توطئة : في زيارتي الاخيرة للمملكة كنت اقضي الوقت بكتابة تدوينات زائر مسافر ، تتكون من ثلاثة اجزاء الأول عن أمير التجديد والثاني عن رؤية ٢٠٣٠ والثالث عن المكانة الدولية التي تحتلها المملكة بقيادتها .

انشر لكم هنا جزئيها الأول والثاني، أما الثالث لاحقا..

1) أمير التجديد :

غدى معروف أن الأمير محمد بن سلمان يعتبر بحقٍّ مُجدد المملكة وقائد نهضتها المعاصرة ، حيث يقود المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق ، ويحقق إنجازات تاريخية في مختلف المجالات، وهنا سنجد أن المملكة بعد ثمان سنوات غير ماكانت عليه في السابق، وصحيح أن القادة النادرون لا ياتون إلا نادرا وحين تكون الأمم بأشد الحاجة اليهم .. وهذا ما نعنيه بالحقبة السلمانية.

ثمان سنوات تقريبا منذ وصوله الى سدة قيادة المملكة ، وهي قصيرة بحساب الزمن ، لكنها حافلة بانجازات تاريخية مذهلة ، الحديث عن القائد الفذ الامير/ محمد بن سلمان ال سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، الذي يُعد وبحق مُجددً المملكة وقائد نهضتها المعاصرة وربان سفينتها للمضي بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق .

ورغم حداثة وصول ولي العهد إلى دفة قيادة المملكة ، إلا ان فترته منذ بداياتها كانت توحي بأننا أمام شخصية نادرة قيضها الله في مرحلة هي من أصعب مراحل العرب ، استطاع بذكاء الواثق ومقدرة الحكيم ان يعيد للمملكة وللشعوب العربية آمال لا حدود لها ، في مجملها تؤشر بالولوج في عصر التقدم والازدهار بكل جدارة وإقتدار ، وإن مرحلة الخلافات والبغضاء والكره تجاه بعضهم البعض – لربما – ولىّ زمانها ومضى آوانه.

لسنا بصدد كتابة الكثير مما يميز هذا القائد العربي الطموح ، فمهما قيل عنه لن نفيه حقه ، فيما الوقائع ومجرياتها ونتائجها وتأثيراتها كافية لإعفاء المرء وإن كان باحث من تكرار ما غدى واضحا امام العالم . لكن الامير محمد بن سلمان يمتلك صفات قيادية نادرة جعلت منه أحد أفضل القادة الشباب الذين تسلموا قيادة الشعوب والامم ، واهم ما يميزه :

-رؤية طموحة : يتمتع سموه برؤية طموحة للمملكة ، اذ يسعى إلى جعلها في مصاف الدول المتقدمة عالمياً في جميع المجالات .

-العزيمة والإصرار : يتميز محمد بن سلمان بعزيمة وإصرار كبيرين على تحقيق أهدافه ، حيث لا يتوانى عن بذل قصارى جهده لتحقيق رؤيته الفذة .

-حكمة القيادة : يتمتع بحكمة قيادية مكنته من اتخاذ قرارات صائبة في الوقت المناسب ليقود المملكة نحو مستقبل اكثر إشراقا .

-الشعبية العالية : يحظى بشعبية جارفة في المملكة وخارجها ، فمثلما حظي وعلى نحو متعاظم بحب الشعب السعودي ، ينال كذلك وعلى نحو واسع حب الشعوب العربية المعجبة بجهوده وإنجازاته وهمته العالية ، خاصة وأنه يجسد نوعا نادرا للقيادة الكفوة والمقتدرة .

 

2) رؤية2030: هي رؤية طموحة تهدف الى تطوير المملكة في شتى المجالات وتعزيز مكانتها الدولية كقوة إقتصادية وسياسية رائدة ومؤثرة ، كما تهدف كرؤية طموحة الى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط وتطوير القطاعات الاخرى ، مثل الصناعة والسياحة والتكنولوجيا…الخ ، كما أنها تركز على الاستثمار الفعال في التعليم والصحة والبنية التحتية.

وعلى طريق تحقيق رؤية ٢٠٣٠ اطلق سمو ولي العهد العديد من المشاريع العملاقة ، مثل مشروع نيوم ، ومشروع القدية ، ومشروع ذا لاين ، ومشروع البحر الاحمر ، وفي ذات الوقت وضع اصلاحات مهمة شاملة ، هدفت الى تحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الاجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص ، وافرد لتطوير البنية التحتية للمملكة حيزا كبيرا في برنامج تطوير المملكة، اذ شهد هذا القطاع في عهده تطورا كبيرا ونهوضا غير مسبوق ، حيث انشئت العديد من الطرق والجسور والمطارات والموانئ ، ومؤخرا تم افتتاح مترو الرياض المرحلة الاولى ، مما وفر فرص عمل لآلاف الشباب وتمكينهم عبر طائفة واسعة من البرامج والمبادرات التي تهدف الى تنمية مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل ، وفي مجال تعزيز دور المرأة قام سموه بإصلاحات تاريخية لتعزيز دورها في المجتمع ، عبر اصلاحات جوهرية مكنتها من دخول سوق العمل اكثر من أي وقت مضى ، بالإضافة الى احتلالها لمناصب عليا ، ناهيك عن رفع الكثير من القيود على حريتها ، اما في جانب التراث والثقافة فقد اختط بادرة جديدة في تاريخ المملكة المعاصر عبر العديد من المبادرات التي تهدف للحفاظ على التراث وتشجيع الابداع الثقافي المتميز وفوق كل ذلك اختط سياسية فاعلة لمحاربة الفساد بكل اشكاله وانواعه، وأصبح هذا الهدف على راس قائمة مهام الحكومة .

في عام 2023م أي بعد ستة سنوات من وصوله الى هرم قيادة المملكة ، احتلت المملكة المرتبة 19 في قائمة مجموعة ال 20 العالمية – اقوى اقتصاديات العالم وتهدف الرؤية الى إيصال المملكة الى المركز 15 بين اقتصاديات العالم بحلول عام 2030م ان لم تتخطى ذلك المؤشر ، ووفق احصائيات سعودية ودولية بلغ حجم الناتج المحلي الاجمالي 60% منذ اطلاق رؤية 20 / 30 في العام 2016م ، فيما وصل الى 4،1 ترليون ريال سعودي، أي 1.1 ترليون $ وارتفع الاستثمار الاجنبي المباشر بنسبة 52% بنهاية عام 2024م وبلغ معدل نمو الاقتصاد 4.26 ترليونات ريال وسيرتفع الى 4.49 تريليونات نهاية العام 2025م و4.77 في العام 2026م

*هذا الجزء الثاني من تدوينات خطيتها اثناء زيارتي الاخيرة للملكة ، حاولت قدر الإمكان نقل ما شاهدته واقعيا ، وهو ما يفوق ما قرأنه او نُقل لنا ، متمنيا للملكة مزيد التقدم والازدهار.

استدراك: بقي فصل مختصر عن مكانة المملكة على المستوى الدولي ودورها في ميدان العلاقات الدولية ،سينشر لاحقا.