آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

مذيعات محجبات ممنوعات من وسائل الإعلام
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
السبت 01 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:44 ص

أكد طرد 3 مذيعات محجبات مؤخرا من إذاعة "كازا إف إم" CASA FM العمومية بالمغرب، سريان المنع "الضمني" للصحفيات المحجبات من العمل كمقدمات ومذيعات في وسائل الإعلام التلفزيوني، وحتى الإذاعي، حيث سبق لمذيعات محجبات في القناتين التلفزيتين الأولى والثانية أن توارين وتراجعن للوراء، بعدما كن مقدمات للأخبار ولبعض البرامج الاجتماعية، مكتفيات بالعمل في الظل وتحرير المواد الصحفية دون الظهور ع لى الشاشة.

ازدواجية في القرارات الحكومية

وتؤكد الصحفية المحجبة في القناة الثانية سمية المغراوي إلى أنها كانت تقدم المواد الإخبارية بدون حجاب إلى أن قررت ارتداء الحجاب، فتغيرت نظرة رؤسائها في العمل لها، حيث صارت تلمس لديهم حرجا من ناحيتها وعدم تكليفها بالتغطيات الصحفية خارج المغرب، فكان أن تراجعت عن الظهور على الشاشة واكتفت بقراءة التقارير وإعدادها، كي لا تكون طرفا في مشاكل مع إدارة القناة.

وترى الإعلامية المغربية وفاء الحمري في حديث مع "العربية نت" أن هناك ازدواجية في القرارات الحكومية بالمغرب، إذ أن "القرارات الرسمية لا تمنع المحجبة من العمل الإعلامي المرئي، لكن في نفس الآن، لو تقدمت محجبة وهي تحمل كل المؤهلات للعمل الإعلامي، فلن تمر إلى الشاشة ولن تعرف لماذا، ولن تجد جوابا شافيا".

وتضيف الحمري أن "المحجبات اللواتي يخترن الصحافة المرئية يعرفن أنهن لن يجلسن يوما أمام كاميرات الشاشة، وتكون آمالهن معقودة في التخصص في ميدان الإعداد والإخراج... لهذا، فإن ابنتي ستتخرج قريبا من الجامعة الأمريكية في تخصص "إعلام وتنمية بشرية"، وتعاني من نفس الإشكال وتتطلع إلى العمل في قنوات أخرى غير القناة المغربية".

أسباب المنع

من جهتها، يستغرب الخبير الإعلامي المغربي يحيى اليحياوي منع المحجبات من الظهور على شاشة التلفزيون المغربي، خاصة وأنه ميدان "المفروض فيه أن يكون الأكثر حرية والأوسع تعددية لتقديم الأفضل والأنسب للمشاهدين".

ويعتبر، في حديثه مع "العربية نت"، أن هناك أسبابا تحول دون ظهور المذيعات المحجبات في الإعلام التلفزيوني؛ الأول يتمثل في كون معظم القنوات العمومية توظف الإعلام المرئي لخدمة منظومتها الثقافية والرمزية. بالتالي، ولما كان للمحجبات حضور يتمثل بالصورة ومدى تأثيرها على الأفراد والجماعات، فإن الدفع بهن للتواصل مع الجمهور بالمباشر الحي يعطي انطباعا عن طبيعة القناة وفلسفتها.

أسلمة السياسة

ويعتبر الكاتب والإعلامي عزيز باكوش في حديث لـ "العربية نت" أن ظاهرة التحجب في وسائل الإعلام التلفزي بالمغرب "حديثة العهد، وتلتصق في شقها الأكبر بأسلمة السياسة أو تسييس الدين"، مضيفا أن ثقافة المنع تكاد تكون خصوصية عربية بامتياز حتى مع وجود قوانين صارمة، بالأحرى غياب نصوص قانونية منظمة، كما في حالة سمية المغراوي وحنان أرسلان وقمر آيت بنمالك، المذيعات اللائي تراجعن عن الظهور بعد تحجبهن في وسائل الإعلام التلفزي بالمغرب.

لكن ثمة إشارة لابد منها، يقول باكوش، وهي أن العمل الإذاعي تواصل مسموع، وبالتالي لا ضير إن كانت المذيعة محجبة أم لا.. ويبدو أن هناك توجها رسميا لدى بعض البلدان العربية (ومنها المغرب) في التعامل مع الحالة كما لو كانت من تداعيات التطرف.

ويطرح باكوش تساؤلات من قبيل: أي حجاب نقصد؟ هل البرقع الأفغاني أم الشادور الإيراني؟ هل النقاب الشامي أم حجاب سراييفو؟ هل حجاب المغربيات وشابات شمال إفريقيا على وجه التحديد الذي يجعل رأس الفتاة مثل عود ثقاب، بينما سروال "جينز" يعصر السيقان بعنف فوار ومثير؟".

عواقب المنع

أما عن تبعات وعواقب مثل هذا المنع الخفي لمذيعات محجبات من الظهور في وسائل الإعلام التلفزي وتهميشهن والتضييق عليهن في الإعلام الإذاعي، فيحددها اليحياوي في "إفراز قطبية شديدة للإعلام بين قنوات تراهن على الاستهلاك والرقص وكليبات الغناء، وبين من يراهن على تمرير رسالة محددة بصرف النظر عن موقفنا منها، مبرزا أن "الممانعة ستزداد بين هذين القطبين: قطب السلطة والمال المراهن على الربح بغض الطرف عن الوسيلة، وقطب له، أو يدعي أن له وظيفة اجتماعية وثقافية ودينية وما سواها".

ويضيف "إنه توزيع لا يقوم على المهنية والاحترافية واحترام الحد الأدنى من أخلاقيات المهنة، بقدر ارتكازه على جذب أكبر عدد من المشاهدين بغرض بيعهم للمعلنين، وبالتالي، يبدو أن المراهنة ستكون على استبعاد كل ما من شأنه الحيلولة دون ذلك أو التأثير عليه".

أما باكوش فيعتبر أن المنع ـ من حيث المبدأ ـ لم يسبق أن كان وسيلة ناجعة، فكل الأشياء الممنوعة في العلن مرغوب فيها في السر ، سواء تعلق الأمر بالحجاب أو غيره". ويعتبر أنه لا ينبغي القلق من تداعيات عدم ظهور مذيعات محجبات في وسائل الإعلام التلفزيوني بالمغرب، فالأمر، وفق باكوش، "لا يتعلق بحارس لمرمى كرة القدم لفريق عتيد، فهناك مذيعات يقدمن أداء مميزاًـ من دون حجاب، وهناك محجبات أداؤهن جد عادي، وغيابهن لا يطرح مشكلا أبدا من الناحية المهنية الصرفة، سواء في الإذاعة أو التلفزيون".