وزارة الداخلية تكشف تفاصيل إنجاز أمني جديد في منفذ شحن الحدودي مع عمان الجيش الأمريكي يعلن حصيلة عملياته ضد الحوثيين خلال أسبوع اتهامات حوثية صادمة للمعتقلين بتهمة الاحتفال بـ ثورة 26 سبتمبر .. مخطط غربي ينتهي بتصفية زعيمهم كما حصل للقذافي هيئة الإعلام العراقية تلغي ترخيص قناة MBC وتتهمها بانتهاك لوائح البث الإعلامي مجددا.. واشنطن تبيع الوهم لموظفي سفارتها المعتقلين لدى المليشيات المبعوث الأممي لليمن يدعو من واشنطن الى استئناف المفاوضات السياسية واستكمال خارطة الطريق الأممية من سراييفو.. انطلاق فعاليات مؤتمر العهد الديمقراطي العربي بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين العرب وجهوا طلباً فورياً للمليشيات.. وزراء دفاع مجموعة السبع يصدرون بيانا مشتركا بشأن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وسفينة جلاكسي ليدر الإدمان والتعري مالا يعرفه الآباء والأمهات عن تيك توك في اليمن والعالم كويتي يتزوج من ثلاث مغربيّات .. فيديو
ما يحدث في مصر الآن وما حدث في تونس منذ عدة أيام ولا يزال لن تكون دول عربية أخرى بعيدة عنه ومنها اليمن.. إنها هبة ربانية ولحظة تاريخية لا تتكرر, لكن السؤال الهام هو: كيف سيكون شكل هذه اللحظة التي ينتظرها الناس من صعدة إلى المهرة بفارغ الصبر متطلعين إلى اليمن الجديد؟ هل سيتم التعامل معها بالمكابرة كما حدث في تونس ومصر فتخرج الأمور عن السيطرة وتكون النهاية مرة.. أم أن حكمة العقلاء سوف تنتصر لتغيير هادئ وسلس يعزز من الوحدة الوطنية ويحافظ على البلاد ومكتسباتها من العبث والنهب؟ كثيرون يتطلعون إلى (حكمة العقلاء) وفي مقدمة هؤلاء العقلاء رئيس الجمهورية الذي أكاد أجزم أنه يدرك تماما أن اللحظة التاريخية وساعة التغيير قد حانت وما عليه إلا أن يختار شكلها, إما بإفساح المجال أمامها ويكون بذلك ضمن الحفاظ على البلاد من الفوضى والعبث ويدخل بذلك التاريخ من أوسع أبوابه, وأما أن يقف حجر عثرة أمام تطلعات شعبه ويدفعه ليختار مصيره بنفسه مهما كان الثمن.
إن الجماهير في الشمال والجنوب هي صاحبة المصلحة العليا في التغيير وهي التي ستصنعه بلاشك اليوم أو غدا.. إن التغيير تفرضه التحولات المتسارعة من حولنا والتي يستوجب علينا التقاطها بمسؤولية وطنية ودينية.
إن جماهير الشعب في المحافظات الشمالية من الوطن تعي جيدا أهمية هذه المرحلة واللحظة في إنقاذ البلاد من التمزق والحفاظ عليه موحدا, لذلك فهي مطالبة بتكثيف مظاهراتها وضغطها على النظام وصولا إلى تحقيق مطالبها في التغيير الشامل بما يكفل المواطنة المتساوية والعيش بكرامة للجميع.. كما أن الجماهير في محافظات الجنوب هي الأخرى تنتظر إشارة الانطلاق ودنو اللحظة من موعدها بعد دراسة الأسباب الموضوعية وأخذ كل الظروف المحيطة في الاعتبار في تقديري.
لا يزال الأمل في سيادة صوت العقل قائما مع أننا ندرك جيدا أن القيادة السياسية لم تعد ترى في ظل هذه الظروف إلا مصالحها الشخصية والفئوية.. بينما هناك من يرى (اليمن الجديد) أمام عينيه ومن يريد حرمان الجماهير من الوصول إليه بسبب المصالح التي أشرنا إليها آنفا لا أكثر ولا أقل.
إن اللحظة التاريخية لا تزال قائمة والفرصة أمام الجماهير متاحة للتغيير والانتقال باليمن من زمن الفردية والذاتية والعصبوية إلى مستقبل الحرية والديمقراطية والمشاركة الحقيقية والعيش الكريم.
وفي الأخير أطرح هذا التساؤل أمام القيادة السياسية: هل ستسود الحكمة أم الجنون في التعامل مع هذه اللحظة التي لن تدعها الجماهير تمر دون أن تروي عطشها منها؟.. وكأني الآن أسمعها تردد (إذا الشعب يوما أراد (اليمن) فلابد أن يستجيب القدر) مع الاعتذار للشاعر الكبير أبو القاسم الشابي.
b.shabi10@gmail.com