آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

جميل انت في الموت " جار الله"
بقلم/ جلال الشرعبي
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أيام
السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:42 ص
وداعا جارالله
سلام عليك يا صاحبي
إلی جنة الخلد أيها القريب من القلب والإنسان المرصع بالوفاء ، كم كانت فاجعتي برحيلك وكم صعقت من هول الخبر الذي تسلل إلی مسامعي دون استئذان ،
كنت في طريقي الی مكة لأداء العمرة حين سمعت النبأ الأليم ، تمالكت نفسي وبعد نفس عميق وغصة في القلب قلت لبيك اللهم عمرة عن صاحبي جارالله .
دعيت له من قلبي المكلوم بفراقه وكنت كل لحظة اتذكر ابنته البكر ذات الدم البهي والنكتة السحرية والبسمة التي تترجم روح جارالله .
هو أخ وصديق ورجل نادر في زمن الزيف الذي نعيشه وعندما يحب ويصادق يقدم حياته ثمن لصاحبه ..
أتذكرك يا صاحبي وليس لي من الذكرى غير الحسرات والالم .. 
أتذكر قلقك وشهامتك وخفة ظلك النحيل وأنت ترفع علم الجمهورية اليمنية المخطوفة في سد مأرب ..
لكني لا أهتم بالمتحاربين ولا المتحاورين لأَنِّي أعرف كيف يتلونون حسب المناخ وما اعرفه وأهتم به هو أنت البريء الصادق وأنت تعيش في داخلك ثورة الوطنية الحقة وروح الانسان كما خلقه الله بدون خبث ولا مكر ولا أصباغ .
أنت بالنسبة لي أهم من هذه الزعامات السياسية المتلونة أهم من كراسي السلطة ذات البريق الخادع لأنك نقي القلب والسريرة ، شجاع بدون زيف أو قناع ، له عاطفة جياشه وإنسان مرصع بالنبل والوفاء ،
لايدرك وفاء جار الله الصالحي إلا من عاش معه عن قرب ولا يعي معنى رجولته إلا من عاش معه المحن والشدائد ولا يُفجع برحيلك جار الله إلا من اعتاد سماعك كل مساء وأنت تثور من داخلك .
تجلس مع جار الله الذي يبدأ أول الجلسة بعبارات مختصرة يدخل بعدها في صمت طويل حتى لاتكاد تستطيع تسمع غير لغة الإشارة أو رسائل تصلك عبر الجوال وأنت بجواره إذا أراد شيء ما أو الاستفسار عن خاطرة مرت عليه وهو في طيف تفكيره الطويل . 
تتزاحم الذكريات في ذهني عنك جار الله لكن الذي أنا مولع به واتذكره كل حين هو أنت بكل تفاصيل صداقتنا وأخوتنا ونبل المقاصد في ايام الحب والحزن والمكاره. 
وإذا كانت يد الغدر قد طالتك يا صاحبي في يوم الجمعة الحزينة فإن يد الود ستظل ممدودة لك مدى الحياة تتذكر تفاصيل صداقتنا بما فيها من فرح وحزن وأمل وضحكات تبلغ أصواتها كل قفصنا الصدري الذي يرتفع حد فقدان النفس والتصاق الرئة واحمرار الوجنات. 
أتذكر قصيدة محمود درويش وهو يرثي صديقه غسان كنفاني المقتول غدرا كما قتل جار الله وهو يقول :
"حملناك في كيس ووضعناك في جنازة بمصاحبة الأناشيد الرديئة, تماما كما حملنا الوطن في كيس , ووضعناه في جنازة لم تنته حتى الآن , وبمصاحبة الأناشيد الرديئة ... وكم يشبهك الوطن , وكم تشبه الوطن , والموت دائما رفيق الجمال , جميل أنت في الموت يا غسان ".
مافائدة الكلمات والمراثي وقد فقدناك أبا صهيب 
ماجدوى النحيب لفراقك أيها الصديق الصدوق
لكنها الأشجان تؤرقنا يا صاحبي ويقتلنا الحنين.
جميل أنت في الموت "جار الله "ولا نامت أعين الجبناء .