بلومبرغ تتحدث عن 4 بنود رئيسية تعثر المفاوضات بين
الزبيدي يعرض على واشنطن 3 استراتيجيات لهزيمة المليشيات الحوثية
رصد بقعة نفطية في البحر الأحمر تمتد على 220 كلم قبالة السواحل اليمنية
عملية نوعية لأبطال الجيش تقضي على مشرفاً حوثياً وتصيب اثنين من مرافقيه
برشلونة يحسم مستقبل لامين يامال بعد يور.. التحضير للموسم الجديد
عواقب خطيرة ووخيمة عند تجاهل أعراض اضطراب الإجهاد الحاد.. تعرف عليها بسرعة
مبابي في «البرنابيو»: حلمي حقيقة .. عقد لمدة خمس سنوات
نادي النصر السعودي يوقع مع الحارس بينتو 4 أعوام مقابل 18 مليون يورو
الأمير محمد بن سلمان يشيد بمستوى العلاقات بين طهران والرياض ويؤكد للرئيس الإيراني على أهمية مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات
الذهب يقفز إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بدفعة من آمال خفض الفائدة
في الآونة الأخيرة أصبح الجميع مثقفاً فجأة، وأصبح الجميع علماء دين ومفتين، وأصبحوا أمناء هذه الأمة والأدرى بشؤنها، وإذا سألت أحدهم عن التخصص الفقهي أو الأدبي الذي ينطلقون منه لفتواهم أجابوك بصمت يزيد من حيرتك، ليس من يتقن القراءة السريعة فقط إنسان مثقف، وليس من يحمل شهادة دكتوراه أو ماجستير فقط إنسان مثقف، وليس من يستطيع أن يحاور ويجادل فقط إنسان مثقف، وليس من لا يبرح المسجد فقط إنسان مثقف، المثقف هو الذي إذا تعلم شيء ما استوثق منه وساهم في نشره، وهو الذي يقف بشجاعة أمام أخطائه ليعالجها، وهو الذي إن لم يفقه ما حوله حاول أن يبحث فيه ليصل إلى كنهه، لا أن يتكهن منطلقاً من عماه، أو مكفراً كل من لا يسير على هواه، أو متجاهلاً كل جديد بحكم أنه على حق وكفى.
المعضلة الحالية هي نشوء داء اسمه(أشباه المثقفين) فلا هم مثقفين ليُعول عليهم ولا هم جهلة فيُعتنى بهم، وهذا الصنف بدلاً من أن يسعى ليثقف نفسه ويتدارك خطأه ،يقوم بمواراة جهله بالتمنطق باسم الله والدين تارة، أو الحرية والمدنية المغلوطة تارة أخرى، أو على الأقل التمترس خلف الأنا المعصومة ورشق الآخرين بتهم الزندقة والكفر والفجور ، أو الظلامية والرجعية، أشباه المثقفين هم الفجوة الحقيقية أمام أي صلح، لأنهم يسعون لأن يثبتوا ذواتهم فقط على حساب أي شيء.
الثقافة لها عدة مستويات، وأعلى مستوى لها هو ما يدخل حيز التطبيق، فكل معلومة –أياً كان نوعها- تطبق تحقق الفائدة المرجوة منها، أما تلك التي يبقى حبيسة رهن التنظير فإنها تتضخم على حساب المعرفة وتبني جهل معرفي يتستر بالثقافة الجوفاء، وبالتالي يبقى المجتمع في نفس الزاوية الضيقة مهما زاد عدد قراء المجلات أو الكتب فيه، بل أن بعض الباحثين لا نستطيع أن نصنفهم إلا بجماعة( يقولون مالا يفعلون) لأنهم على الرغم من كمية الحقائق التي يصلون إليها، ومع كمية المعلومات التي ينتجونها تظل أعمالهم حبيسة الأعراف حتى لا يتهموا بالتطور المذموم، أو حتى لا يخالفوا ذواتهم التي تحترمها أعراف المجتمع وإن كانت خاطئة.
كيف نخلق جيل مثقف، ولا زالت نسبة الأمية تحمل أرقاماً مخيفة!! لذا علينا أن نهتم بالجانب التعليمي، والذي من خلاله نستطيع أن نعول على شيء اسمه( الثقافة) ، ولن نخلق هذا الجيل حتى تتكون طبقة لا بأس بها من المثقفين الحقيقين وليس أشباه المثقفين، من ناحية أخرى على جميع الجهات أن تتكاتف وتتعاون لنشر فكرة الثقافة الحقيقية ومدلولاتها، لتساهم في الحد من ظاهرة أشباه المثقفين وتفشيهم بصورة مرضية في كيان المجتمع.
الثقافة هي أحد الثورات الإنسانية التي لا زال يقاتل من أجلها الإنسان، والتي لا تزال غائبة تماماً في بعض المجتمعات، والثقافة هي أحد أركان الرقي الحضاري لأي مجتمع، والمعول الأساسي لبناء الشعوب، حيث أنها تساهم في خلق الوعي المجتمعي القادر على أن يتخطى الأمية بأشكالها، والتفكير الضيق بأضراره، بل وتساعد على رسم المستقبل بتفاصيله.
وأعتقد أن أحد أسباب تعثر الثورة اليمنية هو غياب هذا المفهوم عن الذهن المجتمعي للشعب اليمني، وغياب دور المثقفين الحقيقيين إما بسبب الخوف أو كره السياسة أو غيرها من الأسباب، إضافة إلى دخول أشباه المثقفين إلى ساحة العقل المجتمعي والعبث بها دون ضمير أو وازع إنساني.