وجه رسالة لاذعة للكيان الصهيوني وشقيقه الحوثي.. الرئيس العليمي يبلغ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً للقبول بالمفاوضات مع المليشيات تعرف على أضرار الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين في صنعاء وقبائل خولان الطيال تتداعى إلى منزل «الشيخ الغادر» مليشيات الحوثي ترغم نحو 41 مسؤولاً متحوثا على حضور دورات طائفية في صنعاء الاستخبارات الألمانية تستعين بجيمس بوند محكمة أبوظبي تصدر أحكاما رادعة بحق 54 شخصا بعضهم بالمؤبد والسجن والابعاد في قضية «التجمهر» تحذير سعودي شديد اللهجة لكل القادمين الى المملكة بتأشيرة الحج.. وتلويح بالعقوبات تدخل عاجل من المجلس الصحي السعودي بخصوص علاج السكري والأعشاب خفايا و «كواليس» قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي .. تفاصيل قبيلة آنس تشيع أحد قيادات الجيش الوطني الى مقبرة الشهداء بمأرب
مما يعرفه الناس أن الدكتور عيدروس نصر النقيب اليافعي اليماني سياسي معارض ومحنك وقليلون يعرفونه أديباً يكتب الرواية والقصيدة..وعيدروس مقلٌ في كتلبة الشعر وله بعض يتيميات كتبها في مناسبات يتمٍ وحزنٍ.. عيدروس نصر ربما أشبه عبد يغوث الحارثي اليماني الذي لم يقل شعراً في حياته قط الا عند أسره على أيدي بني تميم حيث كان مسنوداً موثقاً الى جذع شجرةٍ وقد قطع وريده ثم قال قصيدةً هي الأولى والأخيرة في حياته.. وكلنا حفظ هذه القصيدة في صف أول ثانوي والتي مطلعها:
ألا لا تلوماني كفى اللومُ مابيا *** فما لكما في اللومِ نفعٌ ولا ليا
(ألا)- للعارفين بالنحو والبلاغة- أداة تنبيه لأمر ذي أهمية أو للتأكيد لما سأقوله (يعني أنبهكم لأمر هو أنه لا فائدة من اللوم ولا طائل) وهذه الأداة كثيراً ما رأيناها تسبق حرف التمني (ليتَ) كقول الشاعر:
ألا ليتَ الشبابَ يعود يوماً *** لأخبره بما فعل المشيبُ
وحرف التمني (ليتَ) يفيد هنا استحالة عودة الحال الى ما كان عليه (الشباب) وتفيد بشكل عام استحالة ما يتمناه المرء..ومن هنا ننطلق الى قصيدة عيدروس نصر في رثاء عمر الجاوي سماها (فصل في كتاب الطهر) حيث يسيطر حرف التمني (ليتَ)على جو المرثية،فهو منذ البيت الأول يتمنى مالم يحصل ولن يحصل في عهد (حكام القهر الجبري المتنفذ)حيث يموت المعارضون والقادة الذين تحيا بهم الأمة ويحيا الفاسدون ومن لا يحبهم الناس ومن يتمنى الناس موتهم فلا يموتون وكأن أمد وعمر هؤلاء باقٍ حتى يستحيل معه الفناء.. يقول عيدروس في مطلع المرثية:
ألا ليتهُ عاش الذي ماتَ زاهدا
ومات الذي مازال في الأرضِ فاسدا
ويا ليتني قد كنتُ دونكَ راحلاً
لأفديكَ من سوءٍٍ وأحميكَ من عدى
*****
حرف التمني (ليتَ) هو المسيطر على جو النص يطلب المستحيل،يطلب أن يبقى (الذي عاش زاهداً) وأن يفنى (الذي ما زال فاسدا)..والله إن هذا لـ بابٌ جديدٌ من أبواب (التمني) لم يعرفه سيبويه ولا الأخفش ولا الكسائي من قبل، حيث يدخل هذه الباب في لغة وبلاغة سياسية وبحر جديد في المعارضة تنضب حروفه ولا تنضب آبار النفط تدر على (الذي ما زال فاسدا)عمراً طويلاً وأمداً لا يفنى.. وهنا يصير لحرف التمني (ليتَ) شأن عظيم في حياة الشعوب المقهورة تتمنى فلا يستجاب لها،وهنا يدخل الحرف( ليت) معترك الحياة السياسية والتمني فيكون الجواب مستحيلا، لا تغيير هناك ولا جواب سوى أن يموت المعارضون أو يشيبون في مرحلة الشباب المعارض ويحيا ويحيا ويحيا (الذي ما زال فاسدا)..تعالوا نقيس بلاغة حرف التمني السياسية (ليتَ) على حياة المعارضين في الوطن العربي، يولدون شيوخاً ويموتون صغاراُ..قال البردوني يصف المشهد :
ماذا؟ أتعجبُ من شيبي على صغري ؟ *** اني خلقتُ عجوزاً كيف تعتجبُ!!
يتبع الحلقة القادمة
شاعر وناقد يمني
a.monim@gmail.com