90 ثانية تكشف "حقيقة" صلاح لمدرب ليفربول دولة كبرى ترسل خبراء عسكريين إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر - يحملون حقائب وتم نقلهم من قبل المليشيات في قارب مجلس السيادة: الجيش السوداني حصل على أسلحة نوعية وهناك تحالف دولي جديد يتشكل لصالح السودان مبادرة الحزام والطريق الصينية.. ماهي أثارها على باب المندب وقناة السويس ؟ مسؤول حكومي يتحدث عن إنقلاب مليشيات الحوثي على صفقة المحررين من معتقلاتها اسناد العاصمة يدعو القوى الجمهورية لمواصلة دعم الجيش في معركة استعادة الدولة إسرائيل تعتقل خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري .. أول دولة أوروبية تبلغ الحوثيين إيقاف نشاط أهم الوكالات الغربية وتغلق مكاتبها بصنعاء توكل كرمان تؤكد للمقاومة الفلسطينية عواقب الثقة الزائدة بالنظام الإيراني .. إن لم يغدروا خانوا مأرب تحيي صلاة الغائب على روح القائد إسماعيل هنية وتظاهرة حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطين
انجرار العناصر الانفصالية التخريبية الخارجة على النظام والقانون إلى أعمال الغدر والتقطع في الطرقات والسطو على المحلات التجارية والاعتداء المسلح على المواطنين ومحاولة إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، يؤكد من جديد على أن هذه العناصر تحركها أجندات خارجية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار وإيقاف عجلة التنمية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية، والواضح أنه وبعد أن وجدت هذه العناصر المأجورة نفسها منبوذة شعبياً وتأكد لها أن مشروعها التآمري والانفصالي مرفوض كلياً من كل اليمنيين، وأن ما تقوم به من أعمال العنف والقتل والأنشطة التخريبية يستنكرها الجميع ويدينون مرتكبيها ولا تلقى تجاوباً أو تفاعلاً من المواطنين باستثناء بعض الغوغائيين الذين يتم استئجارهم والدفع لهم مُقدماً، فقد اتجهت تلك العناصر الإجرامية إلى ممارسة أعمال البلطجة وتوجيه نيران أحقادها إلى كل ما تصادفه من حجر وبشر للتنفيس عن يأسها وفشلها وأمراضها الدفينة، خاصة وأنها كانت تعتقد أنها بأعمال الترهيب والأفعال الغادرة والتقطع في الطرقات العامة وتأجيج النفس المناطقي الكريه والترويج لثقافة الكراهية ستتمكن من إرغام المواطنين في تلك المديريات التي تمارس فيها عنصريتها الهدامة، على الانسياق وراءها أكان ذلك عن طريق الترهيب والتهديد والوعيد أو عبر الترغيب والإغراءات المالية، إلا أن كل ما خططت له أو توهمته، قد باء بالفشل الذريع والسقوط المريع، ليجن جنونها أكثر وهي تُجابه بروح وطنية وحدوية صلبة ترفض التفريط بقيمها ومبادئها وثوابتها، بل أن تلك العناصر الانفصالية البائسة لم تكن تتوقع أو يخطر ببالها أن أول من سيتصدى لها هم أقرب المقربين لها وأنها التي ستصبح معزولة حتى داخل بيوتها وقراها ومناطقها.
وليس من قبيل المصادفة أن تمنى تلك العناصر بمثل ذلك المصير المخزي وأن تصبح مثار تندر واحتقار كل أبناء الشعب اليمني، إذ أن من يخون وطنه ومجتمعه ويتحول إلى أداة وإمعة بيد أعداء بلاده يردد ما يُملى عليه ويُنفذ ما يؤمر به مقابل حفنة من المال الحرام وينتقل من حضن إلى حضن، يكون بذلك قد تخلى عن كل القيم الدينية والوطنية والأخلاقية وتجرد كلياً من كل المعاني الإنسانية، فمن لا يضع وزناً للوطن الذي يستمد منه هويته ولا يحفظ خصوصية أو حرمة لثابت وطني أو ديني، هو بالفعل أحط من أي كائن حيواني ويستحق الازدراء من كل ذي نخوة وكرامة.
ولا نحتاج إلى المزيد من الوقائع والشواهد الدالة على أن ذلك النفر من الانفصاليين وإن كانوا جميعاً من ذوي السوابق الإجرامية، وتاريخهم مثقل بالفضائح والفظاعات والبشاعات وسفك الدماء والخيانة والعمالة والارتزاق، فإن الأخطر من كل ذلك أن من يقودون الأنشطة الهدامة لهذه العناصر الانفصالية ويجمعون لها الدعم المادي، هم من ترعرعوا في حاضنة الإرهاب كتنظيم القاعدة.
وما هو مطلوب من العقلاء في تلك المديريات التي تتحرك فيها هذه العناصر، وهي مديريات محدودة، هو أن يمعنوا النظر فيما يهدف إليه هؤلاء الشرذمة من المأزومين والمأجورين من وراء إثارة الاضطرابات والفوضى في تلك المديريات، خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد على أنهم يسعون إلى إيجاد موطئ قدم لعناصر الإرهاب القاعدية يكون لهم ملاذاً للهروب من ملاحقة الأجهزة الأمنية.
ومثل هذا الاحتمال ليس بعيداً في النظر إلى علاقة الارتباط القائمة بين العناصر الانفصالية والإرهابيين من تنظيم القاعدة، ومن العقل والحكمة أن يسارع أولئك العقلاء في تلك المديريات إلى التصدي لأي إخلال بالوضع الأمني في مناطقهم وعدم ترك مناطقهم مرتعاً للعناصر الانفصالية التي لاشك وأنها من تدثرت بلبوس الانفصال للتغطية عن هدفها الإرهابي لأنها تعلم علم اليقين أن إعادة اليمن إلى حقبة التشطير والتجزئة هو أبعد عليها من عين الشمس، وأنها لن تستطيع حتى وإن كان وراءها كل أشرار الأرض، المساس بذلك المنجز أو النيل منه، لأن من يحمي الوحدة هو شعب قوي ومتماسك راياته موحدة وثوابته واحدة وإرادته هي من إرادة الله.
ومهما بلغ الشطط بتلك العناصر الانفصالية، فلن تجني سوى الخيبة والعار، لأن اليمن اليوم هو أكثر اقتداراً من الأمس على حماية أمنه واستقراره ووحدته وإنجازاته وسلمه الداخلي وتنقية بيئته من كل متآمر وخائن وإرهابي وعميل ومرتزق.. وسيظل هذا الوطن يشق طريقه بثبات نحو المستقبل الأفضل والغد المشرق، متبوئاً مكانته بين الأمم في أعلى منزلة شاء من شاء وأبى من أبى.
*افتتاحية صحيفة الثورة الوحدة اليمنية