آخر الاخبار

الحوثيون يحولون المدارس إلى معسكرات تدريب .. ومسيرات النفير العام تتحول الى طعم لتجنيد الأطفال خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين

‏عائشة ليست بخير
بقلم/ مصطفي غليس
نشر منذ: 9 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 19 مارس - آذار 2024 11:44 م
 

في مشهد تراجيدي واقعي رصدته عدسة هاتف مواطن يعجز أفضل ممثلي ومخرجي السينماء العالمية عن تجسيده، كان الرجل المفجوع على شقيقته التي طمرها ركام منزل فجرته مليشيا الحوثي بمدينة رداع وسط اليمن بالديناميت يصرخ سائلاً بصوت متهدج: "عائشة عادش بخير؟". 

 

يكرر الرجل نداءه لعائشة وهو يواصل الحفر على بقايا جدران وحطام المنزل المهدم بيديه العاريتين وبصخرة صغيرة. لقد تحولت أصابعه إلى معول والصخرة إلى مطرقة. فتح ثغرة وصوته المبحوح مع صديقه المنقذ ما يزال ساطعًا يتردد في وسط الغبار "عائشة انت بخير؟". ليأتي الرد من عائشة بصوت مكتوم: أيوه.

 

عائشة و18 شخصًا معظمهم نساء وأطفال كانوا في منازل متجاورة فجر الحوثيون أحدها صباح اليوم الثلاثاء التاسع من رمضان، وتهدمت الأخرى على رؤس ساكنيها، فدفنوا أحياء. مات معظمهم وأنقذ بعضهم، وما يزال آخرون تحت الأنقاض بحسب الأنباء الواردة من مصادر محلية.

 

في مشهد آخر، يحمل الكثير من الدلالات، ولا يقل ألمًا عن الأول، يظهر أحد الناجين من التفجير، وهو مسن تظهر الصدمة بكل وضوح على ملامحه. يسأله المنقذون: قد مرتك خارج يا عم أحمد؟ فلا يجيب نتيجة الصدمة، ويبادر منقذ آخضر بتقديم قارورة ماء للعم أحمد، يأخذها لكنه يتذكر أنه صائم فيرفض شرب الماء رغم حاجته إليه. 

 

عائشة الرداعية التي كان يبحثها عنها شقيقها تحت الحطام، نجت من موت محقق اليوم لكنها ليست بخير. عائشة الرداعية هي اليمن، واليمن هي الوطن العربي، والوطن العربي جزء من العالم الإسلامي، والمسلمون جزء من المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي ترك الحوثي يسرح ويمرح ويرتكب المجازر في حق اليمن وانتهك حقوق عائشة. عائشة منهكة، وإن نجت اليوم فقد لا تنجو غدًا لأن مفجرات الحوثي وفوهات بنادق قناصيه موجهة إلى قلب عائشة.

 

للتذكير: رداع واحدة من آلاف المدن والقرى اليمنية التي طالها الإرهاب الحوثي بعد سيطرته عليها. منذ 2014 وما قبلها، فجر الحوثيون آلاف المنازل بسبب اختلافات رأي سياسية أو مذهبية، خلافًا لملايين المهجرين والنازحين قسريًا من الحرب التي فرضتها الجماعية الارهابية على الشعب اليمني. 

 

يوم أمس أعلنت المفوضية اللاجئين الأممية ان الأزمة في اليمن هي إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع 4.5 مليون نازح داخلياً و18.2 مليون شخص بحاجة للمساعدات. هذا الإعلان ينم عن الحالة الكارثية والمأساوية التي وصل إليها الشعب اليمني في ظل المليشيا الحوثية الارهابية.