آخر الاخبار

عدن : وقفة إحتجاجية للنقابة العامة للنقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها وممارسات استهداف حقوقها عدن : نائب وزير التربية يلتقي المديرة القطرية للمجلس النرويجي لمناقشة سبل التعاون المشترك شرطة مأرب تدشن دوري الشهيد عبدالغني شعلان ورفاقه الأبطال انطلاق بطولة الوفاء لمأرب الرياضية بمشاركة 12فريقا للمحافظات غير المحررة. تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد عدن: وكيل وزارة المالية يحمل وزارة الخدمة المدنية مسؤولية تأخير صرف مرتبات الموظفين النازحين لقاء مع سفراء الإتحاد الأوروبي يبحث دعم الحكومة اليمنية لمواجهة الأزمة الإقتصادية رابط التسجيل في المنح الدراسية المخصصة لليمن من جمهورية الصين محطة استخباراتية للحوثيين في مسقط لتنسيق التواصل مع إيران وتسهيل عمليات التهريب والدعم.. هل سلطنة عمان متورطة؟ خسارة ثقيلة من إيران تُبدد حلم اليمن في كأس آسيا للشباب

التضامن المؤذي
بقلم/ مجدي محروس
نشر منذ: 6 أشهر و 6 أيام
الأحد 11 أغسطس-آب 2024 05:45 م
  

عادة ما يحتاج الناس إلى بعضهم لتجاوز الظروف القاسية والمواقف الخطرة والاحداث الصعبة التي تمر عليهم في الحياة .

 

وتزداد حاجتهم لبعض مع حدوث الكوارث الطبيعية المدمرة والتغيرات المناخية التي تفوق قدرتهم على تحملها و تجاوزها أوالتعاطي معها .

 

ورغم ما مرت به اليمن من أسوء ازمة انسانية في العصر الحديث و من ظروف بالغة القسوة واحداث مؤلمة إلا أن اليمنيين لم يغادروها بشكل جماعي الى دول الجوار بل نزحوا منها واليها وآوى بعضهم بعضا .

 

تؤكد الاحصائيات الاولية لأضرار وضحايا السيول والفيضانات الاخيرة في تهامة هول المصيبة وفداحة الخسائر في الأرواح والممتلكات .

 

ورغم أن حجم الكارثة يتجاوز القدرة على الاحتواء و المأساة تفوق امكانية احتمال الوجع إلا أنه يمكننا التخفيف من وطأتها بتدخلات انسانية حقيقية .

 

 ولا يمكن أن تكون هناك تدخلات انسانية حقيقية وملموسة ما لم تكن هناك تقييمات حقيقية للاضرار والخسائر ومراعاة الاولويات في نوعية الاستجابة الانسانية .

 

لا يحتاج المنكوبين من السيول والفيضانات في تهامة إلى سلات غذائية فقط، بعد أن فقدوا مساكنهم و بيوتهم و مزارعهم ومواشيهم و سياراتهم ومصادر دخلهم .

 

السلات الغذائية على ما تمثله من اهمية هي بمثابة اسعافات اولية لا ينبغي أن تكرس كل جهود الاغاثة عليها لان التهاميين كما عرفوا عبر التاريخ يمكن أن يتقاسموا مع بعضهم قوت يومهم وان يجودا بما لديهم من فتات بعكس بقية المتطلبات الانسانية الاخرى كالايواء وغيرها التي ليست في متناولهم .

 

وفي كل دول العالم يتم الاستفادة الأخطاء والتعلم من الكوارث الطبيعية لتفادي تكرارها ولتخفيف مخاطرها وخسائرها بكثير من التدابير والمعالجات إلا في بلادنا تتكرر نفس الكوارث وتعاد ذات المعاناة نتيجة سوء التدبير وغياب الادارة وضعف التقدير وأخطاء المعالجات.

 

لدى اليمني فائض عاطفة تجاه الكون كله ، تجده يتضامن مع كل القضايا العادلة منها وغير العادلة ، يناصر بلا ضوابط ، و يتعاطف دونما حدود ويفزع مع الطارف وهذا بدوره ينعكس سلباً على مفهومه للتضامن وفلسفته للتعاطف وثقافته للنصرة .

 

لا يشكوا الناس في تهامة من الاهمال والتجاهل لمعاناتهم فحسب بل يشتكون أيضاً من الاهتمام الخادع ويعانون من التعاطف الكاذب ، ويتألمون من الاستغلال السيء لحاجتهم وضعفهم ، يؤذيهم التضامن على طريقة الحوثي وتجرحهم الاغاثة على مذهب القاضي وتسيء لهم النجدة وفق استراتيجية الفاصوليا والروتي .