مطار دمشق يستأنف عمله رسميًا صباح اليوم الأمم المتحدة تكشف عن مهمتين جاء من أجلهما المبعوث إلى صنعاء أسماء 11 معتقلاً يمنيًا أعلن البنتاغون الإفراج عنهم ونقلهم من غوانتانامو إلى سلطنة عمان إعلان رسمي بموعد ومدن وملاعب كأس آسيا 2027 في السعودية سفينتان لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر قادمتان إلى سوريا نقل 11 معتقلاً يمنياً من غوانتانامو إلى سلطنة عمان قرارات أمريكية جديدة يخص الوضع في سوريا هجوم واسع لقوات الدعم السريع ومقتل أكثر من 25 سودانيا وإصابة العشرات روسيا تعلن سيطرتها على أهم مدينة شرقي أوكرانيا عشرات القتلى في زلزال قوي يضرب التبت بالصين
يصادف اليوم ما أسموه اليوم العالمي للمرأة، الذي كان يمر مطمئناً في كثير من الدول العربية الخاضعة للحكم العلماني، أما الآن وقد أشرقت شمس الربيع العربي على مختلف مظاهر الفساد بما فيها المجتمعي، وكشف اللثام عن قوانين أسرية كرست إفساد المرأة لإفساد الأسرة، والعكس بالعكس. فإن الصيحات العلمانية أخذت تتعالى في هذا اليوم، خوفاُ وطمعاً بآلا يمس بحرية المرأة ومساواتها بمفهومهم الذي يجعل من سلطة الأبوة عبودية، وحقوق العائلة استبدادا!
فشحذت أقلامهم في هذه المناسبة، معلنين استهجانهم لمشاركة المرأة في انتخاب الأحزاب الإسلامية، معبرين بالقول إن المرأة باختيارها الصادم وانتخابها الأحزاب الدينية أضافت عقبات جديدة على طريق تحررها، تحرمها من حقوقها الإنسانية ورمت بحجارة كثيرة أمامها، دون أن تعي أنها تعمل بيدها على إعاقة حركتها للأمام، نحو حريتها ومساواتها والحصول على حقوقها الأخرى المهضومة على مدار قرون طويلة.
ما زعموه أباطيل، فالمرأة الثورية اليوم كما الرجل، تنشد ربيعاً يشملها، ليس فقط سياسيا، وإنما مجتمعي؛ إذ إنها كانت ضحية الاستبداد السياسي، وكذلك الاستبداد العلماني، وما حال المرأة التونسية التي كشفت الدراسات عنه مؤخراً إلا صورة حقيقية لتلك الأضرار حين وصل مستوى العنف الممارس عليها إلى 40% في ظل النظام السابق، وهي نسبة لم تصل إليها أي دولة ملتزمة بدينها الإسلامي حتى الآن.
وكذلك في مصر التي تتوالى فيها موجات الرفض العربي للمنظمات التي خربت الأسرة، والتشديد على تعديل القوانين الاجتماعية التي سنت خلال عهد المخلوع مبارك، وحل المجالس التي لا تفيد المرأة أو الأسرة؛ بل تضرهما.
وسورية التي تنضم إلى الحراك الإسلامي النسائي، من خلال انشقاق الحرائر عمّا يعرف باسم "القبيسيات" التي تكرس استبداد النظام الحالي.
وكل ما سبق ويجري حالياً ما هو إلا انعكاس للصورة الحقيقية للمرأة المسلمة الثائرة على الاستبداد العلماني، المعتزة بدينها والغيورة على عفّتها وسمعة أسرتها ومجتمعها، والتي أصبحت أكثر وضوحاً مع الربيع العربي، الذي أخرج الصوت الحقيقي للمرأة المسلمة، فوقفت إلى جانب الأحزاب الدينية الإسلامية، ومنحتهم صوتها ومساندتها لهم.
إن المرأة المسلمة كانت جزءًا أساسياً - ولا تزال- من الربيع العربي، الذي أعاد قيم الدين إلى واجهة السياسة والمجتمع، وأقصى صوت العلمانية التي رسخت لسنوات طويلة بدعم من الدول الأجنبية.
وهي جزء أساس الآن من التحوّل الذي تشهده المجتمعات العربية، وبالتالي هي جزء أساس من الصوت الذي يرتفع مطالباً بقطع شرايين الفساد الغربي في المجتمعات الإسلامية، و وأد الأصوات التي لم تمل من دفع المرأة المسلمة لتصبح صورة ممسوخة من المرأة الغربية.
واللافت للنظر أن المرحلة التي يعيشها الشارع العربي اليوم، بعد الربيع الذي أزهر تحولات سياسية واجتماعية، يحتاج إلى مساعدات اقتصادية ودعم دولي في مجال التنمية والاستثمار، ولكن في حقيقة الأمر كل ما يحصل عليه الربيع العربي اليوم هو مطالب بأن تصبح المرأة المسلمة صورة للمرأة الغربية تتصاعد وتيرتها في يومها العالمي! فهل هذه دعوة صادق؟
* لها أونلاين