم وأعرافهم المتأصلة في القدم الخاصة بهذه الجزيرة فقد عمل برناديت ليكليرك نوفو على إعادة كتابة النصوص كما كانت في الأصل عبر التسجيل الصوتي الدقيق للغة المهددة بالزوال بالتدريس الحصري للغة العربية في المدارس .
ظهرت برامج التنمية المستدامة والصيانة في السنوات الأخيرة مشتركة مع صناديق التمويل العامة والمبادرات الخاصة وموضحة المقدسات الطبيعية والتي منعت إقامة المخيمات بهمجية وعملت المنظمات الغير حكومية على تدريب السكان على حرث الحقول وتربية النحل والتجارة بالعسل وبان الحاصلات الزراعية مطلوبة جدا من قبل دول الخليج .
أخيرا انتشرت الطرق المعبدة بطريقة غير متوقعة منذ خمس سنوات بالإضافة إلى بعض الكيلومترات ابتداء من منطقة حديبو.
السياح الذي يقدر عددهم 3000 في عام 2007 اغلبيهم من الايطاليين لم يتذمروا من ذلك أبدا لكن احمد المرتفع بالكاد عن مستوى الأرض كان يعبر هضبة دكسام المظللة بالآلاف من شجر دم التنين ( دم الأخوين) على قدميه العاريتين لمدة ساعتين ليلتحق بمدرسته يبتسم ابتسامة عريضة وهو يحمل دفتر اللغة العربية تحت ذراعيه، أجمل ما في البدوي انه يستقبلك بحفاوة بالغة في كوخه ثم يقوم بتقديم الشاي الملبن الحلو ساخنا . وعلى حافة الطريق وجدنا امرأة ملفوفة بحجابها الملون على وشك أن تضع الابن الرابع عشر خلال أيام قليلة كانت بمفردها في الطريق وهي تدخل قطيع الماعز.
تشاهد في الجزيرة الوديان الصغيرة التي تسيل على طول الصحراء فالجزيرة مغمورة بجمال يبهر النفس. هنا قطع دليلنا على قشرة شجرة دم التنين (دم الأخوين) ليحصل على مادة الرانتج الثمينة التي كانت تنزل إلى ما يسمى ( ستراديفاريوس ) واليوم تسمى سيلمى وصانع الفخار في حديبو يزين مجمرة العطور بهذه المادة في الأرض.وهناك أيضا الطهي على الجمر موجود على حافة الطريق وأيضا يوجد على شواطئ قلنسية حمالين بمختلف الأعمار ينزلقون فوق المياه الشفافة محملين على رؤؤسهم بأكياس الحنطة المعبأة كثيرا مثلهم يأتون من سفينة شحن عمانية. في الطرف الأخر من الجزيرة هناك خليج صغير يسمى خليج الارخر مرسوما بالفرشاة الإلهية يأوي فيه معسكر صغير. كانت السماء مليئة بالنجوم وسيمر بلا شك الدلافين بالحال لتناول فطورهم فيفضل ألا تتخيل أن يأتي يوم تغير من سحر الواهي لهذه الجنة بالاسمنت. فهي سليمة لأنه تعذر الوصول إليها حتى القرن الواحد والعشرين.
صحيفة لوفيجارو الفرنسية
*المؤتمر نت