آخر الاخبار

شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل.. طائرات حربية تشن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف بالعاصمة صنعاء عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز العاصمة صنعاء والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي إسرائيل تكشف طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن

أوراق تساقطت.!
بقلم/ احمد الصباحي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
السبت 12 مارس - آذار 2011 09:13 ص

لا يوجد ما يؤكد أن الرئيس صنع دولة قانون، ونظام قويم، لا يمكن مطلقا أن نصف نظام هذا الحزب خلال عقوده الثلاثة المنصرمة؛ بنظام.. هذه الكلمة ليست قابلة للترويج، لا تطيق التزويرات المتعددة، لا تعترف بالتلميع الباهت.

النظام يعني الالتزام بالوعد والعهد، المساواة بالحقوق، العقوبة المستحقة لمن يرتكب الأخطاء أي كان حجمه، النظام كلمة كبيرة، تعرفها من الواقع المعاش، تستنطقها من أفواه العساكر في بوابات المحاكم، تلمحها في سجلات المعاملات الحكومية، تظهر في سجلات أنشطة الدولة المختلفة.

طول السنين الماضية والرئيس يتراقص على أوراق لينه، يكتب عليها ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالحكم، ويبللها بالماء ليمسح آثار غلطته المفجعة.

القبيلة كانت ولا زالت السلاح المدوي في آذان الخارجين عن السيادة الشخصية للحاكم، بنود مرتبات المشائخ وأنصارهم معدة مسبقا في الميزانية العامة، لا ينساهم الرئيس في كل لحظة تجلي وكرم معهود .

ولكن الأمر اختلف كثيرا بعد أن تنامى الوعي السياسي وبرزت عناصر مستنيرة في القبيلة لتخلع حجاب الستر عن الرئيس وتعلن التضامن مع الناس في ميادين التحرير.

في حالة تلخبط واضحة يصبح الرئيس محاضرا شرعيا من الطراز الأول، يرفع المصحف عاليا، يسبح بحمد الله، ويترضى عن العلماء؛ عسى أن يخرجوه من هذه الأزمة، ولأن العلماء يقدرون دورهم في قول الحق، ومناصره المظلوم، قام الزنداني ليساند الجمهور في \"ميادين التغيير\" الذي كان الرئيس يبحث عن من يقيه من غضب تلك الجموع.

يعجز عن الحصول على المساعدة من مستشاريه الذين هرموا، وذهب زمنهم، فيقرر أن يحتمي بالجيش، يذهب للجيش ليعلن لحظات الدفاع الأخيرة عن النفس قائلا \" سأدافع عن الجمهورية والحدة والديمقراطية بالدم حتى أخر قطرة.. ولم يحاول أن يبين جمهوريته ووحده التي يتحدث عنها.

قبل ذلك كله يرسل رفاقه المخلصين ليدرسوا حركة الشارع، فتكون النتيجة أن الشعب يكره هذا الرجل.. يتفاجأ، يعصف كفه؛ لأنه يعلم أن أصدقاءه السابقين لاقوا مصيرا غير مشرف لعظمتهم في التلفزيونات الرسمية.

يقرر الرجل أن يعلن البلطجة، يدفع الجماهير المشترية بالمال، يمدها بالسلاح والأدوات القمعية.. تعجز تلك الفئات المدنية من الفتك بالجماهير، فيقرر الرجل أن يخلع عن العساكر بدلاتهم المحترمة، ليقودهم إلى الشوارع في مهمة قذرة أساسها سحق الجماهير المعارضة، ووضع العلامات للناشطين لاستهدافهم في الوقت المناسب.

يلجئ الرئيس إلى مساعديه في الخارج، فلا يلقى ردا مناسبا، ويعتبر ذلك سوء معاملة لأخ مخلص قضى عدة قرون من حياته في خدمه مصالحهم الخاص على حساب الشعب، فيعلن تمرده على الكيان الخارجي بتلك الاتهامات الغليظة التي لم يتوقعوا أن تكون من صديق مخلص.

كل الأوراق تبعثرت .. لم يعد لدى هذا الرجل من يدله إلى الطريق الصحيح، يقف بجواره كوكبة من أصحاب التطمينات، الذين لا يهمهم مصير الرجل، ولا يأبهون بنوع الطريق الذي يتجه إليه، يحبونه فقط لمقاعدهم التي يجلسون عليها، ولو أنهم يخلعون عنها لوجد مقدار الحب الذي يظن أنه لا يُميت.

سقطت كل الأوراق، وبانت كل المخبئات، وظهرت كل الحقائق، وكُشف الحجاب عن الستر، وفتحت الأبواب وسطرت الصحف.

لم يبقى للرئيس سوى ورقة \" المصارحة العلنية\" للشعب بأخطائه الماضية، والخروج الهادئ من الباب الخلفي، حتى يضمن نهاية مشرفة له، ويضمن بداية مشرفة لليمن.. وليحفظ الله اليمن.