الكمالي: الحكومة الجديدة (مسكنات) لتهدئة الشارع
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 23 يوماً
الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2012 09:13 م
 

"24 لواء حرس جمهورى 16 منهم فى صنعاء والباقون موزعون على 21 محافظة، هم عدد المحافظات اليمنية، 40 ساحة اعتصام داخل 18 محافظة، ما يقرب من 50 إلى 75 ألف معتصم متواجدين بشكل دائم داخل ساحات التغيير منذ بداية الثورة، وآلاف المخيمات بساحات التغيير تأوى بداخلها من كانوا يتقاتلون بالأمس ولكن هذه المرة يجمعهم هدف واحد هو "يمن جديد" هذه الجمل هى معطيات الثورة اليمنية التى لا تزال شعلتها متقدة ولم تحد عن سلميتها طيلة أحد عشر شهرًا كانت حصيلتها إفراز "معارضة كرتونية" ترتضى بأنصاف الحلول ولا تمانع فى البناء فوق الخراب دون اجتثاث رؤوس المخربين.

يقول حمزة الكمالى، أحد شباب الثورة اليمنية، لـ"اليوم السابع" أن ما يحدث فى اليمن ليس أكثر من عملية "إزاحة للنظام" وليست إطاحة ويتم ذلك بواسطة الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التى لم نعترف بها نحن كشباب ثورة ولسنا طرفا فيها، أما الحكومة ليست حكومة ثورة بل حكومة مقاسمة للسلطة فقط وشباب الساحات ضد هذه الحكومة لأنها عبارة عن مسكنات لتهدئة الشارع.

وأوضح الكمالى أن تواجد الشباب اليمنى فى ساحات التغيير ليس مرهوناً بسقوط ومحاكمة على صالح وإنما لحين إرساء أسس الدولة المدنية الحديثة والتى أهمها من وجهة نظر شباب التغيير إعادة هيكلة الدستور بما يتوافق مع طموحات الشعب اليمنى، تحييد الجيش والأمن عن أى صراع سياسى، وتنظيم العملية الديمقراطية بشكل عادل حتى يتثنى للشعب اختيار من يريد أن يحكمه.

رؤية شباب الثورة للمرحلة الانتقالية:

يقول الكمالى "كنا نرى أن تشكيل مجلس رئاسى انتقالى مكون من 5 إلى 7 أشخاص مدنيين بالتوافق مع جميع الأطراف السياسية الأفضل فى إدارة هذه المرحلة وبالتالى يعلن بدء المرحلة الانتقالية كما يشرف المجلس على إعادة هيكلة الجيش فى الفترة التى تستمر من عام إلى عام ونصف العام وخلالها يتم التنسيق لحوار وطنى بين جميع الأطراف السياسية وعلى أساسة يعاد صياغة الدستور وإقامة القضاء العادل الذى يتيح استرداد جميع الحقوق العامة التى سلبت فى عهد على صالح".

شبهات جنائية حول الحكومة الجديدة:

وأوضح الناشط السياسى حمزة الكمالى أن هناك عدداً من وزراء النظام السابق أسند إليهم حقائب وزارية داخل الحكومة الجديدة تدور حولهم شبهات جنائية ومنهم: حمود عباد، وزير الأوقاف، والذى ارتكب جرائم قتل فى محافظة الحديدة بحق شباب الثورة إضافة إلى إحداثه فساد مالى وإدارى وفقا لمنظمات حقوقية وذلك على حد قول الكمالى.

ومجاهد القهالى، وزير المغتربين، والذى ارتكب جرائم قتل بحق المتظاهرين فى صنعاء، وأبو بكر القربى، وزير الخارجية، ففى 15 أكتوبر قتل 19 متظاهراً من شباب الثورة بيد قناصة كانوا يعتلون مبنى وزارة الخارجية ولم يصدر من الوزير أى بيان أو تنديد بذلك.

العلاقة بين شمال وجنوب اليمن:

أشار الكمالى إلى أن نظام على صالح استطاع خلق شق كبير بين الشمال والجنوب وكان يكرس دائما فكرة أن أى جنوبى هو انفصالى، مؤكدًا على رفض شباب الثورة أن تتحول اليمن إلى عراق آخر وساحة لتصفية الحرب الطائفية خاصة بعد الأحداث الأخيرة العنيفة بين جماعتى الحوثيين والسلفيين.

 وتعليقًا على هذا الصراع المتشدد قال الكمالى، إنه يبدو أن هناك دعماً خارجياً لتغذية هذا الصراع الذى أساسة "السلطة" بمعنى السيطرة على محافظة صعدة معقل هذا الصراع، وتابع:" ما يدور فى صعدة حرب بين السعودية وإيران".

رأى شباب الثورة فى الصراع الطائفى بصعدة:

أوضح الكمالى أن شباب الثورة رافضين تماما مسألة الحروب الطائفية فى اليمن خاصة فى تلك الأوقات العصيبة التى تمر بها البلاد مشيرًا إلى أنه يجب إرساء دعائم الدولة المدنية التي يحتكم لها الجميع ولن نرضى أن تحكم اليمن وفق مرجعية دينية بحتة وغير كفؤة.

وقال الكمالى رداً على سؤال "اليوم السابع" عن رأى شباب الثورة فى أن يتولى إدارة شئون البلاد مجلس عسكرى؟ ورأيهم أيضا فى مسألة الحسم المسلح.. قال، إن الجميع يرفض هذا الأمر لأنه لا يمكن أن تخرج دولة مدنية من رحم عسكرى، وعن الحسم العسكرى قال إن الثورة اليمنية ثورة مبادئ وسلمية ولا يمكن بناء دولة مدنية بالسلاح.

وتابع: "مئات السنين لم يستطع الشعب اليمنى ولا النظام التغلب على ظاهرة الثأر وحمل السلاح وأتت الثورة وسيطرت على كل ذلك، ففي الخيمة يعتصم من كانوا يتقاتلون بالأمس من أجل يمن جديد ونسوا كل الأحقاد وما بينهم بالتسامح من أجل الثورة.

وأضاف: "طوال فترة حكم على صالح كان يخوفنا من أن القبائل ستقف ضد التغيير وأي محاولة لإسقاط نظامه لكنها كانت الأولى في صفوف التغيير وهي من نادت بالمدنية لأنها عانت كثيرا بسبب الحكم المتخلف لهذا النظام القمعي.

الدور العربى:

يقول حمزة الكمالى عن الدور العربى تجاه الثورة اليمنية: "نحن كشباب ثورة أصابتنا خيبة أمل كبيرة من الدور العربي المتخاذل الذي لم يقف فقط صامتا بل ساعد علي صالح ونظامه سياسيًا وبالسلاح".

 واستطرد: "كيف للغرب أن يقف مع طموحات الشعب اليمنى وإخواننا العرب لم يقفوا معنا حتى الآن.. ننتظر من الجامعة العربية دور حقيقى فى الوقوف مع الشعب اليمنى فى تحقيق أهداف ثورته التى ضحى من أجلها بالآلاف وننتظر من مصر الثورة أن يكون لها موقف أقوى لأنها كانت داعمة للشعب اليمنى طوال التاريخ".

*كتب مصطفى عنبر

*اليوم السابع المصرية