آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

المراسيم .. واستلاب السيادة الوطنية
بقلم/ محمد المقرمي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 07:35 م

يبدو المبعوث الأممي كمأذون الأنكحة.. وصاحب الحل والعقد.. في زياراته وعقده لصفقات الاستلام والتسليم .. ولو أن البعض يرى أن من حق صالح وعائلته أن يترنحوا في التسليم كيفما شاؤوا طالما منحوا الحصانة الدولية من جهة ومن جهة أخرى هي تلك ظروف المنازع يحاول أن يستمتع بلحظاته الأخيرة ويعتصر آلام المنازعة فيبدو ذلك واضحاً وجلياً في أعمالهم الجنونية.. ولكن المراسيم التي تبدو في ظاهرها قوة وهيبة للسلطة هي في الوقت نفسه استلاب لهيبة الدولة وذلك ما تجسد في طريقة التسليم الأخيرة للمتمرد محمد صالح الأحمر .. إذ تجدر أسئلة كثيرة .. لماذا رفض التسليم لقيادته العليا المتمثلة بوزارة الدفاع ورئاسة الدولة ..؟ ما الغاية من كل تلك الاستعراضات والصولات والجولات التي قام بها .. وهو يعلم أنه في نهاية المطاف سوف يسلم فلو أن المراوغة أجدت لنفعت صالح .. ؟ لماذا قبل فقط التسليم بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر ..؟

هذه الأسئلة وكثيرةً مثلها تطرح نفسها أمام المراقب للمشهد السياسي بوجه الحاضر والمستقبل .. هذا هو الواقع الذي نعيشه تكرر مع صالح وتكرر مع اخيه غير الشقيق وسيتكرر مع من تبقى من أفراد العائلة والسر الذي يكمن وراء هذا وذاك هو \"سلب السيادة الوطنية\".. أي بمعنى آخر رفضهم للسيادة الوطنية جملة وتفصيلا .. وأن قبولهم للتسليم هي مجرد لعبة يحاولون تنسيق أدوارها.. ولعبها باحتراف مع السفير الأمريكي من جهة وسفراء دول الخليج من جهة أخرى .. وقد يتساءل البعض ما الفائدة التي قد تكسبها أمريكها وحلفائها في اللعبة من وراء هذا الملف الشائك.. ؟

فالأمر من وجهة نظري هو إعداد ذكي واستراتيجي لمعارض قوي يكون سوط أمريكا وحلفائها من دول الخليج للمرحلة القادمة .. فيما لو تشكلت الحكومة القادمة بعد انقضاء المرحلة المؤقتة بقيادة هادي ..

أمريكا تخطط لما بعد هادي .. وصالح يحلم وعائلته بأن يكونوا رجال المرحلة القادمة (المنقذين) .. وكل طرف له حسبته الخاصة في المعادلة .. فأمريكا تنظر لصالح وعائلته بأنها هي الورقة الرابحة للمرحلة القادمة كعصابة تستطيع أن تعبث بالملف الأمني وأن تستجلب القوات الأمريكية على الأراضي اليمنية بالإضافة إلى سيطرتها على المياه الإقليمية.. وهو مجرد ذريعة لبقائها وقد يتشابك تماماَ مع ملف القاعدة ولكن بوجهين.. وجه يضرب به الحكومة القادمة إن تشكلت السلطة وآلت إلى الإخوان المسلمين .. ووجه يضرب به القاعدة والجماعات الإسلامية المتشددة ويقوم بدور العميل المزدوج في الوقت نفسه مع الحوثيين..

وصالح الواهم والذي لم يستيقظ من الصدمة بعد.. هو والمعلول بمرض الزعامة كان ولا يزال يتوهم بأن المرحلة التي يقودها هادي مجرد مرحلة مؤقتة يمتصون بها غضب الشعب ثم يعودون إلى الحكم كما بدؤوه أول مرة..

كل المشاريع المظلمة قد تصبح مجرد أحلام يطمح بها هوامير المبادرات .. ولكنها سرعان ما تتبدد إذا واجهتها قيادات وطنية حازمة حكيمة .. لأن الخطر المحدق في المرحلة الحالية والقادمة والآثار السلبية من وراء كل هذه الألاعيب هو انتزاع السيادة الوطنية اليمنية وتسليمها بمحض الإرادة لأيادٍ أجنبية ظاهرها من قبلها الرحمة .. وباطنها العذاب..